محاضرة بالمركز الثقافي في سجن طرطوس المركزي تعرف النزلاء بحقوقهم والإجراءات القانونية للمطالبة بها

طرطوس-سانا

تعريف النزلاء على حقوقهم والإجراءات القانونية الواجب اتباعها للمطالبة بها، وتغيير مفهوم العقوبة التي يقضيها النزيل في السجن، كانت محور المحاضرة التي أقيمت اليوم بالمركز الثقافي في سجن طرطوس المركزي، والتي تأتي ضمن سلسلة محاضرات بناء على مذكرة التفاهم بين وزارتي الداخلية والثقافة.

المحاضرة التي أخذت طابع الحوار، قال عنها العقيد أيسر أبو فخر مدير سجن طرطوس المركزي في تصريح لمراسلة سانا: “إنها قدمت للنزلاء المعلومات الخاصة بإجراءات التقاضي المتعلقة بطلبات إخلاء السبيل، والاستئناف والطعن في الحكم، ليتمكنوا من اتباعها بشكل صحيح، وفق الأصول القانونية”.

وأكد التواصل الدائم مع المحامي العام والقضاة المختصين، لمتابعة الوضع القانوني للنزلاء، ومن خلال الجولات الميدانية، لافتاً إلى أنه يحق للنزيل تقديم طلب “استعجال” أو “شرح وضع” للجهة التي قامت بإيقافه للنظر فيها أمام المحاكم المختصة لاتخاذ ما يلزم، حيث تمت معالجة العديد من القضايا للنزلاء وفقاً لذلك.

بدوره أشار الرائد محمد شاهين مدير المركز الثقافي بالسجن إلى أهمية المحاضرة لتعريف النزلاء بحقوقهم وواجباتهم من الناحية القانونية، ليتسنى لكل نزيل معرفة وفهم وضعه القانوني.

وأضاف: “إن سلسلة المحاضرات والندوات التي تقام بالسجن أحدثت تغيراً إيجابياً، ودفعت النزلاء لحضورها والمشاركة فيها، ما يعزز دور السجن كمؤسسة اجتماعية إصلاحية”.

ورأت المشرفة على المركز الثقافي بسجن طرطوس ميسون علي أن ما طرح في محاضرة اليوم مكن النزلاء من فهم الأطر القانونية، بما يخص الجرم الذي ارتكبه كل نزيل على نحو يمكنه من معرفة وضعه، ومتابعته ضمن السياق القانوني السليم، الأمر الذي يضمن لهم الحصول على حقوقهم، وفقاً لمحاكمة عادلة.

المحامي منذر حسن انطلق في محاضرته من مفهوم الدمج الاجتماعي للنزلاء، وتحدث عن حقوق النزيل، وتغيير مفهوم العقوبة التي يقضيها في السجن من مفهوم القصاص والعقوبة إلى وظيفتها الحالية والأساسية القائمة على تأهيل النزيل وتثقيفه، على اعتبار أن وجوده في السجن هو أمر طارئ مؤقت.

وشرح أسس وإجراءات إخلاء السبيل والاستئناف والطعن ودور ومهام المحاكم، للإسراع في القضايا وإصدار الأحكام لكل جرم وفقاً للقانون، مستعرضاً التشريعات الخاصة بكل حالة، ودور الجهات القضائية للنظر فيها ومبررات العفو، مشيراً إلى تطور القوانين وطريقة التعاطي مع العقوبات التي تأخذ بعين الاعتبار الظروف التي رافقت الجرم، مع عدم تبرير هذا الجرم، والنظر لمفهوم العقوبة من منظور الجانب التأهيلي والتواصل الوجداني لمرتكب الجرم.

وأكد حسن ضرورة رفع الثقافة القانونية لكل الأطراف، لضمان الحصول على الحقوق المادية والمعنوية منعاً للاحتيال، مبيناً أن هذا اللقاء له وجهان الأول يمكن النزيل من معرفة حقوقه ليصبح مؤهلاً للمطالبة بها وفقاً للقانون، في حين يتعلق الجانب الآخر بالشق النفسي الذي يشعر النزيل بأنه جزء من هذا المجتمع الذي يهتم به ويعمل على تأهيله.

النزلاء الذين تفاعلوا بشكل لافت مع المحاضرة عرضوا استفساراتهم وتساؤلاتهم حول مختلف الجرائم لفهم ملابساتها وأنواعها تجنباً للخلط فيما بينها، وأكدوا قيمة المعرفة التي حصلوا عليها لجهة متابعة قضاياهم على نحو أكثر دقة، وحسب الأصول القانونية لها.

فاطمة حسين

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency