الشريط الإخباري

كاتدرائية القديسين قسطنطين وهيلانة في يبرود ..حضارة عمرها آلاف السنين

ريف دمشق-سانا

في وسط مدينة يبرود لؤلؤة القلمون تقع كاتدرائية القديسين قسطنطين وهيلانة التي تعتبر من أعظم كنائس القلمون شأنا وأوسعها رفعة وأجلها بنيانا .

وحول تاريخ الكنيسة يقول الباحث والأب متري هاجي اثناسيو لنشرة سياحة ومجتمع ..”إن الكنيسة قديما كانت معبدا وثنيا آراميا في الألف الأول قبل الميلاد مكرسا للإله بعل شمين إله الشمس ثم عدل الرومان بناءه عام 64 قبل الميلاد ليصبح شكله متلائما مع المعابد الرومانية وأضيف له حنية كبيرة في عهد سلالة باسيانوس 212-235 وبدلت اعمدته بعضائد ضخمة كي تستطيع حمل قناطره التي تتجاوز سبعة أمتار ومن ثم كرس لعبادة الإله جوبيتر حينها.2

ويشير اثناسيو إلى أن “المعبد مبني بحجارة ضخمة اقتطعت من الجبال الصخرية المحيطة بمدينة يبرود والبناء في أسفله أشد متانة وضخامة منه في أعلاه ما يدل على أن بعض الجدران كان قد تهدم جانب منها وأعيد بناوءه عشوائيا من جديد من أنقاضها وأنقاض بعض الهياكل الوثنية التي كانت منتشرة في المدينة.

ويلفت اثناسيو إلى أن حجر المذبح مع القناة الخاصة بجمع دماء الأضحية لا تزال موجودة داخل الكنيسة بجانب جدار قبة الجرس حيث كانت دماء الأضاحي تسيل إلى بئر تستقبل حاليا ماء المعمودية موجودة تحت جرن المعمودية واستمرت هذه الطقوس حتى العام 326 حين مرت  القديسة هيلانة بمدينة يبرود في طريق عودتها من القدس إلى روما حيث تم تحويل المعبد إلى كنيسة .

والداخل إلى الكنيسة عليه المرور أولا بمدخل خشبي مزجج مستطيل بعرض الكنيسة يتخلله إلى اليمين باب فرعي خشبي منخفض يؤدي إلى الداخل وباب آخر من الزاوية الشمالية الغربية يفضي إلى الخارج أما في الوسط فيقع باب الدخول إلى الكنيسة وهو خشبي أثري مرمم مزين بحشوات فنية منحوتة يوجد في أعلى اليمين منه نحت لكأس القربان تحيطه سنابل القمح وعناقيد العنب وإلى اليسار الصليب المقدس وأكليل الشوك والسلم والمسامير الثلاثة والأدوات التي استعملت للصلب وتحت هاتين الحشوتين كتابة تتضمن تاريخ تجديد هذه البوابة وتعود للعام 1927م.

ويرى اثناسيو أن “بعض عمليات الترميم والتجديد التي اجريت للكاتدرائية منذ عام 1840 لم تكن موفقة حيث أن بعض الحجارة الأصلية لم توضع في مكانها الأساسي.

ويشير اثناسيو إلى أن أهالي يبرود بكل أطيافهم تطوعوا معا لصب سقف الكنيسة في دليل على مدى التلاحم والتآلف فيما بينهم .

وفيما يتعلق ببناء الكاتدرائية يقول اثناسيو أن طراز الكنيسة بازيليكي تفصل صحنها الفسيح عضائد وقناطر كبيرة لتؤلف صحنا بثلاث أسواق أما أرضيتها فهي رخامية ينتشر عليها صفان من المقاعد الخشبية في السوق الوسطى وصف واحد في كل من الجانبيتين وسقفها مرتفع مسطح بفراغات مستطيلة الشكل ومن تحته نوافذ في جداري السوق الوسطى وعلى جانبيه رواقان معقودان باقواس مرتفعة تحمل السقف المتوسط.
ويوجد في الكنيسة منبر خشبي مرتفع مرتكز إلى عضادة يصعد إليها بدرج لولبي محاط بدرابزين خشبي زينت واجهته شبه المستديرة باحدى عشر ايقونة قديمة متوسطة الحجم قديمة .

ويصعد الزائر إلى قدس الأقداس بواسطة ثلاث درجات رخامية ويمتد في عرض الكنيسة ايقونسطاس مكان لوضع الايقونات رخامي جميل مرتفع ذو تسع فتحات يزينه في طبقته السفلى تسع ايقونات كبيرة على الأبواب احداها للقديسين قسطنطين وهيلانة أما في الطبقة العليا نسق مؤلف من 35 أيقونة متوسطة الحجم تتوسطها أيقونة السيد المسيح ثم تنتشر أيقونات للأعياد السيدية.

كما يوجد في الكنيسة أيقونات كثيرة قديمة ذات قيمة فنية يرجع تاريخها إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر بعضها منتشر في ارجاء الكنيسة وبعضها الآخر قرابة ثلاثين أيقونة معلق على جدار السكرستيا  بناء داخل الهيكل وقد رمم بعضها وصدر كتاب يتحدث عنها باللغة الفرنسية وأهمها أيقونة الهروب إلى مصر بريشة ميخائيل الدمشقي مؤرخة وموقعة عام 1740 ورئيس الملائكة لميخائيل أيضا وتعود للعام 1725 ونياح السيدة العذراء تعود للعام 1842 وايقونة السيد المسيح الضابط الكل و تعود للقرن الثامن عشر بحسب اثناسيو.

ويشيراثناسيو إلى وجود ايقونات تعود للمدرسة الحلبية الأولى وأخرى لمدرسة القدس وأيقونات من المدرسة الحلبية الثانية إضافة إلى أيقونات حديثة عدة تعود لعدة فنانين منهم عبده جبور عام 1953 وفؤاد شطاحي عام 1983.

مي عثمان

انظر ايضاً

المارديني يبحث مع عدد من الوفود المشاركة في مؤتمر الألكسو بجدة آليات تعزيز وتطوير العلاقات التربوية

جدة-سانا على هامش المؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو بدورته الـ 27 المنعقد …