نساء من درعا قدمن نماذج متعددة فكن خير سند لوطنهن وأسرهن

درعا-سانا

للمرأة في درعا دورها وحضورها في المجتمع كباقي النساء السوريات اللاتي صمدن طوال سنوات الحرب الإرهابية التي شنت على سورية وكن خير سند لوطنهن وأسرهن وشكلن المحفز لأبنائهن للدفاع عن وطنهم الذي حاول الكثيرون النيل منه.

وحفل المجتمع في محافظة درعا بعشرات النماذج للأمهات والنساء العاملات اللواتي سجلن بصمة لا تنسى في تاريخ المحافظة سواء بتضحياتهن في مجال أعمالهن أو مع أسرهن فكان التميز نصيبهن رغم كل المصاعب.

هالة المحاميد واحدة من هؤلاء النسوة التي كان لها باع طويل في العمل الإعلامي ولم تتوقف يوما عن أداء واجبها تجاه سورية في ظل الحرب التي تشن عليها فكانت الأم والأديبة والإعلامية معا فهي في الصف الأول بالتغطية الإعلامية مع وحدات الجيش العربي السوري على خطوط النار والمعارك مدفوعة بحبها لوطنها وتحمل في نفس الوقت حبها لأسرتها الصغيرة.

وتقول المحاميد التي تحمل إجازة في اللغة الانكليزية من جامعة دمشق إنها بدأت مسيرتها في الأدب فكتبت القصة القصيرة وهي “امرأة لكل الفصول” و”العرافة لا تكذب” و”مواعيد مطرزة بالغياب” في الأعوام 2003 و2006 و2008 بالتزامن مع عملها في المركز الإذاعي والتلفزيوني في درعا مطلع عام 2003 وكانت رزقت بطفلين واستمرت بعملها إلى أن وقعت الحرب على سورية وهنا تضاعفت المهام فالوطن الكبير سورية ينادي أبناءه والهجمة الإعلامية قوية تحاول النيل منه لذلك اختارت أن تكون في الصفوف الأولى مع الجيش لتواكب عملياته لا تعرف للخوف مكانا وتؤمن بواجبها.

وتشير المحاميد إلى أنها لم تتوان يوما عن متابعة عملها رغم كل الظروف القاسية التي مرت على مدينة درعا يدفعها إلى ذلك عائلتها التي تساندها وحبها لسورية مؤكدة أن الأمومة لا تتجزأ كما نعطي أولادنا نعطي أوطاننا.

ولا تختلف مريم الفالح وهي أم لثلاثة عسكريين وموظفة في مديرية الخدمات الفنية في تضحياتها لأجل الوطن عن باقي نساء درعا فهي الأم التي دفعت بأبنائها للتطوع في صفوف الجيش للدفاع عن سورية ضد الهجمة التي حاولت أن تنال من هذا الوطن فكان أبناؤه ومن خلفهم أمهات يتسلحن بالإيمان الكبير بحتمية الانتصار هم من دافع عنه.

ولم تكتف الفالح وهي سيدة خمسينية بأنها أم لثلاثة عسكريين لم ترهم منذ سنوات بل استمرت بدورها كأم لكن على طريقتها فقد نذرت نفسها منذ الأيام الأولى للحرب لتكون صفا واحدا مع أبناء الجيش العربي السوري المدافعين عن درعا فبدأت بمبادرة فردية تمثلت بزيارة عناصر الجيش بشكل مستمر في كل المناسبات لتعويضهم عن بعدهم عن امهاتهم وتقديم الهدايا الرمزية لهم كشكل من رد الجميل لهؤلاء الشبان الذين يقفون ليل نهار لحماية الناس والدفاع عنهم في كل الظروف غير آبهين بـ “حر الصيف وبرد الشتاء”.

وتشير الفالح إلى أنها لم تنقطع طوال سنوات الحرب عن تقديم الدعم لوطنها فشاركت بداية في حملة دعم الليرة السورية ومن ثم في حملات التبرع بالدم لصالح الجرحى من المدنيين والعسكريين لافتة إلى أنها تنطلق في كل ما تفعله بدافع حبها الذي لا يوصف لوطنها فهو رمز العزة والكرامة ولا يمكن لأي مواطن سوري أن يتنازل عن كرامته.

وتضيف الفالح إنها تشتاق لأبنائها الذين لم يجتمعوا منذ ثلاث سنوات مع بعضهم إلا عندما اجتمع اثنان منهم في أرض المعركة وأحدهما مصاب حيث تؤكد أن لا خوف على وطن فيه الأمهات السوريات يقدمن أغلى ما عندهن في سبيله.

وتختم الفالح بأمنيتها أن تلتقي أبناءها الثلاثة وأن تكتب سورية آخر فصول النصر على الإرهاب وداعميه لتحتفل معهم بعودة الأمان لكل ربوع الوطن موجهة التحية لأم كل شهيد وجريح فالنساء اللواتي قدمن فلذات أكبادهن لأجل الوطن لهن كل التقدير والاحترام.

أما السيدة عائشة المحاميد أم الشهداء الستة فهي نموذج آخر للتضحية فهي الأم التي استشهد ستة من أولادها وتركوا خلفهم أطفالا يحتاجون للرعاية حيث تقوم بدور الأم لأحفادها الـ 23 وتتولى تربيتهم والإشراف على تعليمهم وتحاول جاهدة أن تنسي هؤلاء الأطفال مرارة فقدهم لآبائهم وتزرع في نفوسهم العزة والفخر بأنهم أبناء شهداء ضحوا بأرواحهم فداء لوطنهم مؤكدة أنها اليوم تتابع تضحياتها لأجل سورية بأن تنشىء أطفالا على خطى آبائهم سيكونون في المستقبل جنودا يدافعون عن وطنهم.

لما المسالمة

انظر ايضاً

نساء من درعا يحيين مهنة حياكة الصوف على السنارة