S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
دمشق-سانا
تصور رواية “ثلاث حصيات” للكاتب الدكتور روضان عبد اللطيف بعضا من مشاكل الواقع الاجتماعي، ومعاناة الآباء مع أبنائهم، وعدم قيام الأخيرين بدورهم الإنساني تجاه ذويهم.
وترصد الرواية قصة حياة أب قدم لأبنائه ما يمتلك من أموال وأراض وغير ذلك، على أمل أن يلتموا حوله بوافر المحبة التي قدمها لهم، وانتهى الأمر به إلى الفاجعة والخذلان والخيبة بهم.
الروائي عبد اللطيف ربط كل أحداث الرواية بأبي سليم، وهو أول شخصية تشعبت حولها الأحداث دون استطراد، وتنوعت حسب الفترة الزمنية التي كان يعيشها، مندفعة بشكل عاطفي لتصل إلى النهاية دون أن يشعر المتلقي بأي خلل بنيوي في تصاعد الخط البياني الذاهب إلى نهاية الأحداث.
الفكرة التي جاءت بها الرواية لأول مرة تسرد تخلي الأبناء عن آبائهم، وبقاء الآباء محافظين على العاطفة إلى الرمق الأخير، والنتائج التي سيحصدها الآباء إذا تركوا دورهم الإنساني وفكروا بأطماعهم الشخصية.
في نهاية أحداث رواية عبد اللطيف ظل صديق الأب أبو عبد الله مخلصاً ووفياً له، وبعد أن مات الأب أبو سليم أقيم العزاء وتظاهر الأولاد وأبو جمال “أحد أبناء قريتهم الذي كان وضعه الاجتماعي سيئاً” بالحزن، وجاؤوا جميعهم ليقتسموا الذهب الموجود في الجرة التي تركها الأب، فوجدوه روثاً مصحوباً بوصية أبي ليم التي تكشفهم جميعاً.
وختم الأديب عبد الطيف روايته بندم الأبناء على ما قاموا به من جفاء وبعد عن أبيهم، واتخاذهم قراراً لتغيير مجرى حياتهم، ولكن بعد فوات الأوان.
الرواية الصادرة عن دار العراب والتي تقع في 130 صفحة من القطع المتوسط، توافرت فيها الأسباب الفنية التي ترفع مستوى الرواية، وجمعت بين إحساس المؤلف، وإحساس شخصياتها، حيث حرص عبد اللطيف على سلامة اللغة وتوافق الصورة الجمالية مع مشاعر شخوص الرواية، والجمع بين جماليات البيئة والعادات الاجتماعية المناسبة للزمن الذي عاشه الأشخاص.
يذكر أن الدكتور روضان عبد اللطيف من مواليد عام 1971، حائز إجازة في طب الأسنان وجراحتها من جامعة دمشق عام 1994، وإجازة في الحقوق “دراسات قانونية” عام 2011، كما نال المركز الأول في مسابقة الإبداع الثقافي لأطباء الأسنان العرب في مجال القصة القصيرة، ومن مؤلفاته كتاب “الضوابط القانونية والأخلاقية للمهن الطبية”، وكتاب “تطوير المنشآت الصحية وترويجها”.
محمد خالد الخضر
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency
