الشريط الإخباري

دميرطاش: الذي يحكم في تركيا عصابات المافيا وأعوانها السياسيون برئاسة أردوغان

أنقرة-سانا

أكد رئيس حزب الشعوب الديمقراطي التركي صلاح الدين دميرطاش أن الذي يحكم في تركيا هو عصابات المافيا واعوانها السياسيون برئاسة رجب اردوغان .

وخلال زيارته مقر قناتي بوجون وقنال ترك التابعتين لمجموعة شركة “ايبيك كوزا” الإعلامية اللتين اقتحمتها قوات الشرطة التركية في وقت سابق اليوم عبر دميرطاش عن قلقه من قرار الحكومة التركية مصادرة المحطتين بتعليمات من اردوغان وبشكل غير قانوني .

وأوضح دميرطاش أن هذه التصرفات “قمعية واستبدادية وفاشية” مبينا أن اردوغان يسعى من خلال هذه التصرفات إلى القضاء على أي صوت معارض مهما كان شكله وحجمه .

وأكد دميرطاش ان الانتخابات البرلمانية المقررة يوم الأحد القادم ستلقن اردوغان وحزب العدالة والتنمية درسا لن ينسوه وسوف يثبت الشعب انه اقوى من اجهزة الدولة الفاشية والديكتاتورية .

وكانت شرطة أردوغان اقتحمت صباح اليوم مقر المحطتين اللتين تملكهما مجموعة /ايبيك كوزا/ وقامت بتفريق الموظفين الذين كانوا يتولون حمايتهما مطلقة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه بحسب الصور التي بثها تلفزيون بوجون مباشرة على موقعه الالكتروني.

وقام شرطيون وأحد المديرين الجدد للمجموعة الذين عينتهم سلطات رجب اردوغان بتولى ادارة البث رغم معارضة رئيس تحرير محطة /بوجون تى فى/ طارق توروس الذى نبه المشاهدين الى اقتحام الشرطة للمحطة.

الى ذلك اعتدت شرطة النظام التركي بالضرب على رئيس فرع حزب الحركة القومية محمد بولنت قره تاش واوقفت حارسه اثناء محاولته الدخول الى مبنى شركة ايبيك كوزا الاعلامية.

وقالت صحيفة سوزجو التركية ان قره تاش حضر الى مقر مجموعة شركة ايبيك كوزا الاعلامية التي تضم صحيفتي/ بوجون/ و/ملييت/ وقناتي /قنال ترك/ و/ بوجون /على خلفية اقتحام الشرطة مبنى الشركة واعتدت الشرطة عليه بالضرب اثناء محاولته الدخول الى مبنى الشركة بينما قامت بتوقيف حارسه بعد تكبيل يديه.

وأعرب قره تاش في تصريحات ادلى بها للصحفيين عن استنكاره الشديد ورفضه قرار حكومة حزب العدالة والتنمية تعيين وصي رسمي على الشركة.

من جهة اخرى كشف موقع راديكال التركي ان النيابة العامة في مدينة ديار بكر شرق تركيا رفعت بموافقة وزارة العدل التركية دعوى قضائية ضد فتيين يبلغان /12/ و/13/ سنة من العمر بتهمة اهانة اردوغان على خلفية قيامهما بتمزيق ملصق يحمل صورة لاردوغان.

واضاف الموقع ان الادعاء العام يطالب بوضع الفتيين في دار رعاية الاطفال بديار بكر وسجنهما لمدة سنتين و4 اشهر في اطار قانون حماية الاطفال.

وقال محامي الفتيين اسماعيل كوركماز في تصريح لموقع راديكال ..من الموءسف ان يحاكم القضاء طفلين بسبب تمزيق ملصق يحمل صورة اردوغان وهذا يبرهن على عدم امتلاك القضاء نظرة متحررة.

وكانت سلطات اردوغان اعتقلت العديد من الاشخاص بتهم اهانة اردوغان في اطار السياسات التي يطبقها نظامه في قمع الحريات العامة وكم الافواه المعارضة لسياساته الداخلية في البلاد.

محلل سياسي تركي: أردوغان يقود حربا إعلامية وقضائية ضد وسائل الإعلام المعارضة لتسلطه وهيمنته

إلى ذلك أكد الكاتب والمحلل السياسي التركي حسني محلي أن تركيا تشهد منذ يوم امس حربا نفسية وحقوقية بعد قرار الحكومة المفاجئء مصادرة وسائل إعلام تملكها مؤسسة “ايبك” الأمر الذي اثار امتعاضا شعبيا كبيرا للقرار وتضامنا مع هذه الوسائل معتبرا ان ان اردوغان ومنذ استلامه للسلطة نهاية عام 2002 كان واعيا لأهمية الاعلام في حربه المستقبلية لاحكام سيطرته على الدولة والمجتمع التركي.

وقال محلي في دراسة اعدها حول سيطرة اردوغان على الاعلام بعنوان /أردوغان والتخلص من الاعلام المعارض/.. “إن أردوغان الذي يعي اهمية سلاح الاعلام ودوره الاجتماعي عمد ومنذ سنوات خلت الى وضع وسائل الاعلام التركية المعارضة لنهجه التسلطي والانتقامي والاجرامي في المحرقة معتمدا في حربه عليها على وسائل الترغيب والترهيب وسلاح القضاء بعد ان مهد لحربه هذه بتشكيل القضاء وفق رغباته واهوائه”.

وأشار الكاتب الى انه بعد أشهر قليلة من استلام السلطة قامت حكومة العدالة والتنمية بمصادرة صحف وتلفزيونات وإذاعات ومجلات تابعة لمؤسسة /أوزان/ الإعلامية بحجة أن المؤسسة لم تلتزم بتعهداتها المالية للدولة وهو ما لم يكن صحيحا.

وبعد سنوات قليلة من هذا القرار صادرت الحكومة وبنفس الحجج وسائل إعلام عديدة تملكها مؤسسة /بيلكين/ وتم بيع هذه الوسائل فيما بعد حالها حال وسائل إعلام مؤسسة /أوزان/ للمقربين من اردوغان ورجال اعمال قطريين بينما جاء قرار المصادرة الثالث صيف عام /2013/ واستهدف العديد من محطات التلفزيون والإذاعات والصحف والمجلات التابعة لمؤسسة /شوكور أوفا/ وكان نهجها الإعلامي معارضا للحكومة.

ولفت الكاتب الى ان الجميع في تركيا فوجئ بالقرار الرابع للحكومة التي صادرت محطات تلفزيونية وإذاعات وصحفا تابعة لموءسسة /إيبك/ المقربة من الداعية الاسلامي فتح الله غولن وسيتم بيع هذه المؤسسات الإعلامية قريبا لاحد المقربين من اردوغان كما تم بيع مؤسسات /شوكور أوفا/ لهم.

ورأى الكاتب ان هذه القرارات كافية بالنسبة لاردوغان حتى يسيطر على ما لايقل عن 80 بالمئة من الاعلام الذي استسلم جزء كبير منه بسبب مخاوف اصحاب وسائل الاعلام المستقلة التي تعرف جيدا ان اردوغان لن يرحمها أبدا وسيقضي عليها جميعا بانعدام القانون بعد ان سيطر على المجلس الاعلى للقضاء الذي يتحكم بجميع أمور القضاء ويتصرف وفق اهواء اردوغان والحكومة.

وكشف الكاتب أن العديد من رجال الاعمال رضخوا لتهديدات اردوغان المباشرة وغير المباشرة وطردوا العشرات من الاعلاميين المعارضين من موءسساتهم الإعلامية في الوقت الذي تستمر فيه الملاحقات القانونية والمضايقات والتهديدات الشخصية لمئات الاعلاميين المعارضين وتم سجن البعض منهم.

وأوضح الكاتب أن أردوغان منع مؤسسات القطاع العام من نشر اي إعلانات في وسائل الاعلام المعارضة وطلب منها نشر هذه الإعلانات بكثافة في وسائل الاعلام الموالية له دعما لها.

وشدد الكاتب على أن اردوغان استفاد من الإذاعات والتلفزيونات في تركيا كما يشاء حتى توصل اقواله للرأي العام التركي مباشرة ولا سيما انه سيطر على وسائل الاعلام الحكومية اي التلفزيون والإذاعات ونقل عن دراسة تركية نشرت اول من أمس تأكيدها ان التلفزيونات الحكومية قامت خلال 25 يوما الماضية بنشر خطابات اردوغان على الهواء مباشرة لمدة 29 ساعة كما قامت بنشر خطابات داود اوغلو والوزراء وقيادا ت العدالة والتنمية لمدة 30 ساعة وذلك مقابل 5 ساعات لحزب الشعب الجمهوري وساعة وعشر دقائق لحزب الحركة القومية و18 دقيقة لحزب الشعوب الديمقراطي وصفر دقيقة ل 14 حزبا سياسيا يشارك في انتخابات الأحد القادم.

وخرج الكاتب بنتائج مثيرة بالنسبة للإعلام الخاص ايضا وقال.. “إن 12 محطة تلفزيونية بما فيها الحكومية بثت خطابات اردوغان لمدة 138 ساعة وخطابات داود اوغلو والوزراء وقيادة العدالة والتنمية لمدة 338 ساعة في 25 يوما مقابل 36 ساعة فقط لحزب الشعب الجمهوري و21 ساعة للحركة القومية و6 ساعات فقط لحزب الشعوب الديمقراطي”.

وأشار إلى أن أردوغان هدد وتوعد محطات التلفزيون التي لا تنشر خطاباته على الهواء مباشرة وخلافا للعرف المتبع سابقا حيث لا تقوم محطات التلفزيون بنشر خطابات الرئيس طالما انه لم يعد يملك سلطات دستورية حاله حال رئيس الوزراء صاحب السلطة التنفيذية التي يبدو ان اردوغان لا ولن يتخلى عنها وهو يقول انه لا يشبه الروءساء السابقين وانه سيتدخل في كل صغيرة وكبيرة.

وأكد الكاتب أن أردوغان يسعى لترسيخ مقولته ونهجه هذا عبر احكام سيطرته على الاعلام الذي سيتحول الى بوق شخصي له بحيث لا ولن يسمع الشعب التركي بعد الان الا ما سيقوله عن مجمل تفاصيل السياسة الداخلية والخارجية.

وختم الكاتب بالقول إن “أردوغان يستمر في تناقضاته بينه وبين نفسه يوميا ولكن دون ان يتسنى لاحد محاسبته على تناقضاته هذه طالما انه يسيطر على الاعلام وهو يستعد الان لاحكام هذه السيطرة على ما تبقى في حال فوز العدالة والتنمية في الانتخابات القادمة ليتحول الى ديكتاتور استبدادي كما وصفه قادة المعارضة الرئيسية ولكن دون أن يتخذوا أي موقف عملي وحازم وحاسم للتصدي له قبل أن يحقق كل أهدافه بما في ذلك التخلص من هذه المعارضة أيضا”.

انظر ايضاً

المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تُدين نظام أردوغان

ستراسبورغ-سانا أكدت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتهك حرية …