الشريط الإخباري

هامش ترحيب بـ دي ميستورا

مبعوث أممي جديد إلى سورية. السيد ستيفان دي ميستورا يبدأ مهمته اليوم من دمشق، إلا إن كان بدأها قبل وصوله في مواقع أخرى. بكل الأحوال، البداية الصحيحة تكون هنا في دمشق.

من دمشق يستطيع السيد دي ميستورا أن يستطلع الصورة الأقرب للحقيقة حول ما يجري والاحتمالات، وتبقى مهمته صعبة جداً، لكن ستقدم له دمشق فرصاً فعلية ليكون فاعلاً دون أن نتخيل أنها ستضع له الحل في جيبه! هي ستقدم له شمعة تضيء الواقع المتشابك الذي يخضع للتعتيم المتعمد من قبل كثيرين ربما يكون السيد دي ميستورا قد التقاهم منذ كُلّف بمهمته، وبالتالي سيكون من الضروري له أن يعدل مما سمعه ليعتدل في دمشق.‏

ليس من السهل التفاؤل، لكن سنتفاءل. ذكريات مهمات المبعوثين السابقين لا تدعو للتفاؤل. الوحيد الذي حقق شيئاً ملموساً في إطار إيضاح الصورة على الأقل، كان المبعوث العربي الفريق الدابي، لذلك وئد تقريره وأعدمت مهمته من قبل العرب أنفسهم الذين أرسلوه بمعرفة الأمم المتحدة التي أرسلت من تبعه. كان هناك إصرار في مهمتي كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي على أنه المبعوث «العربي» والدولي، في حين لم تتعامل سورية مع أي منهما إلا كمبعوث دولي… أو أممي بالأحرى، نسبة إلى الأمم المتحدة. لا نلمح في مهمة المبعوث الجديد أي علاقة بالعرب… يعني جامعة الدول العربية.. وعلى بساطة المسألة إلا أنها مهمة لأن جامعة الدول العربية طرف وليست أبداً في موقع الحياد.‏

ســــــمعتم عن المؤتمـــــــر الأخــــــيــر لــــوزراء الخارجية العرب… شغله كثيراً البحث عن «ائتلاف» يستطيع أن يتبوأ موقع سورية! فكيف لمن يشطب وجود سورية أن يؤدي وساطة بينها وبين أي طرف كان ؟!‏

بالتأكيد ليس من حل جاهز في حقيبة المبعوث الأممي الجديد. ويبدو أنه مطلوب منه أن يعيد الحياة لمؤتمر جنيف. لكن مؤتمر جنيف مات لتشوه خلقي فيه منذ الولادة! تشوه أصاب أطراف المؤتمر… الحضور…. من هم… ؟ ماذا يمثلون… ؟ وما مقدرتهم على رسم الحلول وتنفيذها ؟. الوضوح في المؤتمر كان فقط من جانب الحكومة السورية التي قالت : ننتهي من الارهاب أولاً ومن ثم كل الطرق على كل الحلول مفتوحة. رفض الآخرون، لكنهم اليوم يتحدثون عن محاربة الارهاب، تعنيهم داعش!! ويقلقهم موقفهم من سورية صاحبة الجهد الرئيسي في مقاتلة الارهاب!. يزعمون مقاتلة الارهاب، لكن انتقائياً سواء على صعيد التحالف المنتظر أم على صعيد الارهاب نفسه. يعني هم بصراحة لا يريدون أن يخسروا الارهاب كورقة لضرب سورية!.‏

لا شيء ولا أحد يمنع المبعوث الأممي أن يلتقي الجميع.. دولاً وجماعات وأفراداً في اطار مهمته. وهو لا بد يعلم جيداً دور محاربة الارهاب والانتصار عليه في رسم طريق للحل في سورية. وأن يبدأ من دمشق… فمن هنا يبدأ.‏

بقلم: أسعد عبود

انظر ايضاً

ما وراء طرح دولة منزوعة السلاح ..؟ بقلم: ديب حسن

أخفق العدوان الصهيوني في غزة وعرى الكيان العنصري أمام العالم كله، ومعه الغرب الذي يضخ …