بمشاركة سورية.. اختتام أعمال الدورة الـ30 لجمعية “ايكروم” الثقافية بإيطاليا

دمشق-سانا

بمشاركة سورية اختتمت في العاصمة الإيطالية روما أعمال الدورة الثلاثين للجمعية العامة للمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية “ايكروم” بعد ثلاثة أيام من النقاش والعروض التقديمية والاجتماعات بين مشاركين من 135 دولة من الدول الأعضاء للجمعية.

وتركزت أعمال الدورة على النهج المستدامة في عملية إعادة البناء للمدن التاريخية المدمرة أو المتضررة كما عملت كمنصة عالمية لمناقشة وإقرار التوجهات الاستراتيجية وخطة العمل للوكالة الثقافية التي تتخذ من روما مقرا لها.

وتضمنت أعمال الدورة العديد من النشاطات والفعاليات التي ساهمت في إغناء الحوار حول إعادة التأهيل وإعمار المدن التاريخية بعد الحروب وتضمنت تلك الفعاليات معرضا للقطع التراثية المسترجعة أو المصانة بعنوان “تدمر.. النهوض من الدمار” وهو بتنظيم جمعية إنكونترو دي سيفيلتا “لقاء الحضارة” وقيادة الشرطة لحماية التراث الثقافي “الكارابينيري” ومعرضا للصور في الأكاديمية المصرية بمدينة روما بعنوان “ماذا بعد اليوم.. ظلال التراث” والذي يعرض صوراً للتراث الثقافي المدمر في أربع دول هي “ليبيا والعراق وسورية واليمن” إضافة إلى جلسة نقاش موضوعي حول “إعادة الإعمار .. التعافي والمشاركة المجتمعية”.

وعرض مدير عام المديرية العامة للآثار والمتاحف بسورية الدكتور محمود حمود خلال الجلسة خطط الترميم للمباني في مدينة حلب القديمة والتي تعرضت لدمار متفاوت الشدة على مدى ستة أعوام من الحرب الإرهابية على سورية مؤءكدا ان عملية ترميم هذه المباني بدأت بتنفيذ عمليات توثيق طارئة تم اتباعها بالتحضير لدراسات ترميم المباني والأسواق بالإضافة إلى قلعة حلب والجامع الأموي.

وأوضح حمود مساهمة كل من المديرية العامة للآثار والمتاحف ومنظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم “اليونسكو” وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عملية التوثيق والتحضير لتنفيذ أعمال الترميم في مرحلة لاحقة مع مراعاة المعايير الدولية والمحلية مشيرا إلى أنه تم توثيق 130 مبنى من بين 210 مبان في عهدة المديرية العامة للآثار والمتاحف.

من جهته دعا المشاركون في ختام أعمال الدورة الدول الأعضاء إلى الامتثال للاتفاقيات العالمية الأخيرة التي أقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومنها التي يتعلق بإدانة تدمير التراث الثقافي في العراق وسورية والقرار المكرس لحماية التراث الثقافي من الخطر واستنباط سياسات تشاركية تعتمد نهجا يرتكز على المجتمع.

وأشار المشاركون إلى أهمية تطوير نهج متعدد الاختصاصات والقطاعات لإعادة الإعمار بعد الحروب اضافة الى اهمية التوثيق لتحقيق الممارسات الأفضل في إدارة التراث وحفظ كل مصادر المعلومات المتعلقة بتوثيق الموارد التراثية والمحافظة على كل وثيقة أو معلومة نتجت أثناء أي تدخل لتتم العودة إليها في المستقبل.

ودعا المشاركون الى توسيع الشراكات لتتضمن مجالات جديدة أبعد من المجالات التقليدية للتعاون التنموي وتشمل بشكل متصاعد مجال حماية التراث الثقافي وتعزيز الأطر المؤسساتية والقانونية بخصوص حماية وإدارة التراث الثقافي في أوقات السلم والأزمات والكوارث من أجل تسهيل التنسيق بين المانحين والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والسلطات الوطنية والمحلية.

يذكر أن ايكروم من المنصات الدولية العاملة في تحفيز الحوار حول النهج المستدامة في عملية إعادة البناء للمدن التاريخية المدمرة أو المتضررة وهذا العام تحتفي الجمعية العامة بمرور ستين عاما على انطلاقة نشاطاتها التي تأسست خلال الدورة التاسعة للمؤتمر العام لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” في نيودلهي 1956 بهدف دراسة التجارب الخاصة بترميم التراث وإعادة الإعمار في مختلف الدول بعد الدمار الذي تسببت به الحرب العالمية الثانية.

وفي الآونة الأخيرة عززت اليونسكو وإيكروم التعاون المشترك بينهما من خلال اتفاقية جديدة حول مواجهة تحديات محددة بما في ذلك تدمير الممتلكات الثقافية خلال الحروب وإدارة مخاطر الكوارث والاتجار غير المشروع بالقطع التراثية ومخاطر جديدة تهدد التراث الثقافي غير المادي.

رشا محفوض