استعادة “داعش” مجدداً- بقلم: تركي صقر

ما يجري في الجزيرة السورية وتحديداً في الأطراف الجنوبية لمدينة الحسكة ، يؤكد الدور المشبوه الذي تلعبه ميليشيا “قسد” في استعادة الحياة لتنظيم “داعش” وإعادة تدويره ليستكمل جرائمه ضد سورية والشعب السوري .

فالمحتل الأمريكي الذي خطط لهذه الأحداث ، وفي هذا التوقيت بالذات يسعى لتحقيق جملة من الأهداف في مقدمها تعويم “داعش “وتشغيله من جديد على الساحتين السورية والعراقية ، وقد بدأ عملياته في ديالى بالعراق، وفي الرقة بسورية وبذلك تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء والعودة إلى المربع الأول حين قامت بتنفيذ مشاريع الإرهاب التكفيري في المنطقة وإطلاق يد تنظيم “داعش” في العراق وسورية تحت مسمى “دولة الخلافة الإسلامية “في بلاد الشام والعراق .

وجاء توقيت أحداث سجن الصناعة في منطقة غويران بالحسكة والاشتباكات بين ميليشيات “قسد “وعناصر من تنظيم “داعش” لتخلط الأوراق وتعرقل عمليات التسوية في دير الزور والرقة بعد أن شهدت هذه العمليات إقبالاً كبيراً من الشباب ما أزعج الميليشيات العميلة التي حاولت منع المواطنين من الوصول إلى مراكز التسوية تارة بإطلاق الرصاص الحي عليهم وتارة أخرى باعتراض قواربهم التي استخدموها لعبور الضفة الأخرى لنهر الفرات وفي حال اكتملت عمليات التسوية ستجد هذه الميليشيات نفسها وحيدة ومعزولة، وخاصة من المكون العربي وستفقد أي مساندة من وجهاء العشائر العربية الذين وقفوا الى جانب إنجاح عمليات التسوية وشجعوا الشباب للعودة إلى كنف الدولة السورية وممارسة حياتهم الطبيعية .

العمليات التي تجري في محيط سجن الصناعة وفرار أعداد من الدواعش كان عملاً مدبراً لترويع المواطنين وإجبارهم على ترك بيوتهم وزاد في ذلك اعتداءات الطيران الحربي الأمريكي بحجة ملاحقة الفارين من السجن والذي قصف بيوت السكان والمدارس والمراكز والمؤسسات الحكومية وأدى ذلك إلى تهجير الأهالي بأعداد كبيرة .

إن هدف المحتل الأمريكي من وراء ذلك تمكين ميليشيا “قسد ” من المدينة وبسط سيطرتها على أحياء جديدة وإحداث تغيير ديموغرافي في محافظة الحسكة وليس الهدف على الإطلاق محاربة “داعش” لأن من أوجد “داعش “ويعمل مجدداً لاستعادته وإحيائه هي أمريكا وهي تسعى لتشغيل “قسد” و”داعش ” في الوقت ذاته ولن تتخلى عن أي منهما في المدى القصير المنظور.

انظر ايضاً

تراجعٌ سريع… بقلم: د.تركي صقر

شهد العالم تراجعاً سريعاً لدور الدول الاستعمارية، منذ بداية القرن الماضي، إلا أنّ الدورَ الفرنسي …