عدوان النظام التركي ينتزع الفرح من أهالي عفرين في عيد النيروز

حلب-سانا

بخلاف الأعوام السابقة مر عيد النيروز الذي يصادف اليوم من كل عام كئيباً وحزيناً وغابت عنه مظاهر الفرح والبهجة والسرور التي طالما كانت السمة الأبرز للمحتفلين به من أبناء منطقة عفرين الذين اضطروا للنزوح من بيوتهم وقراهم بسبب العدوان التركي الذي اجتاح مناطقهم وسلب خيراتها.

ورغم مرارة ألم النزوح حاول بعض الأهالي استذكار هذا العيد وتجمع المئات منهم اليوم في ساحة بلدة فافين في ريف حلب الشمالي الشرقي وعلى أنغام الموسيقا التي بدأت تصدح من مكبرات الصوت افتقدت عيون المجتمعين من أطفال ونساء وشباب وشيوخ لبريق الفرحة وبهجة المناسبة.

بمرارة والدموع تنهمر من عينيها أشارت الامرأة الستينية فاطمة محمد أوسو من أهالي عفرين لمراسل سانا إلى أنها المرة الأولى التي لا يتم الاحتفال بها بعيد النيروز من أهالي عفرين بالصورة المعتادة وتضيف أي عيد نحتفل به ونحن نعاني التشرد بسبب العدوان التركي علينا تحت سمع وبصر دول العالم دون أن تبادر هذه الدول لفعل شيء لوقف هذا العدوان”.

وتروي فاطمة معاناتها عند النزوح من عفرين مشيرة إلى أنها اضطرت قبل 15 يوماً إلى النزوح من بيتها بعد اشتداد قصف قوات النظام التركي حتى بات البقاء مستحيلاً فنزحت مع عائلتها دون أن يتمكنوا من اصطحاب أي من أغراضهم سوى ما يلبسونه متمنية أن تنتهي هذه المعاناة في القريب العاجل.

ويقول حسن شيخ حسن وهو على أعتاب الثمانين أنه من أهالي قرية مريمين وقد اضطر للنزوح بسبب العدوان التركي مضيفاً أن عيد النيروز هو مناسبة غالية على قلبه وقلوب الكثيرين لأنها تعني النور والأمل والولادة الجديدة ولكن ظروفهم اليوم صعبة مع استمرار العدوان التركي واستشهاد وجرح وفقدان الكثير من الأحبة بسبب هذا العدوان مؤكداً أنه رغم هذه المعاناة إلا أنهم حرصوا على التجمع في هذه الساحة للتأكيد على أن العدوان لابد أن يزول وأنهم يأملون في الغد الذي يعودون به إلى منازلهم ويحتفلون بالعيد القادم كما كانوا يحتفلون كل عام.

أما عبد الرحمن محمد 71 عاماً فما زالت ذاكرته زاخرة بأجواء الاحتفال السنوي بهذا العيد ويسرد الاستعدادات التي كانت تسبقه لإعداد المأكولات المتميزة وارتداء الألبسة الجديدة والرقص على أنغام الموسيقا وكل ذلك مترافق مع الفرح الطافح في عيون الجميع وخاصة الأطفال منهم مشيراً إلى أن عفرين وأهلها اليوم في محنة صعبة نتيجة استمرار العدوان التركي والعصابات المرتبطة به.

وطالب محمد دول العالم ومنظماته “التي تسمى المنظمات الإنسانية” للتحرك الفاعل والعاجل لوقف هذا العدوان السافر على عفرين الأرض السورية والتي ستظل سورية.

ولم تختلف آراء باقي الأهالي الذين تجمعوا في ساحة بلدة فافين فالكل يخفي دموعه وأوجاعه وفي عيون كل منهم ألف رواية وقصة ومليون تساؤل دون أجوبة.. كل هذه الأجواء المتشحة بحزن مدفون في الصدور بسبب المعاناة وقسوة النزوح لم تمنع بقاء فسحة للأمل بانتهاء هذه المعاناة واندحار العدوان التركي الغاشم في القريب العاجل.

عمار العزو

انظر ايضاً

السويد تطالب النظام التركي بوقف عدوانه على الأراضي السورية

أنقرة-سانا طالبت السويد مجدداً النظام التركي بوقف عدوانه على الأراضي السورية و”احترام الحريات” داخل تركيا. …