الكاتبة محاسن حسن.. الواقعية ضرورة في أدب الطفل

طرطوس-سانا

يمثل أدب الطفل تحديا في مجال الكتابة الأدبية نظرا لخصوصيته إذ يتطلب شروطا من المعرفة العميقة بعالم الأطفال وامتلاك مفاتيح التأثير فيهم ومخاطبتهم بأساليب وأفكار جديدة تنطلق من تمسك الكاتب بطفولته وحياته فيها بكل ما يطرأ عليه من جديد فكريا وتقنيا ولفظيا.

وتقول الكاتبة المتخصصة بالأطفال محاسن حسن في حديث لـ سانا.. “يتصف الأدب العربي الموجه للطفل باعتماده على الخيال والذي يجد فيه متعته الكبرى إلا أن الواقعية غدت مطلوبة وضرورية ليدرك الطفل أن النجاح في الحياة يحتاج ثابرة وعملا ولا يأتي بسهولة عبر الجنيات والساحرات وغيرها”.

وتؤكد أن الاتجاه إلى الواقعية في أدب الأطفال لا يعني في المقابل انتقاصا من قيمة الخيال الذي هو من شروط الابداع وإنما لا بد للكاتب من
تحقيق التوازن بين الواقعية والخيال وتوظيفهما بالشكل الأفضل لتعزيز جانب الاعتماد على النفس والاجتهاد في شخصية الطفل.

ورغم تجربتها القصيرة حيث أصدرت مؤخرا أول قصصها “رحلة إلى المشتل الزراعي” تحمل الكاتبة طموحا كبيرا في زيادة إنتاجها الأدبي الموجه للأطفال كما ونوعا معتمدة على كثرة قراءاتها في هذا المجال واقترابها من عالم الأطفال حيث تشير إلى أن “احتفاظ الكاتب بطفولته يساعده على امتلاك وسائل الحوار مع الطفل والتركيز على ما يحب والتأثير به من هذا الجانب وتوجيهه إلى القيم والمثل العليا” موضحة أن عنصر المتعة في قصص الواقع والخيال سمة أساسية لا بد من توافرها ولا سيما إذا اتخذت من الفكاهة حاملا لها.

وتبدو قصة “رحلة إلى المشتل الزراعي” نموذجا لهذا النوع من القصص مع الاقتراب أكثر من الطابع الواقعي والعلمي من خلال شخصية طفلة تبدأ عطلتها الصيفية برحلة ريفية تقودها إلى أحد المشاتل فتبهرها المساحات الخضراء الواسعة والمنظمة وتفاصيل العناية بالنباتات وتبدأ بتدوين كل ما تراه وتسمعه على دفترها من معلومات ثم تختار شتلة لرعايتها في منزلها.

وتبين الكاتبة أن دراستها لهندسة البيئة بعد الأدب العربي ساهمت على نحو خاص بتفضيلها الطابع العلمي المقدم إلى الطفل بشكل مبسط ومشوق بهدف تقديم معلومة سليمة بأسلوب إنشائي جذاب وتشجيع الطفل على تحمل حماية الكائنات الحية لافتة إلى أنها تحاول على الدوام كمعلمة استخدام الأسلوب ذاته مع طلابها وتشجيعهم على القراءة بوصفها وسيلة ممتعة لتوسيع المدارك وتكوين الوعي والتعرف إلى ثقافات أخرى.

وتقول.. “ذوي الطفل مطالبون بدور لا يقل أهمية عن المدرسة في الترغيب بالقراءة ومكتبات المراكز الثقافية حافلة بمقتنيات مهمة من أدب الأطفال العربي والعالمي استفدت منها شخصيا على صعيد الكتابة” مشيرة إلى أن تعلقها بالمطالعة منذ الطفولة قادها في سن الثالثة عشرة إلى كتابة مسرحية للأطفال تم تمثيلها في مدرستها.

ومحاسن حسن من مواليد عام 1973 تعمل حاليا على تحويل قصتها الأولى إلى مسرحية تعليمية إضافة إلى وضع اللمسات الأخيرة على قصتها الثانية ملكة الثلج.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency