الدكتور مرشد خاطر رائد تعريب الطب في الوطن العربي

دمشق-سانا

يدين تجديد اللغة العربية في استيعاب المعطيات العلمية والتقنية وإعادة ألقها الغابر الذي أضاء العالم بأسره في العصر الذهبي للحضارة العربية الإسلامية للدكتور مرشد خاطر الذي كان له الفضل الأول في تعريب مناهج تدريس الطب في المعهد الطبي العربي بدمشق والذي أصبح لاحقاً مثالاً يحتذى به في تدريس العلوم الطبية للناطقين بالضاد.

وحول دوره بالغ الأثر في تعريب الطب يذكر الباحث أحمد بوبس أن المعهد الطبي الذي أسسه رضا سعيد عام 1918 كان الدكتور مرشد خاطر الحامل الأساس لتعريب مناهج التدريس فيه لإتقانه المطلق للغتين العربية والفرنسية فكان المصدر الأساس للتعريب مشيراً الى وجود فريق عمل معه في عملية التعريب منهم الدكاترة شوكة الشطي وأحمد حمدي الخياط ومنير شورى وغيرهم.

وشملت عملية التعريب في المعهد الطبي وفقاً لبوبس ثلاثة جوانب هي القاء المحاضرات بالعربية حيث بذل خاطر جهوداً خلاقة ومضنية وهو يتصدى لمهمة تدريس الطب باللغة العربية إضافة الى المؤلفات الطبية التي اعتمد فيها على نوعين من التعريب الأول عن طريق الترجمة فترجم عدداً من الكتب والمعاجم الطبية بمساعدة عدد من أساتذة المعهد وثانياً التأليف متبعاً نفس طريقته في الترجمة فيما يتعلق بالمصطلحات موضحاً أن صياغته للعربية كانت على درجة عالية من الدقة في المعنى والمبنى وواضحة وسهلة حتى للقارئ غير المختص.

كما تضمنت الجوانب مجلة المعهد الطبي التي أسسها وترأس تحريرها مرشد خاطر مدة صدورها من عام 1924 وحتى توقفها عام 1947 حيث كانت وسيلة مهمة لتشجيع البحث الطبي باللغة العربية فشجعت أساتذة المعهد الطبي وغيرهم على وضع الدراسات والأبحاث الطبية بالعربية التي كان مرشد يقوم بتنقيحها لغويا كما شجعت المجلة الأطباء على خوض غمار تعريب المصطلحات الطبية فكانت تنشر نتاجاتهم في هذا الجانب.

واستطاعت عملية تعريب التعليم في المعهد الطبي العربي بدمشق أن تنال الإعتراف على الصعيدين السوري والعربي وعندما عرضت المؤلفات الطبية الصادرة عن المعهد في المؤتمر الدولي لأمراض البلاد الحارة الذي انعقد في القاهرة عام 1928 حظيت بإعجاب الأطباء المصريين الذين اطلعوا عليها.

يذكر أن الدكتور مرشد خاطر من مواليد قرية بتاتر من قضاء الشوف بلبنان عام 1888 تلقى تعليمه الإبتدائي والثانوي في مدرسة الحكمة ببيروت وانتسب الى كلية الطب الفرنسية في الجامعة اليسوعية ببيروت ونال شهادتها عام 1911 كما عمل رئيساً للقسم الجراحي في المشفى العسكري بدمشق وشغل منصب وزير الصحة له 15 كتاباً طبياً ومعجماً طبياً باللغتين الفرنسية والعربية يضم 40 ألف مصطلح.