الشريط الإخباري

رغم ارتفاع التكاليف.. إقبال على المعاهد الخاصة خلال الامتحانات

طرطوس-سانا

إقبال السوريين على التعليم حالة حضارية واضحة تدعو للفخر بلا شك لكن هذه الظاهرة الإيجابية ترافقها ظواهر أخرى تثير التساؤلات حول الآلية التي تدار بها عملية التعليم فعندما نشاهد ازدحام طلاب الشهادة الثانوية أمام المعاهد الخاصة طيلة العام مع ازدياد هذه الحالة في فترة الامتحانات يكون السؤال البديهي لماذا يحتاج الطلاب لهذا النوع من التعليم.

سانا رصدت هذه الظاهرة في محافظة طرطوس خلال امتحانات الشهادة الثانوية وكانت لها لقاءات مع عدد من الطلاب وذويهم ومدرسيهم وتم نقل الصورة إلى مديرة التربية لتقدم إيضاحاتها ورأيها كجهة مسؤولة عن التعليم بشقيه العام والخاص.

الطلاب الذين التقتهم مراسلة سانا أعطو ا تبريرات عديدة لإقبالهم الكثيف على المعاهد الخاصة ومنهم الطالب إياد وهو مهجر من مدينة الحسكة درس العام الماضي في إحدى المدارس الرسمية في مدينة طرطوس ولم ينجح فقرر هذا العام التوجه إلى أحد المعاهد الخاصة والذي يمتلك سمعة جيدة في المحافظة وفق وصفه .

ويقول إياد وجدت فرقا بين التعليم في المدرسة الرسمية وهذا المعهد فالمدرسة تلتزم بوقت وأسلوب محدد للتدريس بينما في المعهد هناك عملية تكاملية تعتمد الأسلوب الممتع والبسيط لتوصيل المعلومة للطالب .

وأشار الطالب محمد إلى أن المعهد وفر له بيئة مناسبة تمكنه من الحصول على النتيجة التي يطمح إليها فيما بينت الطالبة فايزة وهي طالبة دراسة حرة بكالوريا علمي أنها درست الصف التاسع في معهد خاص وحصلت على نتيجة جيدة وبعدها توجهت إلى معهد اخر لتدرس البكالوريا العلمي و هي على قناعة أنها ستصل إلى ما تطمح إليه من نجاح.

الحاجة لتركيز المعلومات قبل الامتحانات بيوم واحد اختراع جديد ابتكره الطلاب وأصحاب المعاهد حيث تقول مريم مدرسة تاريخ إن الطالب بحاجة لمن يراجع له معلوماته ويساعده على ترسيخها في ذهنه حتى لا ينساها.

أما بالنسبة لأسعار المعاهد المرتفعة فهي لا تشكل عائقا أمام العائلات القادرة التي تفضل إرسال أبنائها للدراسة فيها ويمكن القول إن لكل معهد مرتاديه فهناك مدارس خاصة تتجاوز اقساطها مليونا ونصف المليون ليرة سنويا في حين يستجيب ذوو الطلاب من أصحاب الدخل المحدود لرغبات أبنائهم ويسجلونهم في المعاهد الخاصة ولو على حساب معيشتهم لأن التعليم أمر أساسي في حياة أبناء المحافظة ريفا ومدينة.

وهنا توضح أحلام أم لخمسة أبناء اكبرهم في الجامعة وأصغرهم في الروضة أن التعليم امر ضروري مهما كانت الظروف وضمن الإمكانيات المتاحة تقوم بتوفير دروس خاصة لاولادها في المنزل أو لدى مدرس محدد في منزله.

مديرية تربية طرطوس وعلى لسان رئيس دائرة التعليم الخاص فيها يوسف مرعي أوضحت ان المدارس الحكومية مستمرة بتنفيذ خطتها الدراسية لإعطاء المنهاج كاملاً على مدار العام الدراسي و لحين انتهائه و لم ترد شكاوى من المجتمع الأهلي والمحلي بخصوص عدم إعطاء الدروس و المعلومات كاملة للطلاب.

وحول الأسباب التي تدفع الطلاب إلى التعليم الخاص والدروس الخصوصية اعتبر مرعي أن هناك ما يمكن تسميته غياب ثقة من قبل البعض بمستوى التعليم في المدارس الرسمية نظرا للاكتظاظ الذي تشهده المدارس بسبب الأزمة حيث انتقل آلاف الطلاب إلى المدن الأمنة من مناطق تواجد الإرهابيين ما شكل ضغطا كبيرا على التعليم الرسمي وشجع التعليم الخاص.

وأضاف مرعي “إن معظم الإدارات في المدارس أكدت التزام المدرسين والمدرسات حتى نهاية الفترة المحددة لأيام الدوام الفعلي لهم وحتى انقطاع الطلاب لفترة المراجعة” موضحا إن مديرية التربية تتابع حضور الطلاب و التزامهم بتقديم اختباراتهم الفصلية كشرط أساسي من أجل التقدم للامتحانات الرسمية.

وأكد مرعي التزام المدرسين والمدرسات بتقديم المعلومة للطالب في أي وقت كما أن المعلومة متاحة و تعطى للجميع دون تمييز و خير دليل أن التعليم الرسمي كان له الدور الأكبر بتخريج الآلاف من المبدعين و المميزين في الماضي وما زال يواصل هذا الدور.

وفي سياق آخر وفيما يتعلق بالمخابر التعليمية الخاصة المرخصة أوضح أنها تخضع للتعليمات الوزارية وفق المرسوم 55 للمعاهد الذي يسمح لها بالإفتتاح مساء عدا أيام العطلة الصيفية ويسمح لها باستقبال الطلاب على فترتين مبينا أن مديرية التربية تقوم بجولات مستمرة على هذه المدارس والمخابر ويتم تغريم المخابر غير المرخصة .

يشار إلى أن قيمة الغرامة المالية للمعاهد غير المرخصة محددة بالقانون ب 500000 ليرة إضافة لتشميع المعهد ويسمح القانون للمدرسين من داخل الملاك بالتدريس ضمن الوقت المحدد للتدريس خارج أوقات الدوام الرسمي وبما ينسجم مع أوقات دوام للمعاهد المرخصة المحددة مساءً.

يذكر أنه في العامين 2016-2017 تم ترخيص 140 مؤسسة تعليمية ضمن شروط المرسوم التشريعي 55 .

غرام محمد