الشريط الإخباري

قصة انتصار على الإعاقة

السويداء- سانا

يرسم حسان شقير من بلدة القريا في السويداء لونا جميلا لحياته متجاوزا صعوباتها التي فرضتها إعاقة جسدية لازمته منذ ولادته و ثم إعاقة بصرية أصابته وهو في الصف الثالث الثانوي.

شقير ابن 44 عاما يقدم نموذجا لإنسان امتلك البصيرة وسجل نجاحا جعله يحظى باحترام المجتمع وتقديره مرتكزا كما يوضح على مقولات “صاحب كل إعاقة إنسان جبار” و”الإعاقة لا تمنع أي شخص من الإبداع والعطاء والتميز”.

ويروي شقير لنشرة سانا سياحة ومجتمع كيف استطاع التعامل مع فقدان بصره خلال دراسته للصف الثالث الثانوي وتمكنه من متابعة التحصيل العلمي والنجاح بمعدل أهله للتسجيل بقسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة دمشق و من ثم التحول لقسم علم الاجتماع نتيجة ظرف معين وذلك بعد حصوله على الثانوية للمرة الثانية.

المتعة في دراسة علم الاجتماع وجدت طريقها لدى شقير كون هذا الاختصاص بحسب قوله “يتناسب مع حبه للحياة الاجتماعية ورغبته بمساعدة الآخرين لتصحيح بعض المسائل لديهم”.

وبعد تخرجه من الجامعة عام 1998 تقدم للعديد من المسابقات ويتولى حاليا مهمة معاون مدير المركز الثقافي في بلدته القريا ويرتكز عمله على التنسيق للمحاضرات مع العديد من المحاضرين داخل المحافظة وخارجها.

ويمارس شقير حياته اليومية بكل جد وعزيمة فتجده حاضرا في مختلف الأماكن مع مساعدة له بالتنقل خارج المنزل من قبل زوجته التي تسانده في هذه الحياة وتشاركه همومها مع أهله الذين يقدمون الدعم له مضيفا لحضوره المميز موهبة جميلة بالعزف على العود و الغناء تبرز عبر مشاركته بالعديد من الحفلات في المناسبات الاجتماعية والوطنية.

ويشير رئيس فرع الجمعية السورية للمعوقين جسديا في السويداء نزار شجاع إلى أن شقير نموذج لإنسان طموح وناجح في الحياة ويمثل قدوة لغيره من الأشخاص ذوي الإعاقة و فرض نفسه في المجتمع الذي فتح له الأبواب للوجود والتميز.

اما زوجته زهرة كنعان فتجد فيه عونا كبيرا لها وتستلهم منه العزيمة والإرادة على حد تعبيرها لافتة إلى أنه يمارس حياته بشكل طبيعي ويحسن الحركة ضمن المنزل ويعرف الأشخاص من أصواتهم ولم تتأثر حياته بالإعاقة كونه إنسانا عصاميا تعلم وعمل لكي لا يكون عالة على المجتمع.

عمر الطويل