ترحيب شعبي إيراني بالاتفاق النووي.. خامنئي: الفريق الإيراني المفاوض بذل جهودا صادقة.. روحاني: نأمل بأن يزيل الاتفاق الضغوطات ضد إيران

طهران-فيينا -سانا

أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي أهمية الجهود الصادقة والدؤوبة التي بذلها الفريق الإيراني المفاوض مع مجموعة دول خمسة زائد واحد لتسوية الملف النووي الإيراني في وقت شهدت فيه طهران والمدن الإيرانية مسيرات تعبيرا عن فرح الإيرانيين وترحيبهم بتوقيع الاتفاق بين إيران والدول الست الكبرى.

وأعرب خامنئي خلال استقباله اليوم الرئيس الإيراني حسن روحاني وأعضاء الحكومة عن “الشكر والتقدير للفريق الإيراني المفاوض لجهوده الصادقة والدؤوبة التي بذلها خلال المفاوضات النووية التي انتهت اليوم بالتوصل إلى الاتفاق بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد حول ملف إيران النووي”.

من جهته أشار الرئيس الإيراني في كلمة له خلال اللقاء إلى نتائج المفاوضات بين إيران والدول الكبرى وإلى دعم قائد الثورة وإرشاداته للحكومة والفريق المفاوض معربا عن أمله بأن يمهد هذا الاتفاق الطريق لإزالة الضغوطات والاتهامات ضد إيران ويدفع البلد إلى التقدم والتطور.

في سياق متصل وصف رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني المفاوضات بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد بأنها حققت إنجازا مطلوبا للشعب الإيراني معربا عن أمله في الوقت ذاته بتحقيق إنجازات كبيرة للغاية للشعب وأن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ بصورة طيبة.

وعمت الاحتفالات طهران وكل المدن الإيرانية وخرج مواطنون إيرانيون مساء اليوم في مسيرات بسياراتهم رافعين الأعلام الإيرانية معربين عن فرحهم بنتائج المفاوضات النووية مع مجموعة خمسة زائد واحد وبالتوصل إلى الاتفاق.

روحاني: الاتفاق النووي فتح صفحة جديدة في تاريخ المنطق..الحوار طريق حل الأزمات في العالم

وفي كلمة موجهة إلى الشعب الإيراني مباشرة عقب توقيع الاتفاق أكد الرئيس الايراني حسن روحاني أن اتفاق إيران مع الدول الكبرى يأتي تتويجا لمرحلة مهمة وحساسة من تاريخ إيران استمرت أكثر من 12 عاما في ظل ظروف اقليمية مهمة ويفتح صفحة جديدة في تاريخ المنطقة ترتكز على الأسس التي تؤكد أن هناك طرقا أقصر وأقل تكلفة لحل الأزمات في العالم تتمثل بالحوار.

وأشار روحاني  إلى أنه على الرغم من سلمية البرنامج النووي الإيراني منذ بدايته إلا أن ذلك لم يمنع القوى السلطوية في العالم من تهديد إيران وإدراج الموضوع تحت البند السابع لميثاق الامم المتحدة ومجلس الأمن وفرض عقوبات عليها والادعاء أنها تتطلع لإنتاج أسلحة نووية.

وأكد روحاني أن البرنامج النووي لبلاده كان وما زال يمثل أمرا مهما جدا لها من النواحي العلمية والتقنية والتنموية والاجتماعية والاقتصادية لافتا إلى أن المجتمع الإيراني تمكن رغم العقوبات والضغوط المفروضة بحقه من إيجاد الظروف لاستقراره.

وأعرب روحاني عن سعادته بالوصول إلى الاتفاق الذي اعتبره “نقطة جديدة مع الدول الكبرى” ويمثل “بداية لآلية جديدة من التعاون بين إيران والعالم” لافتا إلى أن الدول الكبرى ستقدم بموجبه يد العون لطهران في مجال التكنولوجيا النووية.

وبين روحاني أن المفاوضات طمحت لتحقيق أربعة أهداف تتمثل بـ “المحافظة على التكنولوجيا النووية وإبقاء النشاطات النووية داخل البلاد ورفع الحظر والعقوبات الظالمة واللاإنسانية المفروضة على إيران وإلغاء جميع القرارات غير القانونية الصادرة بحقها عن مجلس الامن وخروج الملف النووي الإيراني من تحت الفصل السابع بشكل كامل” مؤكدا أن جميع هذه الأهداف تحققت وفقا لاتفاق اليوم.

وأشار روحاني إلى أن “جميع العقوبات المفروضة على بلاده ستزول في اليوم الذي يدخل فيه الاتفاق حيز التنفيذ وسيتم عرض نص الاتفاق على مجلس الأمن للتصديق عليه ليقوم على إثرها الاتحاد الأوروبي بإلغاء كل أنواع الحظر على إيران بعد شهرين من تصديق المجلس عليه وإلغاء القيود على استيراد جميع أنواع الأسلحة في غضون 5 سنوات”.

ولفت روحاني إلى أن الدول الغربية كانت ترفض الحديث مع إيران حول “بقاء منشأة فوردو فيما ينص الاتفاق على استمرار العمل في المنشأة بألف جهاز للطرد المركزي وستواصل العمل في مجال الأبحاث وتقنيات التكنولوجيا النووية” مبينا في الوقت ذاته أن “الاتفاق النووي يسمح لمفاعل أراك بمواصلة العمل بالماء الثقيل في حين كان الغربيون يرفضون استمرار نشاطه مطلقا”.

وأكد روحاني أن الشعب الإيراني معروف عنه الالتزام بوعوده وإيران ستلتزم بالاتفاق النووي إذا التزم به الطرف الآخر مبينا أن الاتفاق “يشكل أرضية لبناء جدار الثقة بين الطرفين”.

وحول علاقات إيران مع دول الجوار لفت روحاني إلى أن هذا اليوم هو “بداية لصفحة جديدة في العلاقات مع دول المنطقة” مضيفا “أن على دول الجوار ألا تكون أسيرة للدعاية الصهيونية المضللة والمغرضة فايران تقف إلى جانبكم وقوتها هي قوة لكم وأمنها من أمنكم”.

وأضاف روحاني “إننا نريد الأمن والاستقرار لدول الجوار فالعلم والتكنولوجيا والتقدم والازدهار لإيران سيعود بالنفع على جميع بلدان المنطقة وطهران ليست بصدد الحصول على اسلحة دمار شامل ولم تكن ولن تكون في المستقبل” مبينا أن بلاده “تسعى إلى اقامة علاقات حسن الجوار وتطمح إلى المزيد من التقارب والأخوة والاتحاد والتنمية وتطوير العلاقات مع دول الجوار”.

وأشار روحاني إلى محاولات الكيان الصهيوني الحثيثة إلى إحباط المفاوضات وافشالها لافتا الى أن جميع الشعوب بمن فيهم أهالي غزة وعموم الفلسطينيين فرحوا بالاتفاق.

وأعرب روحاني عن عميق شكره لكل الذين ساهموا في إنجاح الاتفاق مؤكدا أن القضية الأهم كانت “صمود ومقاومة وصبر وتحمل أبناء الشعب الإيراني الذين كانوا وما زالوا موحدين فيما يخص القضايا الوطنية وعلى رأسها التقنية النووية”.

ظريف: إنجاز هام للدبلوماسية وانتصار على الإكراه والضغوط

وأكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الاتفاق هو إنجاز مهم للدبلوماسية وانتصار على الإكراه والضغوط لافتا إلى أن مجلس الأمن الدولي أقر ببرنامج إيران النووي السلمي بعد رفضه على مدى 8 سنوات.

وأوضح ظريف في مقابلة مع قناة الميادين اليوم أن “سنتين من الدبلوماسية والاحترام أثمرتا أكثر من سنوات طويلة من الإكراه والضغوط وأن العالم تغير حيث بات الاحترام والدبلوماسية المفتاحين الأساسيين لحل النزاعات”.

وقال ظريف “إن الاتفاق من شأنه أن يزيل الغشاوة التي يتوارى الكيان الصهيوني خلفها ويخفي ممارساته الإجرامية ضد شعوب المنطقة ويكشف النقاب عن المساعدة التي قدمها بعض شركائنا وجيراننا في المنطقة إلى بعض المجموعات المتطرفة وحاولوا الاختباء وراء ظاهرة الخوف من إيران التي حاولوا نشرها في المنطقة عبر استخدام هذا الموضوع”.

وأكد وزير الخارجية الإيراني أن الكيان الصهيوني يستغل النزاعات ليخفي جرائمه وسياساته الوحشية وغير الإنسانية والبربرية ضد شعوب المنطقة مشيرا إلى أن السلام يشكل خطرا وجوديا على الكيان الصهيوني.

وتوجه ظريف للدول العربية بالقول “إن إيران مستعدة للعمل مع الأخوة العرب يداً بيد لمواجهة التحديات المشتركة” مشددا على أن “التطرف والطائفية هما أخطر التحديات في المنطقة”.

موغيريني: الاتفاق سيجعل العالم أكثر أمنا.. ظريف: جيد لجميع الأطراف وللمجتمع الدولي

وفي وقت سابق اليوم أكدت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني أن هذا اليوم الذي تم فيه التوقيع على اتفاق حول الملف النووي الإيراني يعد يوما تاريخيا مشيرة إلى أن هذا الاتفاق يوجد الظروف لبناء الثقة وفتح صفحة جديدة في العلاقات المشتركة بين إيران والدول الست والعالم كله.

وقالت موغيريني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نقلته قناة العالم “توصلنا خلال الساعات الماضية إلى اتفاق بكل شجاعة ورغبة وقيادة سياسية عارمة” مؤكدة أن الجميع كان وما زال يطمح أن يتم من خلال هذا الاتفاق تحقيق السلام وجعل العالم أكثر أمنا.

وذكرت موغيريني أن هذا الانجاز هو نتيجة لنشاط جماعي لم يكن سهلا إلا أن “المحادثات والمفاوضات المستمرة إلى جانب وجود الرغبة ساعدت في الوصول إلى هذه اللحظة التاريخية والتخلص من جميع العوائق والحواجز”.

وقالت موغيريني “يترتب علينا مسؤولية أمام أجيالنا والأجيال القادمة تعزيز الاندماج والنشاط البناء الذي تم خلال المحادثات بين إيران والدول الست والتي انتهت بنجاح بعد أكثر من عشر سنوات من المفاوضات التي شكك الكثيرون بنجاحها” معربة عن شكرها للوكالة الدولية للطاقة الذرية على تعاونها وللحكومة النمساوية على دعمها واستضافتها للمحادثات”.

وأوضحت موغيريني أن الاتحاد الأوروبي سيتابع تطبيق هذه الاتفاقية التي تضمن استمرار ايران بنشاطها النووي السلمي دون أن تسعى للحصول على السلاح النووي مع إلغاء الحظر المفروض من قبل مجلس الأمن الدولي والدول الأخرى على إيران سواء فيما يتعلق بالتقنية أو التجارة أو التمويل أو الطاقة.

ولفتت موغيريني إلى أن “الاتفاقية تخول الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول إلى بعض المواقع في إيران” مضيفة.. “هذا ما هو موجود في الوثائق المحددة التي اطلعت عليها وفود الدول المشاركة في المفاوضات حيث أن كل الأطراف تريد ضمان التطبيق الكامل لهذه الاتفاقية”.

ووصفت موغيريني الاتفاقية بـ “المتوازنة بين جميع الجهات وذات التفاصيل الفنية” وقالت.. “لا يمكننا إنجاز كل التفاصيل في هذه اللحظة ولكننا سنعلن عن ذلك وسنقدم خلال الأيام القادمة مشروعا إلى مجلس الأمن الدولي من أجل التصديق على الاتفاقية”.

وأضافت موغيريني.. “هذه الاتفاقية ستفتح كل الاحتمالات والطرق أمامنا من أجل إنهاء الأزمات التي استمرت لأكثر من عشر سنوات” مبينة أنه تم التعهد من قبل جميع الأطراف على تطبيق الاتفاق بطريقة شاملة وبمساهمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

بدوره اعتبر ظريف أن الاتفاق الذي توصلت إليه إيران ومجموعة خمسة زائد واحد جيد لجميع اطراف المجتمع الدولي وأن طهران ملتزمة بتطبيقه معربا عن أمله بأن يدعم المجتمع الدولي هذا الاتفاق.

وقال ظريف “نقدم لكم اليوم النص النهائي للاتفاق بين إيران والسداسية الذي يضمن سلامة النشاط النووي الإيراني وسيكون في متناول الجميع” مضيفا “مرة أخرى نؤكد أن إيران لم تكن يوما تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية”.

وأعرب ظريف عن امتنانه وشكره لجميع الذين بذلوا الجهود طيلة العقد الماضي للتوصل الى هذا الاتفاق مؤكدا أن القرارات التي اتخذت مصيرية لحل الخلاف القائم منذ 10 سنوات.

وقال ظريف “كنا دائما نرى أنفسنا مسؤولين أمام الأجيال القادمة وأنجزنا اليوم ما كان يعول عليه العالم طيلة الفترات السابقة والمعطيات التي توصلنا لها لم تأت نتيجة جهد فردي وانما جاءت بجهود جماعية” مؤكدا أن اليوم هو يوم تاريخي ونعلن بفخر واعتزاز اننا توصلنا إلى الاتفاق النووي.

ووقعت إيران ودول مجموعة خمسة زائد واحد رسميا اليوم في العاصمة النمساوية فيينا الاتفاق النهائي حول الملف النووي الإيراني الذي يكفل لإيران دخول الأسواق العالمية باعتبارها بلدا منتجا للمواد النووية والغاء الحظر والقيود المفروضة على عمليات التصدير والاستيراد والتي فرضت عليها منذ 35 عاما .

صالحي: تاريخي وجميع الأطراف راضية عن النتائج

بدوره وصف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي الاتفاق النووي الايراني بـ “التاريخي” مشيرا إلى أن جميع الأطراف راضية عن النتائج والكل رابح.

وقال صالحي في تصريح لقناة الميادين.. “أعلنا دائماً أننا لسنا في اتجاه النشاط النووي غير السلمي وطمأناهم من هذه القضية حسب القواعد الموجودة والقوانين الدولية”.

وأضاف صالحي.. “من الآن فصاعداً سنشاهد عكس ما ينتظره البعض.. نشاطا أقوى في المجال النووي وخصوصاً في بناء المفاعلات” مشيرا إلى أنه يوجد اتفاق بين إيران وروسيا لإيجاد مفاعلين نوويين جديدين ويمكن أن يكون هناك اتفاق مع الصين في محطتين صغيرتين.

ووقعت إيران ومجموعة خمسة زائد واحد في وقت سابق اليوم في فيينا اتفاقا تاريخيا حول الملف النووي الايراني يضمن الحقوق النووية السلمية المشروعة للشعب الإيراني.

كمالوندي: لا ينص على السماح بتفقد أي من المراكز العسكرية الإيرانية

إلى ذلك أكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن اتفاق خارطة الطريق حول الاطلاع على النشاطات النووية السابقة لإيران الذي وقع في فيينا اليوم بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذ رية لا ينص على السماح بتفقد أي من المراكز العسكرية الإيرانية.

وقال كمالوندي في تصريح للتلفزيون الإيراني اليوم “لقد طرحنا خلال جولات المفاوضات العديدة التي اجريت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بصراحة الخطوط الحمراء المتمثلة بتفقد المواقع العسكرية ومقابلة العلماء والخبراء وأشرنا إليها جميعها وسيتم حفظ هذه الخطوط”.

ولفت كمالوندي إلى وجود هواجس مشروعة لدى الوكالة الدولية يجب العمل على معالجتها وقال “لقد قلنا للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو خلال زيارته الى طهران مؤخرا أن الخوض في القضايا السابقة لا يمكن ان يكون بلا نهاية” مضيفا لقد كانت مفاوضات تفصيلية انتهت إلى حصيلة وهي إنه ليس من المقرر على أساسها أن تستمر إيران بتقديم توضيحات كما كان عليه الحال على مدى الاعوام ال 12 الماضية إذ إن هذا المسار سينتهي في 15 كانون الأول القادم.

وأكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن بلاده والوكالة الدولية للطاقة الذرية ستتخذان إجراءات لتسوية كل القضايا القديمة العالقة بينهما مشيرا إلى وجود ترتيبات فيما يخص موقع بارتشين ضمن الخطوط الحمراء التي وضعتها إيران.

انظر ايضاً

تشيكيا وسلوفاكيا: أهمية مواصلة العمل بالاتفاق النووي الإيراني

براغ -سانا أكدت وزارة الخارجية التشيكية دعمها للموقف الأوروبي الداعي إلى الحفاظ على الاتفاق النووي …