الشريط الإخباري

لفيروز في عيدها الثاني والثمانين.. من الموسيقيين والعازفين السوريين بفرقتها كل السلام-فيديو

دمشق-سانا

أحبت دمشق.. هواها الأرقا .. فبادلتها الشام وأهلها الحب بالحب .. غنتها موالاً دمشقياً .. فكانت فيروز.. في بيوت السوريين وبين حنايا قلوبهم ألفة وخيراً وحبا مثل الثلج .. في عيد السيدة فيروز ال 82 من قلب محبيها والموسيقيين السوريين الذين عزفوا بفرقتها كل السلام.

يسأل محبو فيروز عن الكنز المكنون في حضورها وسحر صوتها والهالة التي تحيطها ليأتي الجواب على لسان الموسيقار الراحل عاصي الرحباني في إحدى كتاباته ..أنا أعترف بشيء يهيمن دائما على صوت فيروز.. وهو شخصية صوتها الإنساني.

فيروز عندما سألتها الشام كيف عطرت السلام.. استنهضت مكنونات شعر سعيد عقل ليدعو الشام لتسكب في الشرق الظامئء من تاريخها ومجدها فهي بصوت فيروز ..ظمئء الشرق فيا شام اسكبي.. واملأي الكأس له حتى الجمام .. أهلك التاريخ من فضلتهم .. ذكرهم في عروة الدهر وسام.

وكيف لسورية ودمشق أن تغيب عن اشعار الاخوين الرحباني ومنها انطلقا للعالم وقدما فيروزتهما فهذا الوطن لا يفنى ولا يلين لتغني سفيرة النجوم أغنيتها سورية .. أسورية فلتعلم الشعوب.. بأننا نفنى ولا نلين.. أسورية ولتهنئء القلوب.. لن يدخل الغريب للعرين.

ولعرين الشام من يحميها.. هم بصوت فيروز الظافرون دوما إلى العلى فكانت “بلادنا موطن الهناء” كلمات وألحان الأخوين رحباني.. يا جيشنا الظافر يا من شاد مجدا عاليا.. يرد عنا العاديا.. إن نخوة لسورية.. الفجر يبدو ضاحيا والأفق يرنو صافيا.. إلى العلى إلى الضيا.. تقدمي يا سورية.

وعندما تتماهى كلمات شاعر الشام نزار قباني مع صوت فيروز يخرج موال نادر للوجود يتغزل فيه الاثنان بعاصمة الياسمين ففي “موال دمشقي” غنت فيروز..
يا شام.. يا شامة الدنيا.. ووردتها.. يا من بحسنك أوجعت الأزاميلا.. وددت لو زرعوني فيك مئذنة.. أو علقوني على الأبواب قنديلا.

وتعطي دمشق لفيروز اسلوبا منفردا بألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب فبأغنية “مر بي” تصبح أجمل الايام للشام هي الاتية .. مر بي يا واعدا وعدا مثلما النسمة من بردى.. تحمل العمر تبدده آه ما أطيبه بددا.. رب أرض من شذى وندى وجراحات بقلبي عدى.. سكتت يوما فهل سكتت.. أجمل التاريخ كان غدا.

و”على ضفاف بردى” تلاقت كلمات وألحان الاخوين الرحباني ملونة المدى ليخرج جيل من الموسيقيين السوريين تربوا في مدرسة فيروز وتعلموا من صوتها وتشربوا من عطائها ليغدوا عازفين منفردين في فرقتها على مدى سنوات طوال منهم عازف الأكروديون وسام الشاعر.

وتحدث الشاعر عن تجربته مع السيدة فيروز فقال لـ سانا :”عندما أتكلم عن فيروز أشعر بالارتباك فهي قامة عظيمة بالموسيقا والغناء وما قدمته من إبداع شيء يفوق الوصف فهي غنت لقاسيون وللسيف الدمشقي ولسورية”.

ويضيف الشاعر المصنف ضمن أهم عازفي الاكروديون في الشرق ..عملت مع السيدة فيروز بحفلات كثيرة أخرها في 23 كانون الاول 2011 حيث غنت لعيد الميلاد المجيد ورافقتها عبر عزف منفرد على التي وهذه ليست مجرد تجربة بل عمل افتخر به طوال حياتي بأن أعزف مع ملكة الشرق في الغناء العربي.

ويتمنى الشاعر لفيروز في هذه الذكرى العمر المديد بالعطاء وأن تحيي حفلة بدمشق لجمهورها الذي طالما أحبها ولا سيما أنها بحفلتها الأخيرة غنت “منكفي السهرة بالشام”.

المايسترو نزيه أسعد الذي أقام حفلات عديدة بمناسبة عيد ميلاد السيدة فيروز آخرها العام الماضي بعنوان “تحية إلى فيروز” على خشبة مسرح الزهراء بمناسبة الذكرى ال 64 لوقوفها على هذه الخشبة قال بدوره .. هي المدرسة التي تربينا عليها ونحن صغار وتعلمنا منها الكثير وأي شيء عملناه أنا وجيلي من الموسيقيين السوريين هو عصارة من مدرسة الرحابنة وفيروز وهي خيارنا الأول في حفلاتنا الموسيقية الذي نتوجه إليه بصورة تلقائية لا شعورية.

وأضاف المدرس في المعهد العالي للموسيقا ..السيدة فيروز عملاقة في تاريخ الفن وفي الحركة الفنية العربية والعالمية ولا تزال تعطي وكل الموسيقيين السوريين الذين عملوا معها احبوها الى درجة اصبحت ايقونة لهم وهي بالنسبة لي أمي الموسيقية وبعيدها أتمنى لها طول العمر والعطاء المستمر.

لعازف الترومبيت السوري العالمي نزار عمران تجربة خاصة مع السيدة فيروز وابنها زياد فسجل معهما أغاني مسرحية “صح النوم” التي أعاد توزيعها زياد إضافة الى تسجيل بعض أغاني أسطوانة “ايه في أمل” ويقول عمران.. “شرف لي العمل مع سفيرتنا الى النجوم ومدعاة لفخر أورثه لاولادي من بعدي بان آباهم عزف مع هذه القامة وهي اعلى سقف طموح يسعى اليه الموسيقي”.

عمران الذي يهوى اغنية “حبيت ما حبيت” التي شارك في تسجيلها عبر الة الترومبيت يتمنى للسيدة فيروز طول العمر والصحة وان تبقى مضيئة في سماء الفن.

حبل الود الذي يربط بين سورية ولبنان كانت فيروز باغانيها خير تعبير عنه فتلك السيدة التي نزلت من جبل لبنان الصلب باتت في دمشق حكاية لآجيال بصباحاتهم ومساءاتهم وعشقهم واغنية سلام .. بلادي وزهر دمشق يضوع.. بما في الذرا من شذا ضيع.. دمشق الجميلة عند ربى.. من الشرق طيبة المرتع.. بلادي عليك سلام الشعوب.. ففي البال أنت وفي المسمع.

رشا محفوض وسامر الشغري