الشريط الإخباري

المختبر السابع عشر.. مشروع تخرج طلاب الرقص بمعهد الفنون المسرحية

دمشق-سانا

خطوات أخيرة نحو الاحتراف قطعها طلاب السنة الرابعة لقسم الرقص في مشروع تخرجهم “المختبر السابع عشر” الذي يختتم اليوم عروضه على مسرح سعد الله ونوس متوجين بذلك سنوات دراستهم في المعهد العالي للفنون المسرحية الذي يواظب من خلاله الكريوغراف معتز ملاطية لي على تطوير المختبر السوري الراقص كنواة لمسرح حداثوي له أدواته التعبيرية الخاصة في قلب الأكاديمية الوطنية المسرحية.

هذا العام ذهب ملاطية لي مع كل من مشروعي أنجيلا الدبس في عرضها “حياد إجباري” ومعتصم الجرماني في عرضه “الميول” ليقدم تجربتين مختلفتين على صعيد الرسم الحركي للجسد مستنفراً طاقات داخلية للراقصين على عتبة الاحتراف ليذهب مع “الجرماني” كل من سماح غانم وصبا رعد وحازم الجبة إلى أقصى اعتراض الجسد على هويته رافضاً الأحادية في تصنيف ميوله وغرائزه نحو ما يشبه انعتاق عن السائد والمتداول في وظائف الجسد اليومية إلى تشريح خصائص هذا الجسد ومحاولة عولمته هو الآخر وجعله موئلاً للعبث بفرديته وعدم انصياعه لصيغ العيش التقليدية.

من جهتها قدمت أنجيلا الدبس في “حياد إجباري” تورية مختلفة مع موسيقا محمود محمد اتخذت زاوية نظر مغايرة لجسدية أنثوية بدنية الطابع وفق ارتطامات متتالية على الخشبة محققة مع كل من لارا بخصار ورند شهدا وسارة المنعم ما يشبه مجابهة مع العزلة والخوف والرغبة في آن معاً ولتكن الراقصات الأربع على تماس مع جدران وهمية لا تنفع معها قبعة الإخفاء للتواري عن محيط اجتماعي يأبى إلا ممارسة تصنيفاته وسطوته الأبوية عليهن.

واتسم عرض كل من “الجرماني” و”الدبس” بذهابه نحو أداء تكوينات رقص معاصرة وفق أسلوبية مسرح جسدي حاول عبر أزياء ريم شمالي وإضاءة كل من طاهر سلوم والمنتجب عيسى إنتاج مستويات رمزية تذهب بالجسد نحو لغوية حركية قوامها التعبير عن ثراء العالم الداخلي للراقصين في إيماءات الوجه والصرخات والعبارات المكتومة التي كان كل من “الدبس” و”الجرماني” يركزان عليها في توليد الحركة وتدويرها على مساحة فارغة ترسمها الإضاءة وتخفيها وتظللها وفقاً للتغيرات الدرامية التي يمليها الراقصون في تقديم مفاتيح للمتفرج.

معتصم الجرماني كتب على بروشور العرض “الميول هو الرغبة التي تجعلنا نبحث عن الحب.. والحب مبني على وجود الشريك أو الطرف الآخر الذي يحدد ميولنا” فيما كتبت أنجيلا الدبس عن عرضها “حياد إجباري”.. ” هم الآن ينظرون إلينا لثوان يشعرون بالأسف..ربما.. لثوان لم يدركوا بأننا هم ..وبأنهم مثلنا عالقون هنا”.

يذكر أن المختبر السابع عشر من إنتاج وزارة الثقافة “المعهد العالي للفنون المسرحية والإشراف العام لعميد المعهد الفنانة جيانا عيد وصمم له الديكور نزار بلال والمكياج سعيد زمزم وتنفيذ الصوت محمد عمر حواصلي ومهند النصار وتنفيذ الإضاءة كل من عبد الرحمن كيالي وفاطمة قطيش وبيان عطايا وعلاء كيزاوي وفيلم الافتتاح ضياء النجاد وتنفيذ الديكور حسان حيدر.