S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
موسكو-واشنطن-سانا
أعلن أعضاء الوفد البرلماني الروسي إلى كوريا الديمقراطية أن بيونغ يانغ مستعدة لإجراء مفاوضات بهدف نزع فتيل التوتر في شبه الجزيرة الكورية إلا أنها لا تثق بنية واشنطن في التوصل إلى اتفاق.
ونقلت وسائل إعلام عن كازبيك تايسايف رئيس الوفد قوله بعد زيارة بيونغ يانغ: “الكوريون مستعدون للمحادثات وللمفاوضات إلا أنهم بالطبع لا يثقون بأحد باستثناء روسيا” مضيفا “يبدو لي أن روسيا هي الجهة الوحيدة هنا التي يمكن أن تكون ضامنة لكل هذه المفاوضات”.
بدوره نقل عضو الوفد فيتالي باشين عن الكوريين تأكيدهم خلال زيارة الوفد امتلاكهم صاروخا قادرا على الوصول إلى أي قارة وأي منطقة في الولايات المتحدة مشيرا إلى أن قيادة كوريا الديمقراطية ابلغت الوفد أنها لا تريد الحرب والتصعيد في المنطقة وتعتبر برنامجها النووي ضمانا لأمن البلاد.
وعمد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الشهرين الماضيين وبشكل متواصل إلى توجيه التهديدات العدائية لكوريا الديمقراطية بحجة برنامجها النووي في حين تؤكد بيونغ يانغ باستمرار أنها تدافع عن نفسها في مواجهة السياسة العدائية للولايات المتحدة والتهديد الأمريكي بحرب نووية.
من جهته أوضح العضو الآخر في الوفد أليكسي تشيبا أن كوريا الديمقراطية تعتبر عملية إطلاق الصاروخ الأخيرة إشارة إلى ضرورة إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة على قدم المساواة وتأمل بأن يعترف المجتمع الدولي بها كقوة نووية.
وأعلنت كوريا الديمقراطية أمس الأول أنها أجرت بنجاح اختبارا جديدا لصاروخ باليستي عابر للقارات من طراز (هواسونغ 15) قادر على استهداف القارة الأمريكية بكاملها وذلك في إطار سياستها القائمة على الدفاع عن النفس في مواجهة السياسة العدائية للولايات المتحدة والتهديد الأمريكي بحرب نووية.
وكشف تشيبا أن بيونغ يانغ رفضت مبادرة موسكو وبكين حول تجميد برنامجها النووي والصاروخي بالتزامن مع تعليق التدريبات الأمريكية الكورية الجنوبية وقال: “إنهم لا يقبلون الموقف الداعي إلى تجريد المنطقة من الأسلحة النووية رغم أننا أوضحنا أن ذلك عملية طويلة”.
وتشهد شبه الجزيرة الكورية حالة من التوتر الشديد جراء المناورات العسكرية الامريكية الكورية الجنوبية المتكررة فضلا عن التهديدات الأمريكية العدائية المتواصلة ضد كوريا الديمقراطية وقيام واشنطن مؤخرا بنشر منظومة (ثاد) الصاروخية في أراضي كوريا الجنوبية وهو ما تعتبره بيونغ يانغ تهديدا لأمنها القومي.
شامانوف: موسكو مستعدة للعب دور الوسيط في المفاوضات بين واشنطن وبيونغ يانغ
من جهته أعرب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي فلاديمير شامانوف عن استعداد روسيا للعب دور الوسيط في المفاوضات بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية.
وقال شامانوف لوكالة سبوتنيك: “إن روسيا مستعدة لمهمة الوساطة وفي حال تسلمنا طلبا رسميا ستتم دراسته بشكل دقيق”.
انطونوف: مساع روسية أمريكية لنزع فتيل التوتر في شبه الجزيرة الكورية
إلى ذلك أعلن أناتولي انطونوف سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أن موسكو وواشنطن تسعيان حاليا لتسوية الوضع في شبه الجزيرة الكورية.
ونقلت سبوتنيك عن انطونوف قوله خلال زيارة لولاية كاليفورنيا الأمريكية أن الاتصال الأخير بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب “أعطى دفعة فعالة لتكثيف عمل الدبلوماسيين من البلدين حول قضايا الأمن الدولي”.
وأوضح السفير الروسي أنه تم خلال الاتصال بحث الأوضاع في سورية وكوريا الديمقراطية مشيرا إلى أنه لدى روسيا والولايات المتحدة إمكانيات كبيرة للعمل من أجل السلام والأمن.
وكان الكرملين أعلن في الـ 21 من الشهر الماضي أن الرئيسين بوتين وترامب بحثا خلال اتصال هاتفي التطورات المتعلقة بالأزمة في سورية ومسائل أخرى.
ماتيس: سنواصل الجهد الدبلوماسي مع بيونغ يانغ مع الحفاظ على الخيار العسكري
كما أعلن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أن بلاده ستواصل الجهد الدبلوماسي لنزع التوتر في شبه الجزيرة الكورية مجددا في الوقت ذاته تهديدات إدارته الاستفزازية باستخدام الخيار العسكري ضد كوريا الديمقراطية.
ونقلت وكالة نوفوستي عن ماتيس قوله خلال كلمة له في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الليلة الماضية: “لا أريد أن أقول إن الدبلوماسية لا تعمل .. سنواصل التحرك على المسار الدبلوماسي والعمل من خلال مجلس الأمن الدولي وسنكون مثابرين لكن الدبلوماسيين الأمريكيين سيتحدثون من موقع قوة لأن لدينا خيارات عسكرية لحل هذه المشكلة”.
وكان مجلس الأمن الدولي دعا أمس إلى بذل كل الجهود من أجل وقف التصعيد في شبه الجزيرة الكورية والتوصل إلى حل سياسي للوضع هناك في وقت يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنكار أهمية الاعتماد على الدبلوماسية معتبرا أن جهود الصين بهذا الصدد أخفقت في “كبح برنامج بيونغ يانغ النووي” الذي يؤكد المسؤولون الكوريون أنه رد على المواقف العدائية الأمريكية ضد بلادهم.
