الشريط الإخباري

400 شخصية تركية تعلن في بيان مشترك تضامنها مع صحيفة جمهورييت

أنقرة-سانا

أعلنت 400 شخصية تركية من شعراء وكتاب وأطباء وأساتذة جامعات واعلاميين ورؤساء نقابات واتحادات تأييدهم وتضامنهم مع صحيفة جمهورييت ورئيس تحريرها جان دندار بعد نشرها شريطي فيديو في قضية شاحنات الاسلحة التي كانت متوجهة للتنظيمات الإرهابية في سورية.

وأكدت الشخصيات التركية في بيان مشترك لها اليوم “تورط حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا بدعم التنظيمات الإرهابية في سورية وقتل شعبها وتدميرها” قائلة إن “أردوغان لم يكتف بذلك فراح يهدد صحيفة جمهورييت ورئيس تحريرها لأنه فضح مؤامراته الخطيرة ضد سورية”.

وأكدت الشخصيات تضامنها المطلق مع الصحيفة ورئيس تحريرها في الدفاع عن حرية التعبير عن الرأي والصحافة التي يحميها الدستور التركي لافتة إلى أن “انتخابات الأحد المقبل فرصة تاريخية للتخلص من الديكتاتوري والاستبدادي أردوغان”.

وكان أكثر من 30 مفكرا ومثقفا تركيا من بينهم أورهان باموك الحائز جائزة نوبل للآداب أعلنوا أمس وقوفهم إلى جانب رئيس تحرير صحيفة جمهورييت الذي رفع أردوغان ضده دعوى قضائية بعد نشره صورا عن تسليم أسلحة للإرهابيين في سورية

جمهورييت تتحدى أردوغان ومخابراته وتنشر فيديو جديد عن توقيف شاحنات أسلحة أرسلها للإرهابيين بسورية- فيديو

ونشرت صحيفة جمهورييت التركية اليوم شريط فيديو جديدا يظهر عملية توقيف الشاحنات المحملة بالسلاح والمعدات العسكرية في منطقة أضنة والتي أرسلها رأس النظام التركي رجب أردوغان بإشراف جهاز مخابراته إلى التنظيمات الإرهابية التكفيرية في سورية في 19 كانون الثاني عام 2014.

ويأتي نشر شريط الفيديو الثاني بعد يومين فقط على رفع أردوغان دعوى على الصحيفة ومديرها جان دوندار والعاملين فيها بتهمة “نشر أخبار تمس أمن الدولة” وبعد إصدار الهيئات القضائية التابعة لأردوغان أمرا بوقف النشر في القضية وسحب الفيديو الأول الذي يظهر الأسلحة والمعدات العسكرية مخبأة تحت صناديق الأدوية.

وقالت الصحيفة إن شريط الفيديو الثاني “يكشف الخلاف والصراع بين مؤسسات الدولة بسبب محاولات أردوغان وحزبه الهيمنة عليها حيث يظهر الشريط نشوب نقاش وشجار حاد بين عناصر الشرطة وبين عناصر جهاز المخابرات الذين كانوا يرافقون سائقي الشاحنات التي كانت تنقل السلاح أثناء محاولة توقيفهم”.

وأضافت الصحيفة “إن عناصر المخابرات الذين كانوا يرافقون الشاحنات رفضوا إبراز بطاقات الهوية التي تثبت أنهم عناصر استخبارات ووجهوا الشتائم والاهانات لعناصر الشرطة الذين أبدوا ردة فعل شديدة وقاموا بإنزال عناصر الاستخبارات من الشاحنات بالقوة وكبلوا أياديهم خلف ظهورهم” مشيرة إلى أن عناصر الاستخبارات هددوا عناصر الشرطة أثناء تكبيل أياديهم وقالوا لهم “ستدفعون ثمن ذلك”.

وأوضح الصحفي في جمهورييت أحمد شيك الذي علق على الشريط الجديد أن أول حادثة تثبت تقديم نظام أردوغان الدعم للمجموعات الإرهابية المتطرفة في سورية سجلت في الأول من شهر كانون الثاني عام 2014 أثناء توقيف شاحنات تابعة لجهاز المخابرات في بلدة كيركخان بلواء اسكندرون حيث تم فتح تحقيق حول الحادثة ولكن الحكومة أعاقت تفتيش الشاحنات وأخلي سبيلها بتعليمات محافظ اسكندرون السابق جلال الدين لكسيز وواصلت الشاحنات طريقها إلى الإرهابيين في سورية.

وسرد الصحفي شيك القصة الحقيقية للحادثة الثانية المتمثلة بتوقيف شاحنات تابعة لجهاز المخابرات في منطقة أضنة في 19 كانون الثاني عام 2014 حيث تدخل محافظ أضنة عوني جوش باسم حكومة حزب العدالة والتنمية ليعيق عملية تفتيش الشاحنات.

وقال الصحفي شيك “إن جوش استدعى وكيل النيابة العامة عزيز تاكجي الذي أمر بتوقيف الشاحنات وتفتيشها في اليوم نفسه وسلمه كتابا رسميا يفيد بأن الشاحنات تنقل المعدات العسكرية بين وحدات جهاز المخابرات داخل البلاد بالتوازي مع فتح تحقيق ضد الشرطيين والعسكريين ووكلاء النيابة العامة الذين أوقفوا الشاحنات وإصدار أمر باعتقالهم بتهمة التجسس”.

وأشار الصحفي شيك إلى أن وكيل النيابة تاكجي قرر اقتياد الشحنات إلى الثكنة العسكرية في جيهان وأمر بإخلاء سبيل عناصر المخابرات بعد تدخل المحافظ غوش بطلب من أردوغان لكن هؤلاء العناصر قاموا باعتراض طريق الشاحنات أثناء توجهها إلى الثكنة العسكرية بواسطة سياراتهم.

وأوضح الصحفي شيك أن تاكجي اضطر إلى الحضور إلى مكان الخلاف بعد ما كان المحافظ جوش وصل برفقة 500 شرطي حيث أبلغ تاكجي أن أردوغان اتصل به واكد أن الشاحنات تابعة لجهاز المخابرات وطلب تركها لأن الحكومة تعتزم إجراء تعديلات قانونية حول الموضوع.

ولفت الصحفي شيك إلى أن وزير العدل ومستشاره ووزير الخارجية ومستشار جهاز المخابرات اتصلوا بالوكيل تاكجي وأبلغوه أن الشاحنات تابعة للمخابرات التركية وهم على علم بمهمتها وأن الأسلحة تابعة لهم وهنا طلب تاكجي من المحافظ جوش تقديم كتاب رسمي ليخلي سبيل الشاحنات لكن الأخير رفض.

وقال الصحفي شيك إن شخصا ادعى بأنه الرئيس الاقليمي لجهاز المخابرات كان موجودا في موقع الحادث وقدم كتابا يفيد بأن الشاحنات والمعدات العسكرية والأسلحة تابعة لجهاز المخابرات وأن العملية عبارة عن نقل بين الوحدات وبناء عليه تم إخلاء سبيل الشاحنات.

وأشار الصحفي شيك إلى أنه ورغم إخلاء سبيل الشاحنات عمد المحافظ جوش إلى إرسال كتاب رسمي الى الهيئة العليا للقضاة والمدعين العامين لطلب التحقيق مع وكلاء النيابة العامة على خلفية توقيف الشاحنات حيث أصدرت أمرا باعتقالهم وهم سليمان باغري يانيك وأحمد كاراجا وعزيز تاكجي واوزجان شيشمان إضافة إلى اعتقال المسؤول العسكري في أضنة اوزكان تشوكاي ونحو 40 من أفراد الشرطة والأمن.

وكان نظام أردوغان مارس الكذب وناقض نفسه أكثر من مرة في القضية حيث زعم أولا أن الشاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى سورية لكنه اضطر إلى تغيير روايته مع نشر شريط الفيديو الأول الذي يظهر الأسلحة حيث اعترف أن الشاحنات تحمل أسلحة ولكنه برر ذلك بأنها مرسلة إلى “التركمان في ريف اللاذقية” وليس إلى المجموعات المتطرفة وهو ما نفاه التركمان كما أن وجهة الشاحنات كانت معبر باب الهوى في محافظة إدلب الذي تسطير عليه جبهة النصرة وليس إلى ريف اللاذقية.

كليجدار أوغلو يعد بتغيير السياسة الخارجية لتركيا فور وصول حزبه إلى السلطة

من جهته وعد رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كليجدار أوغلو بـ “تغيير السياسة الخارجية لتركيا فور وصول حزبه إلى السلطة والعمل على إنهاء الاقتتال والقضاء على الإرهابيين وتحقيق الأمن والاستقرار في سورية والمنطقة بأكملها”.

وأكد كليجدار أوغلو خلال كلمة له اليوم في تجمع انتخابي كبير حضره عشرات الآلاف في مدينة أنطاكية أن حكومة حزب العدالة والتنمية تقدم كل أنواع الدعم للتنظيمات الإرهابية في سورية التي تقتل الأطفال والنساء وتدمر بناها التحتية قائلا “سنغلق الحدود في وجه التنظيمات الإرهابية ولن نسمح لأحد بالتسلل إلى سورية وإيصال المساعدات القطرية والسعودية للإرهابيين عبر المطارات والأراضي التركية”.

وحذر كليجدار أوغلو من مغبة السياسات التي يتبعها رئيس النظام في تركيا رجب أردوغان ورئيس وزرائه داود أوغلو الداعمة للتنظيمات الإرهابية الراديكالية في سورية والعراق بما فيها تنظيم “داعش” الإرهابي مشددا على أن هذه السياسات تشكل خطرا على المنطقة برمتها بما فيها تركيا التي خسرت كثيرا على مختلف الصعد جراءها.

وأعلن رئيس حزب الشعب الجمهوري تأييده لصحيفة جمهورييت ورئيس تحريرها التي فضحت إرسال مخابرات أردوغان السلاح إلى التنظيمات الإرهابية في سورية قائلا إن “ما قامت به الصحيفة هو عمل جريء كشف مدى تورط الثنائي أردوغان وداود أوغلو في العمليات الإرهابية الخطرة والدموية في سورية”.

دميرطاش: أردوغان متغطرس ومتكبر ومستبد

في سياق آخر وصف صلاح الدين دميرطاش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي التركي رئيس النظام في تركيا رجب أردوغان بـ “الغطرسة والتكبر والاستبداد والعمل على إعلان نفسه سلطانا على البلاد”.

وقال دميرطاش خلال كلمة له بمدينة ارضروم شرق تركيا موجها كلامه لأردوغان إنه “مهما فعلت وستفعل فلا تنس أن الله تعالى اكبر وأعظم منك وسوف يحاسبك على كل ما ارتكبته من أخطاء وجرائم بحق الشعب التركي والإسلام”.

وأكد دميرطاش أن “أردوغان يكذب على الشعب التركي باستمرار ويهاجم أحزاب المعارضة دون أي مبرر ويزرع بذور الخلاف والعداء بين فئات وأبناء الوطن وينسى أنه لا مفر من الهزيمة التي ستلحق به وبحزبه الذي يحكم البلاد من 12 عاما”.

وكان المئات من أنصار وأتباع حزب العدالة والتنمية قد حاولوا اجتياح الساحة المخصصة لحزب الشعوب الديمقراطي وسعوا لعرقلة التجمع الانتخابي ما دفع قوات الشرطة للتدخل لحماية أنصار وأتباع حزب الشعوب الذين تهربوا من أي اشتباكات مع أنصار العدالة والتنمية.

من جهة أخرى أكد عضو البرلمان التركي عن حزب الحركة القومية يوسف هالاج أوغلو ضرورة “عدم الاعتراف بأردوغان رئيسا للجمهورية لأن شهادته مزورة ولا تطابق نص الدستور” مناشدا المحكمة الدستورية العليا التدخل وإسقاط صفة رئيس الجمهورية عن أردوغان.

وقال هالاج أوغلو موجها كلامه لأردوغان “إذا كان كلامي ليس صحيحا ليقم أردوغان دعوى قضائية ضدي ويتهمني بالكذب لكنني واثق أنه لن يفعل ذلك لأن ماقلته هو الصحيح”.

وكان زعيم حزب الحركة القومية التركي دولت بهشلي قال أمس خلال كلمة له في مدينة أنطاكية إن “أردوغان رجل يفتقد إلى الأخلاق والقيم وله رصيد متعاظم بالكذب والرياء واخفاء الحقائق عن الشعب التركي والتدخل في شؤون دولة جارة بشكل سافر ودعم الإرهاب فيها لارتكاب الجرائم ما سيعود بالخطر على الأمن القومى التركي”.