الشريط الإخباري

شقيقان مكفوفان يتحدان الإعاقة البصرية ببصيرة تحقق إنجازات

دمشق-سانا

من بين ظلام دامس سطع نور بصيرتهما ليشق عالماً مضيئاً بإرادتهما في تحدي المستحيل، الشابان الشقيقان علي وزين العابدين أكرم أسعد من محافظة اللاذقية، استطاعا التغلب على إعاقتهما البصرية عبر تأسيس فريق “برايل” وتمثيل سورية في المحافل الدولية الرياضية، وتحقيق إنجازات أكاديمية وعلمية أخرى في خضم طموح لا ينتهي لنيل مراتب النجاح والتفوق.

ولد الشابان مكفوفان لعائلة سليمة وفق ما يوضح زين العابدين 21 عاماً لنشرة سانا الشبابية، مبيناً أنهما أتما دراستهما في مدرسة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية بدمشق بطموح وإرادة عالية، ثم بجهدهما وبدعم نفسي من الأهل والأصدقاء تغلبا على إعاقتهما وعلى المعوقات الأخرى التي واجهتهما، وخاصة نقص التمويل ونجحا برسم مشاريعهما على مختلف الصعد.

وبين زين العابدين وهو من مؤسسي فريق “برايل” أن الفريق يهدف الى تمكين وتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية على مهارات غير تقليدية لتغيير الصورة النمطية عنهم ومساعدتهم بالتفاعل مع المجتمع وإثبات أنفسهم فيه كأشخاص قادرين وناجحين وهو هدف لطالما سعى إليه، حيث وصل إلى المرحلة النهائية في “تحدي جيل لا محدود” العالمي مع الفريق علماً أن التحدي يشمل 90 فريقاً تقريباً بمشاركة 45 دولة حول العالم.

ولفت زين العابدين وهو طالب سنة ثالثة في كلية التربية قسم التربية الخاصة إلى أنه متطوع أيضاً مع فريق “دال” لدعم الدمج بين الأشخاص ذوي الإعاقة بالمجتمع مع غيرهم كما حصل على شهادات في الدعم النفسي ولغة الجسد وصعوبات التعلم.

ولم يكتف زين العابدين عند هذا الحد بل دفعه شغفه في الإعلام للعمل بمجال التصوير والمونتاج منذ أربع سنوات، وذلك بعد نيل شهادات في صناعة المحتوى وإنتاج محتوى بصري والتعليق الصوتي وإخراج الأفلام القصيرة إضافة لحصوله على شهادتين في إدارة الموارد البشرية وإدارة المشاريع الصغيرة وتخطيطها وشهادة “تي او تي” لإعداد المدربين وبدأ تعلم لغات البرمجة، إلى جانب أنه لاعب رياضي في مجال رمي القرص والسباحة.

أما شقيقه علي 24 عاماً فهو أول رياضي كفيف يمثل سورية خارجياً في ألعاب القوى وهو لاعب المنتخب الوطني للرياضات الخاصة اختصاص رمي الكرة الحديدية والقرص وحاصل على 13 ميدالية خارجية، وفي سجله أرقام مميزة خلال بطولات محلية وعربية وصنف الأول على مستوى سورية والعرب والسادس عالمياً خلال بطولة العالم، كما تأهل للمشاركة في أولمبياد طوكيو وحصل قبل 8 أشهر على الميدالية الذهبية في بطولة كأس العالم بالإمارات.

وأكد علي أنه على كل إنسان تحقيق هدفه وطموحه مهما كانت التحديات والعوائق التي تعترض طريقه ليترك بصمته الخاصة في هذه الحياة، فهو يرفض الاتكالية والاستسلام والقنوط ويواصل تحصيله الأكاديمي والعلمي في كلية العلوم السياسية، إضافة لإنجازاته الرياضية متحدياً أيضاً إصابته بمرض السرطان مؤخراً.

دارين عرفة

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency