الشريط الإخباري

«أشمُّ نسيمَ يثرب وخيبر»!

«لا مشكلة لنا مع اليهود، ولدينا مصالح مع إسرائيل»…

جملة تغنّى بها محمد بن سلمان من دون خجل، أو حسابات دبلوماسية مدروسة، يعيها «الصبي» في علوم السياسة، وأياً كانت تصريحاته، أو حواراته الصحفية، وهوامش لقاءاته الدبلوماسية، فالأعمال توازت مع النيّات المفضوحة، وعلاقات التطبيع مع كيان الاحتلال والتعاملات الدبلوماسية وصلت إلى حدّ المصافحة أنفاً لأنف، ولا ضمير يقضّ مضجع ولي العهد وأزلامه من بني سعود، فالقضية الفلسطينية شأن بعيد كل البعد عن هواجسهم العروبية، والقدس بما تحمل من معاني القدسية يناظرونها بمنظار كيان الاحتلال وولي نعمتهم ترامب وغيره ممن حكم وسيحكم فيما بعد البيت الأبيض.

ما بين كونداليزا رايس، ورالف بيترز- الضابط والمؤلف الأمريكي المشهور- وبرنارد لويس؛ صلة رحم معلومة النسب مادام الساسة الأمريكان والصهيونيون غارقين في أحلام متورمة بالشرق الأوسط، فكيان الاحتلال يتربّع على عرش الأولويات الأمريكية، ويتمتع، إضافة إلى الدعم غير المشروط، بدعم مالي وسياسي تحرّكه لوبيات يهودية قوية خارج حدود كيان الاستيطان، هذه اللوبيات التي لها كبير الأثر في السياسة الأمريكية الخارجية.

ولمن لا يجيد القراءة من سلالة بني سعود، فإن «حدود الدم» التي خطّها رالف بيترز منذ عام 2006 وتبنتها كونداليزا رايس لتكون خريطة طريق عسكرية لا تحتاج تأكيد السيد برنارد لويس أن «تقسيم الشرق الأوسط إلى أكثر من ثلاثين دويلة إثنية ومذهبية ليس إلا لحماية المصالح الأمريكية والإسرائيلية».

وما «الثورات العربية» الحاصلة في الوطن العربي إلا فتيل رخيص الثمن لتحقيق «النبوءات» الصهيو-أمريكية، وللتذكير أيضاً، غولدا مائير عندما زارت مواقع في جنوب طابا أخذت نَفَساً عميقاً وقالت: «أشمّ نسيم يثرب وخيبر».

وموشي ديان يومَ دخوله مدينة القدس عام 1967 قال: «لقد وصلنا (أورشليم) ومازال أمامنا يثرب وأملاك قومنا فيها».

أي إن النزعة التوسعية للكيان الصهيوني تتعدّى القطرية، والحلم الصهيوني بالاستيلاء على القدس لن يقف مكتوف المطامع، بل التمني بتحقيق ما هو أبعد من «خريطة» الكيان ليكون الاستيلاء على الجزيرة العربية وتجزئتها إلى دويلات جديدة حلماً «مشروعاً»، مادام الأمريكان رهن إشارة أحلام الصهاينة، ومادام بعض الحكام العرب غافلين عما يُحاك -وفي العلن- من مؤامرات كبيرة وخطيرة تمسّ الخريطة الشاملة للوطن العربي من دون استثناء.

وأول الأهداف الصهيو-أمريكية بات شبه محقق بعد العلاقات المشبوهة بين دول عربية و«إسرائيل» بأن يصير «كيان الاحتلال»، الذي يعاني في الأساس من شذوذ بنيوي، كياناً «طبيعياً» في جسد الأمة العربية!

وهتلر الذي «أنصف» اليهود حين قال:

«لقد اكتشفت مع الأيام أنه ما من فعل مغاير للأخلاق، وما من جريمة بحق المجتمع إلا ولليهود يد فيها».

فبنية النظام العالمي، بما يحققه من مظهر خارجي، تشي بتفوق أمريكا عالمياً، لكنّ المحرك الأساس في الصندوق الأسود العالمي، في يد الصهاينة، الذين تجرؤوا حتى على أسيادهم الأمريكان، إن صح التوصيف، حسب موقع «Aish» المتخصص في الشؤون التاريخية لليهود، الذي يشير إلى ما يسمى «أحقية اليهود» في أراضٍ سعودية أكثر من أمريكا.. ويدعو الموقع العبري أيضاً إلى توحيد صفوف الجاليات في عموم العالم والتهيؤ إلى «استرداد تاريخ أجدادهم في شبه الجزيرة العربية».

كأس قد ساهم فيه النظام السعودي وسيتجرعه مع الأيام لأن «حدود الدم» ستطول -حسب الخرائط الصهيو أمريكية- حدود السعودية الجغرافية، وسيترحم الصهاينة على جدّتهم غولدامائير التي تنفّست يوماً «نسيم يثرب وخيبر»، لعلّ ابن سلمان يستشعر أخطار الكيان الصهيوني.

محمد البيرق

انظر ايضاً

مصدر عسكري : حوالي الساعة 10 : 2 من فجر اليوم شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً عدداً من النقاط العسكرية في ريف دمشق وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها واقتصرت الخسائر على الماديات