الشريط الإخباري

الحكواتي الصغير.. مشروع لاحتضان الأطفال الموهوبين أدبياً في طرطوس

طرطوس-سانا

لكل طفل حكاية وكل طفل لابد أن يكون قادرا على رواية حكاياته والتواصل من خلالها بثقة مع محيطه من هنا كان مشروع الحكواتي الصغير الذي أسست به الكاتبة والشاعرة علا حسامو محطة جديدة في مشوارها للكتابة للطفل ودعم مهارته الأدبية.

فمن شخصية تيتة الحكواتية إلى مشروع شلة حكواتية تخطو علا كمدربة وناشطة في التنمية والتعليم التفاعلي بالحكواتي الصغير خطوتها الأقرب لدعم أدب الطفل معتمدة أسلوب المسابقة والمنافسة بدءا من إقامة ورشة للأطفال الموهوبين من أبناء طرطوس ووافديها في مقهى مشغل صاد0نون الثقافي والاستماع إلى حكاياتهم ومناقشتهم فيها واكتشاف قدراتهم على التعبير عن عوالمهم الخاصة لتصبح المسابقة وسيلة لإطلاق أدباء صغار.1

تقوم مسابقة الحكواتي الصغير التي تم الترويج لها عبر موقع فيسبوك على فكرة أن يحكي الأطفال قصصهم لبعضهم البعض كما تقول علا في حديث لنشرة سانا الثقافية حيث تم تحديد شروط المشاركة بوجود حكاية من تأليف الطفل أو حكاية معروفة من إعداده مع فيديو شخصي للطفل وهو يحكي حكايته بطريقة الحكواتي موضحة أنها اختارت عددا من الأطفال المميزين في تأليف القصص وإشراكهم في المسابقة ليبدأ المشروع بعد ذلك بعشرة مشاركين تتراوح أعمارهم بين 6 و 13 عاما أظهروا موهبة وخيالا خصبا واهتماما ببناء حكاياتهم وشخصياتها لتبدو القصة ذات أسس سليمة تجعل منهم مشاريع حكواتيين صغارا إلا أن المشروع مازال بحاجة إلى تمويل ليستمر في سلسلة من الورشات المماثلة.

وتشير علا إلى أن من القصص المشاركة المثيرة للانتباه ما يحكي عن صراع الخير والشر من خلال تصور مخلوقات غريبة يواجهها أبطال خارقون ومنها ما يحكي عن محاولة طفل تغيير نفسه لنيل إعجاب الآخرين فيصطدم بعدم رضاهم عن التغييرات التي أراد نسبها إلى نفسه هاربا إلى هوية جديدة ليكتشف أن مزايا كل إنسان تكمن في طبيعته التي يجب أن يطورها للأفضل وأن يرضي ذاته قبل غيره مبينة أن عمق فكرة القصة يدل على قوة ملاحظة الطفل وحساسيته التي لابد من إرشاده إلى كيفية استثمارها بالشكل الصحيح.

وتلفت علا إلى أهمية هذا النوع من النشاطات في تكريس قيم السلام واللاعنف وزيادة دمج الأطفال الوافدين بالمجتمع المحلي حيث أن مشاركة الجميع في الورشات ترسي روح الفريق في نفوسهم وتنمي علاقة زمالة العمل بينهم لتحقيق عروض سيقدمها الأدباء الصغار في عدة مناطق في تجربة مماثلة لتجربتي تيتة الحكواتية وشلة حكواتية المتنقلتين في عدة مقاه بمدينة طرطوس وريفها موضحة أن الشلة ضمت مؤخرا ثلاثة أطفال وافدين متميزين مقابل ثلاثة حكواتية كبارا في ورشة تم فيها تدريب الأطفال على كتابة القصص.

وتوضح علا أهمية الترويج للمشروع ونتاجه ليشعر الأطفال أكثر بأهمية ما يفعلون فكان أن تم الاتفاق مع مجلة أسامة لنشر قصص هؤلاء الأطفال في صفحاتها إلى جانب صفحة مشغل صاد0نون الثقافي الذي تهدف علا منه إلى الإضاءة على المواهب الأدبية واحتضانها.

وتؤكد أن أي مشروع ثقافي بحاجة إلى تطوير يناسب درجة نضوجه بدءا من شخصية تيتة الحكواتية التي أدتها علا في قاعات معرض الكتاب بدمشق بأسلوب تنكر بسيط ومحبب واختيار مدروس لقصص تراثية من عدة دول مع إعادة صياغتها بقالب كوميدي جذاب يضمن تفاعل الطفل مع القصة ومناقشتها وإبداء الرأي فيها ليتوسع المشروع في طرطوس من خلال نشاطات أسبوعية أو نصف شهرية في مقاهي المدينة وبعض المراكز الثقافية بالريف وصولا إلى التعاون مع بطريركية الروم الارثوذكس وفرع الهلال الأحمر العربي السوري لإقامة مسرحيات تفاعلية وعروض لمسرح الدمى لأطفال الوافدين بمراكز الإقامة المؤقتة.

وكان أن تحول هذا النشاط الفردي إلى جماعي عندما ظهرت الحاجة إلى عقد نشاطات متزامنة من هذه الورشات الإبداعية التي تتخللها فقرات تيتة الحكواتية والتي لاقت صدى طيبا وباتت مرغوبة من الأطفال الذين شاركوا بها فتم تشكيل فريق شلة حكواتية المعتمد على فن الحكي وكيفية صناعة الحكاية وكان المشروع بحاجة إلى تمويل بسيط لتأمين الأزياء التنكرية وأجور النقل فاعتمد النشاط على أجور رمزية من الأطفال الذين بات العديد منهم يدخرون من مصروفهم لحضوره.

تراهن علا على قدرة ورشات الحكواتي الصغير التدريبية على تطوير شخصية الطفل المشارك بحيث يتمكن أكثر من التعرف إلى قدراته وتقييم نفسه والآخرين دون مبالغة أو غرور والنظر إلى الأمور من زواياها المختلفة دون أحكام مسبقة أو قوالب جاهزة فكل شيء قابل للتجريب والاكتشاف مشيرة إلى أن مشاركة الطفل الخجول أو الميال إلى العنف أو السلبية يمكن أن تساعده على الانفتاح أكثر على الآخرين والتغلب على الإنطوائية أو تفريغ السلبية حيث يبقى التفريغ الإيجابي مطلوبا في ظل الحضور المتزايد لثقافة العنف في حياتنا اليومية.

رزان عمران