الشريط الإخباري

القاصة عبير اسماعيل: القصة القصيرة جدا عبارة عن لقطات ونقد لاذع للواقع

حماة-سانا

القاصة عبير إسماعيل كاتبة قصة تتميز كتاباتها بأسلوب إبداعي متميز تلفت الانتباه بسردها القصصي ذي المغزى العميق والمحبوك وتعابيرها الشعرية التي تكاد تطغى على سرد الأحداث ولم تستطع في أكثر قصصها خصوصية أن تنعزل عن الناس أو أن تبتعد عن آلامهم بلونيها القصيرة والقصيرة جدا.

وفي حديث لـ سانا قالت اسماعيل إن القصة القصيرة بنت البساطة والسرد غير المتكلف والسهولة المطلقة لافتة إلى أنها اختارت هذا النوع الأدبي بسبب التكثيف الموجود فيه لأنه من خلالها يتم عرض عالم بأسره من خلال لقطات وإن حادثة معينة كفيلة بأن تعكس واقعا كاملا مبينة أن القصة القصيرة فن رائع لمن يحسن استخدامه على ألا يقع في التكرار أو الابتذال.

وترى اسماعيل أن هذا النوع الأدبي “مغبون قليلا” لأنه دائما ينظر له على أنه “فن أعرج” أو خطوة أولى نحو الرواية معتبرة أنه ليس بالضرورة استخدام الرواية لعكس عالم بل على العكس فإن التركيز على فكرة معينة تعكس لنا حياة كاملة.3

وتشير صاحبة المجموعة القصصية “حكايات مقصوفة الرقبة” إلى أن القصة القصيرة جدا عبارة عن لقطات وأنها نقد لاذع للواقع وعبر بضع كلمات تستطيع أن تختصر عالما بأسره لافتة إلى أن من يرد أن يكتب القصة القصيرة جدا فعليه أن يتمتع بحس المفارقة وروح الدعابة وأن يستطيع التقاط الأحداث وتحويلها لنص بسيط جدا وغني.

وحول واقع القصة القصيرة اليوم ترى اسماعيل أن هناك سوية جيدة جدا من بعض الكتاب لم تتراجع أبدا في حين يوجد من يستسهل الكتابة مشيرة إلى أنه دائما يوجد في أي وسط من الأوساط الأدبية أو غيرها متطفلون يريدون أن يفرضوا وجودهم حتى يصبحوا “ملكيين أكثر من الملك” على حد تعبيرها منتقدة في الوقت نفسه من يجمع بين الرواية والقصة والشعر والمقالات الصحفية معتبرة أنه يشتت نفسه في كل الاتجاهات.

وتتحدث اسماعيل عن عوائق الأدب التي تتمثل في ارتفاع تكاليف الطباعة وتراجع القراءة خاصة في فترة الأزمة والإحساس بعدم الجدوى عند الإقبال على الثقافة أحيانا لأن الكلمة لم تعد ترقى لما يحدث إضافة إلى وسائل الاتصال والانترنت والهموم اليومية التي شغلت الناس وأبعدتهم عن مطالعة الكتب.

ورغم قلة عدد إصداراتها إلا أن تناولت فيها مختلف القضايا من الهم الوطني بشقيه السياسي والاجتماعي ففي مجموعتها “للثلج لون آخر” تنوعت قصصها بين الإنساني والوجداني وبعضها تطرق للجانب الوطني والقومي وبعضها لقضايا المرأة والقضايا المعيشية اليومية وجميع مجموعاتها قسمتها لشقين قصة قصيرة وقصة قصيرة جدا وكانت فلسطين حاضرة في كل المجموعات.

وتقول صاحبة المجموعة القصصية “زمن البخور” إنها “مقتنعة بأن المرأة لم تأخذ حقها كما يجب وان كل الشعارات المرفوعة هي شعارات كلامية والأعراف والتقاليد هي أقوى بكثير من القوانين التي أنصفت المرأة” رافضة مصطلح ما يسمى بالأدب النسوي وإنما هناك أدب يكتبه الرجال وتكتبه النساء بالرغم من تفوق المرأة في كثير من المجالات.

وتلفت اسماعيل إلى أنه لديها مجموعة قيد الطباعة حاليا فيها اختلاف نوعا ما عن المجموعات السابقة فهي تحمل شيئا وجدانيا وخواطر أكثر من أن تحمل قصصا وقصصا قصيرة جدا عنوانها “نصوص مفتوح”.

يذكر أن الكاتبة عبير اسماعيل حازت على الجائزة الثالثة في مسابقة “البتاني” للقصة القصيرة في الرقة عام 2000 عن قصتها “هكذا قررنا هذا الصباح” وعلى الجائزة الاولى في مسابقة معرة مصرين عام 2001 وكرمت في عدة مهرجانات وهي عضو في جمعية العاديات بحماة و عضو في جمعية القصة والرواية باتحاد الكتاب العرب.

سهاد حسن