أعراس السويداء تحافظ على طقوس الماضي

السويداء-سانا

تختلف عادات الزواج والأعراس بين المحافظات ولكنها وإن تعددت أشكالها وطقوسها يبقى الفرح سمتها وهدفها تكوين أسرة مبنية على الحب والاحترام.

ورغم التغيير الذي لحق بشكل الأعراس ومراسمها مع تطور مظاهر الحياة المعاصرة من حيث اللباس والأغاني يبقى للعرس الشعبي بمحافظة السويداء خصوصية وجمالية نابعة من العادات والتقاليد السائدة والعلاقات الاجتماعية التي تعبر عن القيم النبيلة التي يحرص الكثيرون على الحفاظ عليها وإعادة إحيائها.

ويشير الباحث في التراث الشعبي محمد طربيه إلى أن العرس الشعبي في السويداء ما زال حاضراً وإن غابت عنه بعض التفاصيل التي لم يعد مبرر لوجودها أو طرأ عليه شيء من التغيير لمواكبة الحداثة لكنه لم يمس جوهر العادات والتقاليد.

ويوضح طربيه أن حفلات الأعراس قديماً كانت تستمر لمدة أسبوع يعيش فيها أقارب وأصدقاء العريسين حالة من الفرح والمباركات لكن العريس لا يرى عروسه إلا يوم العرس لافتاً إلى أنه قبل موعد الزفاف بيوم واحد يتوافد الشبان من أهالي البلدة والأقارب إلى بيت العريس ليقيموا بداية الأفراح عبر الأهازيج والرقصات والدبكات بينما تتوافد الصبايا إلى بيت العروس لتجهيزها بالزي الشعبي المتعارف عليه والغناء حولها إلى أن يحين موعد العشاء حيث يقدم للمحتفلات المناسف ويقمن بدورهن بالإشادة بكرم وحفاوة أهل العروس.

أما في يوم العرس فيدعى العريس وأهله وأصدقاؤه إلى بيت أحد أصدقائه أو أقاربه من أجل الحمام وتجهيز العريس لجلب العروس من منزلها بالأغاني والأهازيج.

وفي الوقت نفسه يتم تحضير العروس باللباس والزينة كما يلفت الباحث سلمان البدعيش حيث يبدأ العرس من بيتها وتغني الصبايا الأغاني المخصصة لمثل هذه المناسبة ويرقصن على إيقاعات الدفوف بانتظار “الفاردة” مجموعة المعازيم التي ستأتي برفقة العريس لأخذ العروس من بيت أهلها إلى بيته.

وهناك عادة لم تعد موجودة في الوقت الراهن حسب البدعيش وهي رفع “العمدة” وهي عبارة عن حجر يزن خمسين كيلوغراماً عن الأرض للحصول على العروس حيث يقوم بداية شاب من أهلها برفع الحجر ورفعه فوق رأسه ليثبت لأهل العريس أنهم لا يفرضون عملاً تعجيزياً لا يمكن تنفيذه ويقولون لهم: “بترفعوا العمدة بتاخذوا عروستكن.. وإلا ليس لكم عندنا نصيب” وبالطبع فإن أهل العريس يكونون محتاطين لهذا الأمر ويرافقهم شاب قوي البنية فيرفع العمدة أمام المتحلقين حوله أمام باب دار العروس وينال تشجيعهم وتصفيقهم ثم تعقد حلقات الدبكة وغناء الجوفية.

وفي الوقت الذي يقوم فيه أهل العروس وصديقاتها بوداعها تخرج من منزلها برفقة والدها أو أخيها ليسلمها عند الباب ليد العريس كما يتم ما يسمى النقوط حيث تسلم النقود إلى يد وصيفتها بينما يقف أحدهم ليعلن بأعلى صوته أسماء الذين بادروا بذلك فيما يسمى “شويشة” في حين تغني النساء بمصاحبة الدفوف مخاطبات أهل العروس بكلمات الشكر عند المغادرة.

بعدها يتم حمل العروس على ظهر فرس أصيل يتقدمها الشباب بالأهازيج والأغاني والصبايا ينقرن الدفوف ويغنون إلى أن يصل الموكب إلى بيت العريس حيث تقوم العروس وهي على ظهر الفرس بلصق الخميرة فوق الباب ثم تدخل منزل الزوجية ليقدم بعدها أهل العريس الغداء للمعازيم والضيوف على حد قول البدعيش.

وتتواصل الأفراح والأغاني احتفالاً حتى وقت متأخر من الليل بينما يقوم أهل العروس في اليوم التالي بزيارة ابنتهم مع وفد كبير من الأهل وهي ما تسمى ردة الرجل.

خزامى القنطار
تصوير: اسماعيل زين الدين

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency