الشريط الإخباري

الفرقة الوطنية للموسيقا العربية تعزف وتغني الدلعونا في دار الأوبرا-فيديو

دمشق-سانا

تفردت الفرقة الوطنية للموسيقا العربية في الأمسية التي أحيتها على دار الأسد للثقافة والفنون مصدرةً الدلعونا كنمط موسيقي عالمي قادر على التقدم إلى واجهة موسيقى الشعوب حيث نجح المايسترو عدنان فتح الله في تجربته الفنية في تقديم / الزوالف السورية/ في أمسياته الماضية معيداً الأغنية الشعبية إلى جذورها الحضارية.

الأمسية التي شهدت إقبالاً كبيراً لها في القاعة الرئيسية من أوبرا دمشق قدمت على التوالي برنامجاً فنياً منوعاً فلم تكتف بإحياء التراث وإعادة توزيعه بل ركزت الفرقة الوطنية على أغنيات الطرب الأصيل حيث أعاد قائد الفرقة توزيع العديد من الأغنيات والمقطوعات التي تعتبر من روائع الموسيقى العربية مفتتحاً بأغنية / عزيزة/ لمحمد عبد الوهاب.

1الفنان كمال سكيكر نجح بدوره في توزيع العديد من المقطوعات والأغنيات العربية كان أبرزها أغنية / النهر الخالد/ من أشعار أحمد شوقي وألحان محمد عبد الوهاب إضافةً إلى مقطوعة من مقام / تحميل حجاز/ من تأليف الفنان سكيكر الذي أعاد بدوره توزيع موشح / آه لقلبي والقمر/ ليحيى المستكاوي لتكون الفقرة التالية من الأمسية عبارة عن / صولو/ عزف إفرادي لمقطوعتين هما / العرس/ من تأليف محمد عثمان و/ معمعه/ من ألحان رشيد هلال قام بأدائهما عازف البزق الفنان إياد عثمان.

الدلعونات السورية كانت الفقرة الرئيسية في حفل الفرقة الوطنية التي أدت أنماطاً من هذا اللون بإعداد من الفنان نزيه أسعد تنوعت فيما بينه من كل المناطق السورية وذلك برفقة الكورال الذي تكون من 22 مغني ومغنية قاموا بدورهم بأداء لافت لدرة التراث الغنائي السوري.

وقال المايسترو عدنان فتح الله قائد الفرقة الوطنية في حديث لـ سانا الثقافية أن فرقته قدمت العديد من الأعمال منها ما هو موسيقا آلية و منها ما هو مغنى لنقل فكر الحداثة في التأليف الموسيقي الشرقي الأوركسترالي فمن اهداف الفرقة هو صون التراث و أرشفته فكما قدمت الفرقة سابقا” عمل /الزوالف السورية/ حيث جمع اكثر من نمط قدمنا في هذا الحفل /الدلعونات السورية/ كعمل من أعمال البحث الموسيقي فمن الضروري اليوم جمع هذه الألحان وتنويطها و أرشفتها و تعريف الجمهور بها.

2وأوضح فتح الله الذي يتوقع قريباً إنتاج أوبرا دمشق لألبومين من حفلات فرقته أن الدلعونا هي نوع من طرق الغناء الممارس في بلاد الشام ولها ألحان وإيقاعات مختلفة تغنى في مناسبات متنوعة كما لها إيقاعات كثيرة يمكن أن تولف عليها المقاطع الغنائية لأي مناسبة مهما كان نوعها من / حزن، فرح، مديح ، وصف، فخر، اعتزاز/ وحتى في مجال الروحانيات ولها تسميات مختلفة ترتبط بأدائها وحالة الموءدي العامة مثل / الدلعونا المايلة والنايمة والكرجة/ ولكل منها دبكتها الخاصة بها.

وقال قائد الفرقة الوطنية للموسيقى العربية شارحاً عن خصوصية /الدلعونا/ في التراث السوري انها تغنى من قبل الرجال والنساء ومن مختلف الفئات العمري وفي مختلف المدن والبلدات والقرى السورية حيث لا يوجد مكان محدد للدلعونا فهي موجودة في شتى المناطق من سورية.

وكشف فتح الله أن / الدلعونا/ تعود كنوع غنائي لآلف السنين حيث ذكرتها بعض المراجع أنها تعد من التراث الطقسي البعلي في المعابد العربية الأمورية الآرامية فالسوريون كانوا يغنون الدلعونا في مواسم الحج إلى معبد حدد إله المطر في قلعة حلب ثم انتشرت في جميع المعابد السورية.

3وأضاف فتح الله ان أغنية / دل عونا/ كانت من الطقوس كصلاة استسقاء تنشد أمام باحة الإله حدد وزوجته / عشتار/ في القرى والمعابد وإن المحتفلي ن كانوا يدبكون دبكة طقسية دورانية على صوت الطبل وكان المحتفلون يغمسون أيديهم في جرن من الحناء علامة التطهر والفرح والرضا من الإله حدد.

كما قدمت الفرقة الوطنية في فقراتها الختامية مقطوعة / لونغة حجاز كار/ للموسيقي وانيس وارطنيان عزفها الفنان إياد عثمان جنباً إلى جنب مع أغنية / بكتب اسمك يا بلادي/ من كلمات وألحان إيلي شويري لتختتم الفرقة حفلها الكبير بأغنية السيدة فيروز / شام يا ذا السيف/ من أشعار سعيد عقل وألحان الأخوين الرحباني.

يذكر أن الفرقة الوطنية للموسيقى العربية تأسست منذ تأسيس المعهد العالي للموسيقى في دمشق عام 1990 غير أنه تم إعادة هيكلتها على ما هي عليه اليوم لتتكون من سبعين عازف ومغني عالي الاحتراف يعملون على كل أشكال وقوالب الموسيقا العربية الآلية منها والغنائية.

https://www.youtube.com/watch?v=zKiAr95mjBs

انظر ايضاً

الفرقة الوطنية للموسيقا العربية تحيي إرث الموسيقار عبد الفتاح سكر

دمشق-سانا تقديراً منها للإرث الذي قدمه للأغنية السورية والعربية كرمت دار الأسد للثقافة والفنون ضمن …