الحرارة والأعشاب اليابسة وأعقاب السجائر تشعل عشرات الحرائق في دمشق وريفها

دمشق-سانا

مئات من عناصر الإطفاء والدفاع المدني يكافحون يومياً الحرائق التي تجتاح مساحات الأعشاب الجافة بدمشق وريفها خلال الفترة الماضية مع ارتفاع درجات الحرارة ونجحوا في السيطرة عليها مع تقليل الخسائر المادية إلى أقل درجة ممكنة دون تسجيل أي إصابات بشرية.

جهوزية عالية على مدار الساعة جرى تعزيزها بآليات إضافية لإخماد الحرائق بالسرعة المطلوبة وبشكل آمن وتقديم المساعدة للمدنيين.

قائد سرية مناوبة في فوج إطفاء دمشق العقيد وائل خالد أكد في تصريح لمراسلة سانا أنه مع زيادة الحرائق خلال هذه الفترة تم رفع الجاهزية في فوج إطفاء دمشق بشكل كامل على مدار الساعة وتقديم المؤازرة لفوج إطفاء ريف دمشق وحتى المحافظات الأخرى.

وبين العقيد خالد أن وزارة الإدارة المحلية والبيئة زودت الفوج خلال هذه الفترة بثلاثة صهاريج إطفاء سعة كل واحد منها 14 طن ماء وطن ونصف من مادة الفوم المكثفة عديمة الرائحة ذات الخاصية الفعالة في إخماد الحرائق إضافة إلى سيارة إطفاء سعة خزان الماء ستة آلاف لتر وخزان مادة الفوم خمسة آلاف لتر وهي مزودة بمعدات حديثة ونظام إلكتروني حديث لإخماد الحرائق من خلال جهاز تحكم وكاميرا إذ يمكن لعنصر الإطفاء إخماد الحريق من داخل كبين السيارة دون أن يعرض نفسه للخطر.

ولفت العقيد خالد إلى إخماد 65 حريقاً خلال الأسبوع الماضي امتد بعضها على مساحة 30 دونماً معظمها من الأعشاب الجافة إضافة إلى أراض زراعية جرى التعامل معها وإخمادها “بشكل آمن دون خسائر بشرية”.

ولتفادي المزيد من الحرائق دعا العقيد خالد إلى عدم إشعال النيران في الأعشاب القريبة من أماكن السكن أو المعامل والمنشآت الصناعية وحصادها وتجميعها وترحيلها أو حرقها بإشراف عناصر من الإطفاء والإبلاغ الفوري عن أي حريق على الرقم 113 محذراً من إلقاء أعقاب السجائر وفي حال إشعال النار أثناء النزهات التأكد من إخمادها بالمياه.

ويواجه عناصر الإطفاء صعوبات ومخاطر في إخماد الحرائق سواء كان بسبب اتساع دائرة انتشارها أو بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتغير جهة الرياح حسب آمر زمرة حريق في فوج إطفاء دمشق بسام الحرفوش الذي قال: “تتغير أحياناً جهة الرياح أثناء إخماد الحريق من شرقية إلى غربية تجعلنا فجأة في قلب النار ما يعرضنا إلى خطر الإصابة”.

بسام الذي يخمد حرائق منذ 23 سنة يأمل بأن يكون الناس أكثر حرصاً عند الأقدام على إشعال النيران في الأعشاب التي تلحق أذى كبيراً بالطبيعة وممتلكاتهم.

وفي وحدة إطفاء صحنايا بريف دمشق يعمل أحمد عديلة سائقاً لسيارة إطفاء منذ 25 سنة ويأخذ دور عنصر الإطفاء إذا استدعى الأمر على حد قوله مشيراً إلى أنه شارك في إخماد 25 حريقاً خلال الأسابيع الماضية كان أخطرها في بلدة السبينة ليلاً حيث انفجر أثناء إخماد الحريق لغم من مخلفات التنظيمات الإرهابية.

ويبين عديلة أو كما يلقبونه بالسائق المعتق أو الشيخ أن عمله يتطلب مهارات بالقيادة تضمن سرعة الوصول إلى مكان الحريق خلال دقائق متمنياً أن يتعاون الناس بإفساح الطريق لسيارة الإطفاء.

بعد عشرين عاماً من العمل كرجل إطفاء يلقي نضال مهنا من وحدة إطفاء جرمانا باللوم في سبب معظم الحرائق على من يرمون أعقاب السجائر بلا اكتراث فكل سيجارة تسبب حريقاً خاصة مع كثافة الأعشاب هذا العام وقال: “كل مناوبة هناك أكثر من حريق خاصة هذه الفترة”.

ويشير مهنا إلى خطورة هذه الحرائق كونها تنتشر بشكل سريع وعلى مساحة واسعة ما يعرضنا أحياناً بسبب كثافة الدخان إلى الاختناق لافتاً إلى الحاجة للمزيد من سيارات الإطفاء والعناصر حيث يجري في أغلب الأحيان طلب المؤازرة من فوج إطفاء دمشق.

ويتكامل عمل عناصر الإطفاء مع عناصر الدفاع المدني ويتقاسمون في هذه الفترة إخماد الحرائق.

ويقول العميد آصف حبابة مدير الدفاع المدني بدمشق إنه خلال الأيام العشرين الماضية أخمدوا 11 حريقاً في دمشق ومحيطها عازياً أسبابها إلى أعقاب السجائر والماس الكهربائي وفعل فاعل أحياناً.

ويلفت إلى أن المديرية اتخذت حزمة من التدابير لرفع كفاءة العمل مع زيادة الحرائق من الدوام على مدار الساعة عبر دفعات مناوبة قادرة على تنفيذ ما يطلب إليها وتجهيز الآليات والتحرك بالسرعة المطلوبة لتنفيذ ثلاث مهمات معاً إخماد الحرائق والإنقاذ والإسعاف من خلال الاستجابة للرقم المجاني 109.

وينصح حبابة بالتعامل مع الأعشاب اليابسة والمخلفات والقمامة بعيداً عن استخدام النيران التي تخرج في كثير من الأحيان عن زمام السيطرة محذراً من إلقاء أعقاب السجائر من السيارة على الطرقات.

يوسف زيتون أحد عناصر الدفاع المدني شارك في إخماد خمسة حرائق بأقل من أسبوع كان أصعبها كما يقول حريق في محيط ضاحية الأسد يوم أمس إذ امتد على مساحة عشرين دونما ما استدعى بقاءه في مكان الحريق من الساعة الواحدة ظهراً حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل نتيجة الرياح التي تسببت بانتشار الحريق مبيناً أنهم مدربون على مواجهة كل المصاعب.

قائد فوج إطفاء ريف دمشق العميد محمد الجردي يشير إلى إخماد 271 حريقاً منذ بداية أيار الحالي في أرجاء المحافظة أغلبها في مساحات من الأعشاب الجافة فيما الأضرار التي لحقت بالمحاصيل الزراعية والأشجار كانت “محدودة جداً”.

واتخذت مديرية إطفاء الريف حسب الجردي استعداداتها للقيام بعملها ووفرت لها وزارة الإدارة المحلية والبيئة ثلاث سيارات إطفاء حديثة وزعت على مراكز المحافظة مع تأمين الوقود لها لافتاً إلى الحاجة لزيادة عناصر الإطفاء حيث يجري تعويض نقص العدد برفع كفاءة الموجودين لتنفيذ كل المهام.

ودعا العميد الجردي إلى أخذ كل تدابير الحيطة والحذر بعزل مكان الأعشاب قبل حرقها عن محيطها أولاً خاصة إذا كان في الجوار منزل أو منشأة أو أرض زراعية.

وشهدت الأيام الماضية حرائق يومية بصورة لافتة مردها انتشار الأعشاب الجافة الكثيفة وارتفاع درجات الحرارة وإلى اعتماد المزارعين والأهالي على التخلص من الأعشاب اليابسة بأشكالها.

 شهيدي عجيب

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

حريق في بنغلادش يودي بحياة 43 شخصاً على الأقل

دكا-سانا لقي 43 شخصاً مصرعهم وأصيب العشرات جراء اندلاع حريق هائل في أحد المباني