الري الحديث.. ضرورة ملحة وعوائد اقتصادية عديدة

محافظات-سانا

بات استثمار الموارد المائية بالشكل الأمثل يمثل ضرورة ملحة مع تعاظم الطلب على المياه وازدياد أهميتها يوما بعد يوم وخاصة بقطاع الزراعة الذي يستعد للتحول تدريجيا إلى الري الحديث بمختلف أنواعه ضمن برنامج عمل ممنهج أعادت الحكومة مؤخرا إطلاقه عبر المشروع الوطني للتحول إلى الري الحديث ورصدت لتحقيقه ملياري ليرة سورية بشكل مبدئي قابلة للزيادة إلى جانب اتخاذها عدة إجراءات لدعم المزارعين.

المزارعون يأملون بأن يقدم المشروع الذي كان متوقفا لسنوات تسهيلات عديدة تمكنهم من التحول إلى الري الحديث عبر دعم القروض المقدمة لهم وأن تكون الشبكات التي سيتم اعتمادها ذات جودة عالية حيث أكد المزارع أحمد الجدعان من بلدة تيزين بريف حماة أن تقسيط قيمة الشبكة للمزارعين بنسبة 50 بالمئة دون فوائد يشجع الكثيرين للإقبال على الاقتراض ما يؤدي للتوسع في رقعة الأراضي الزراعية المدرجة في أنظمة الري الحديث.

وحول نسب الدعم المقدمة للقروض أوضح مدير المشروع الوطني للتحول إلى الري الحديث في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس يحيى محمد في تصريح لسانا أنه تم تعديل نسب دعم الشبكات الممولة من الصندوق لتصبح 60 بالمئة من قيمة الشبكة الممولة نقدا على أن يسدد المستفيد 40 بالمئة من قيمتها نقدا بينما يصبح الدعم 50 بالمئة للشبكات الممولة بقرض يقدمه الصندوق ويسدد المستفيد الـ50 بالمئة المتبقية دون فوائد وعلى دفعات سنوية لمدة خمسة سنوات يسبقها سنتان سماح.

عوائد اقتصادية عديدة للمشروع الوطني للتحول إلى الري الحديث يؤكدها محمد أهمها التوفير في استهلاك المياه بنسبة تتراوح ما بين 35 إلى 55 بالمئة مقارنة بطرق الري التقليدية وتوفير استهلاك الطاقة ذات التكلفة العالية كالمازوت والكهرباء اللازمة لضخ المياه لري المحاصيل بطرق الري التقليدية وتخفيض تكاليف الإنتاج ورفع الإنتاجية وتحسين صنف ونوع المنتجات وبالتالي زيادة الدخل السنوي للمزارعين.

المزارع ماجد حامو من قرية عين الزرقاء بريف حمص حصد نتائج إيجابية عبر استخدام شبكة الري بالرذاذ تمثلت بتوفير الجهد والمصاريف وتحسين المحصول وزيادة فعالية وكفاءة الأسمدة التي تم تزويد النباتات بها من خلال مزجها بالمياه ضمن عملية تعرف بالري المسمد مبينا أنه بدأ مشروعه منذ نحو 14 عاما لسقاية نحو 120 دونما مزروعة بالبطاطا والخضراوات المختلفة كالزهرة والقمح والفول والفاصولياء وغيرها.

كل ما يضعه المزارع من تكلفة على شبكات الري الحديث سيعود عليه بالفائدة بعد وقت وجيز حسب المزارع مرتضى الصاج من قرية المباركيه بريف حمص الذي أشار إلى أن الري الحديث يساعد على التحكم بدقة في امتصاص جذور النبات للمياه ويناسب مختلف أنواع الأشجار والخضار داعيا إلى اختيار نوعية جيدة من شبكات الري للحصول على النتائج المطلوبة وضمان استخدامها فترات طويلة.

مدير القروض في المصرف الزراعي التعاوني زيدان سعدات أكد بدوره جهوزية المصرف بكل فروعه لتقديم التمويل وجميع التسهيلات للمزارعين عبر الإقراض ضمن عملية التحول من الري التقليدي إلى الحديث وتأمين مستلزمات الإنتاج لهم بهدف النهوض بالواقع الزراعي وزيادة عدد المشاريع الإنتاجية ولاسيما المتعلقة بالأشجار المثمرة والخضار بالتنسيق والتعاون بين كل الجهات ذات الصلة.

رئيس الرابطة الفلاحية في منطقة الغاب حافظ السالم رأى أن لمشروع الري الحديث فوائد عديدة على المزارع ولابد من تذليل كل العقبات التي تحول دون تطبيقه شكلا ومضمونا بالسرعة التي تلبي الطموح وتحقق الأهداف.

ويرغب المزارع حسن أحمد من بلدة القنجرة بريف اللاذقية بتركيب شبكة ري حديثة في أرضه إلا أن البعد عن مصدر مائي إضافة لارتفاع تكاليف وأسعار المواد البلاستيكية منعه من ذلك في حين اعتبر المزارع فياض شحود العساف من كفربهم بريف حماة أن أبرز المشكلات والتحديات التي كانت تواجه المزارعين الراغبين في اعتماد شبكات الري اختيارهم لشبكات تنتجها شركات ومعامل محددة خارج المحافظة الأمر الذي كان يؤخر توريدها واستلامها ما يتعارض مع مواعيد زراعة محاصيلهم بمواسمها المحددة.

مدير الوحدة الإرشادية الزراعية في قرية جناتا باللاذقية المهندس محمد حسون أشار إلى توسع استخدام شبكات الري في قريتي جناتا والقنجرة حيث باتت تغطي نحو 60 بالمئة من مساحة الأراضي الزراعية لكن تراجع استخدامها خلال الأزمة جاء بسبب ارتفاع التكاليف وقدم واهتراء الشبكات ما اضطر المزارعين للعودة الى الري التقليدي لعدم قدرتهم على شراء مستلزمات الري الحديث.

المزارع عدنان العبدة من بلدة القنجرة لفت إلى أنه أقدم على التحول للري الحديث كونه أمرا إيجابيا يسهم في ترشيد استهلاك المياه متحدثا عن عقبات تمنع بعض المزارعين من تركيب شبكات الري الحديث كعدم وجود ضغط كاف لضخ المياه والاعتماد على مصدر واحد.

وساعدت شبكات الري الحديث المهندس معروف خدام في التحكم بكميات المياه المضافة للأشجار وتزويدها بحاجتها من المركبات السمادية بشكل نظامي ومتوازن مشيرا إلى صعوبات تواجه المزارعين تمنعهم من تركيب الشبكات مثل عدم توافر بنية تحتية لتركيبها في ظل غياب مصدر دائم لمياه الري وضخ المياه في فترات متباعدة ما يؤثر سلبا على الإنتاجية.

وتستخدم شبكات الري الحديث على نطاق واسع في قرية عين اللبن بريف اللاذقية لقربها من سد 16 تشرين والقنوات المائية التي تمتد على أطراف الأراضي الزراعية حسب مختار القرية نزار درويش مؤكدا أنه أمر يساهم بتوفير الضغط الكافي لتدفق المياه بالقوة المطلوبة واتساع رقعة الأراضي المزروعة بالخضراوات والتبغ وبساتين الحمضيات.

ويتوقع مدير المشروع الوطني للتحول إلى الري الحديث أن يؤدي تطبيق المشروع على كامل المساحة المروية في سورية والبالغة 2ر1مليون هكتار إلى توفير ما بين 8ر2 إلى 4 مليارات متر مكعب من المياه سنويا.

وقررت اللجنة العليا للتحول إلى الري الحديث مؤخرا تقديم جميع التسهيلات اللازمة والقروض لإعادة تأهيل المعامل والمنشآت الخاصة بإنتاج مستلزمات الري الحديث وتكليف وزارتي الزراعة والإصلاح الزراعي والمالية دراسة مشروع لإعفاء المزارعين المتعثرين عن تسديد القروض القديمة الخاصة بالتحول إلى الري الحديث من الفوائد والغرامات بما يمكنهم من الحصول على قروض جديدة.

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

وزارة الزراعة: 1800 هكتار خطة التحول إلى الري الحديث و2000 هكتار للتشجير المثمر

دمشق-سانا حدد صندوق تمويل المشروع الوطني للتحول إلى الري الحديث في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي