الشريط الإخباري

«جنون» ترامب و«فلتان» نتنياهو .. ترويج مدروس! – صحيفة الثورة

من يعتقد أن قرارات ترامب المختلفة، وآخرها قراره منح السيادة الإسرائيلية المزعومة على الجولان المحتل، هي قرارات عدوانية وتحمل في طياتها مدى قربه من دوائر الصهيونية فإن اعتقاده في محله، أما من يذهب للترويج بأن الرجل مجنون وأهوج وغبي فهو واهم.

دليلنا أن ماكينة الدعاية الأميركية هي التي روجت منذ أن بدأ ترامب يصدر قراراته العدوانية ضد دول مختلفة بأنه يعاني من التخلف العقلي، وسوقوا أن حالة الخلط عنده في الكلمات والحقائق قد تكون دليلاً على بداية خرفه وتدهور قدراته المعرفية، وهذا يعني أن من يروج لجنونه يكرر كالببغاء ما يروج له هؤلاء، ومعهم مافيا الحكومة العميقة في أميركا.

أيضاً فإن استخبارات أميركا وإعلامها روجا جيداً أن ترامب بعيد كل البعد عن فهم حقيقة ما يجري في منطقتنا والعالم، مع أن كل الممارسات الأميركية العدوانية في عهده تؤكد أن من يخطط لسياساته يدرك جيداً حقيقة ما يجري، لأنهم صنعوا ما جرى من أزمات، وأسسوا التنظيمات المتطرفة لتنفيذها، وصبوا الزيت على نارها، ويوظفون جميعاً، وبمعيته، هذا الذي يجري لخدمة مصالحهم.

فيا سادة منذ يوم ترامب الأول في البيت الأبيض صوروه بالأهوج والمجنون، وسوقوه بالغبي والتافه، كي يبتلع المغفلون كل سيناريوهات الثيران الهائجة اللاحقة التي تخطط لها دوائر السي آي إيه في العالم، وتناغمت مراكز البحوث الأميركية ونتائج استطلاعات الرأي مع هكذا حملة كي يبتلع الجميع الطعم.

لننظر إلى كل قضايانا المطروحة الآن، ولندقق، فالعدوان على المنطقة وشعوبها من قبل أميركا وكيانها الإسرائيلي العنصري أثناء انتخاباتهما سياسة ممنهجة، اعتادا عليها منذ عقود، وليست نتاج رئيس أهوج كما يروجون، فكلهم يبدؤون بكسب رضا مجموعات الضغط الصهيونية وينتهون بعدوان أو قرار ضدنا، وها هو ترامب يصدر قرار السيادة المزعوم ويوغل نتنياهو في سياسات التطرف والعدوان ضد غزة، والاستيطان في الضفة، والتنكر للحقوق العربية المسروقة، قبيل انتخابات الكنيست.

ها هما يستمران باستثمار الحرب المزعومة على داعش ليحققا أجنداتهما في سورية بأيّ طريقة، فيعيدان إنتاج مسرحية الكيماوي على أيدي إرهابيي (الخوذ البيضاء) علها تنقذ مخططاتهم المتهاوية بفضل صمود السوريين، من خلال المتاجرة بورقة الأسلحة المحرمة في أروقة المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية والسياسية واتهام الدولة السورية بالقيام بها.

برأيي كل ما يجري من تسويق لجنون الأول وفلتان الثاني سببه أن مراكز القرار واللوبي الصهيوني يريدان لمنطقتنا حفلات تسونامي وزلازل أبعد مما حدث أيام بوش، وأخطر من حروب الخليج الثلاثة، وأربح من ثلاثة تريليونات دولار جنتها أميركا من حربها المزعومة على القاعدة وطالبان وداعش، وكان لابد أن يكون ترامب مجنوناً ونتنياهو منفلتاً من عقاله ليكونا (لبيسين) للقصة المسبقة الصنع، وما يجري من (حلْبْ) بقرة الخليج إلى (حرب) حمارة داعش مروراً بـ(صفعة) القرن على وجه العرب خير شاهد.

بقلم: أحمد حمادة