الشريط الإخباري

أم الشهيد.. الأكثر فخرا بالنصر وعودة الأمان

درعا-سانا

خلال سبع سنوات من انتشار التنظيمات الإرهابية في مناطق واسعة من محافظة درعا عانت أم الشهيد رولا الحسين وأسرتها من الإرهاب إلا أنها صممت على التحدي مستلهمة حب الوطن الذي أعطته فلذة كبدها شهيدا لتعيش اليوم فرحة الانتصار على الإرهاب.

قبل أيام من عيد الأم التقت كاميرا سانا أم الشهيد في أحد شوارع درعا الرئيسية كانت تجلس أمام أحد المطاعم تزين صدرها قلادة وضعت فيها صورة ابنها أدهم مبينة أنها جاءت إلى المدينة من بلدة ازرع بالريف الشمالي للمحافظة لمراجعة مكتب شؤون الشهداء.

رفضت أم أدهم 55 عاما الاستسلام وفضلت مواجهة التحديات بعدما فقدت ابنها البكر وتقول لمراسلة سانا: “كان عمره 23 عاما وهو في الطريق إلى قطعته العسكرية في حمص إرهابيون قنصوه قرب مدينة الرستن”.

الإرهاب الذي أدمى مناطق عدة من البلاد منذ الـ 15 من آذار 2011 خلف شهداء وجرحى في جميع مناطق سورية وتوضح أم أدهم أنها “لم تستطع البكاء على ابنها لأنها قبل استشهاده بكت كثيرا على الوطن وأبنائه”.

وتقول أم أدهم: “صحيح أن بلدة ازرع ظلت بمنأى عن الإرهاب لكن كانت هناك مجموعات متوارية عن الأنظار بعد ثلاثة أيام من تشييع ابني حاولت نبش قبره وكتبت على شاهدته ارحلوا من ازرع كما أرسلت تهديدا لوالده في الكويت أخرج عائلتك من ازرع أو نقتل ابنك الثاني”.

بصلابة نادرة تتحدث أم أدهم كيف اتصلت بالجيش ونقلوا جثمان ابنها ليدفن في مقبرة الشهداء في نجها بريف دمشق دون أن تغادر ازرع موضحة “بقيت في البلدة أهتم بتربية أولادي الثلاثة وإكمال دراستهم رغم أن التهديدات وصلت هاتفي الخلوي وكان الإرهابيون يتبجحون بتصفية ابني لكن ذلك لم يهزني ووضعت العلم السوري على شرفة منزلي في رسالة تحد لمن كانوا يهددونني”.

تلتفت أم أدهم إلى جلبة الشارع وحركة الناس وهي تتحدث لمراسلة سانا عشرات الأشخاص جاؤوا من الريف قائلة “المشهد تغير كليا حتى من كان يعارض ويحمل السلاح عاد إلى كنف الدولة.. نحن أقوياء تحدينا دولا عظمى ولن ينالوا من سورية مهما فعلوا”.

خلاص درعا من الإرهاب كان مبعث فرحة كبيرة وفخر لأم أدهم وهي ترى المدينة تعود لحيويتها والأمن يزهر في شوارعها كما في ريفها لتتابع “سعيدة وأرفع رأسي لأننا انتصرنا” مضيفة مع ابتسامة “فرحة أسر الشهداء مضاعفة بالانتصار دم أبنائنا لم يذهب هدرا.. يكفي أننا عندما نمشي بالطريق نشعر أنها أرضنا الممزوجة بدم أولادنا وانتصار جيشنا هو الشيء الذي يعزينا”.

حال أم أدهم هو حال مئات الأمهات في درعا وعشرات آلاف الأمهات في سورية فرغم الحزن على فقدان الأحبة إلا أن نشوة النصر على الإرهاب وعودة الأمان لمعظم المناطق حولت الحزن إلى فرح وفي مشهد معبر تغادر أم الشهيد كرسيها عائدة إلى ازرع برفقة ابنتها وتودع الكاميرا بالقول: “أرى درعا قوية وسورية قوية ومستقبلا ستكون أحسن من قبل ..الأمر واضح من البسمة على وجوه الناس”.

شهيدي عجيب

انظر ايضاً

أم الشهيد…أيقونة الصبر وجمال العطاء وإليها يعود المجد

درعا-سانا في بلادي أمهات الشهداء يزغردن في مراسم تشييع أبنائهن ويسلمن برغبتهن في السير على …