الشريط الإخباري

ريف درعا المطهر من الإرهاب يعيش ربيع الانتصار- فيديو

درعا-سانا

القرى والبلدات الوادعة في سهل حوران ملونة بألوان الحياة .. أينما جال نظرك يطالعك بستان هنا وسهل أخضر هناك .. الفلاحون منتشرون منذ الصباح في أراضيهم الخصبة يحرثونها ويستصلحون ما بار منها خلال سنوات الحرب .. وهم يقدمون اليوم أنموذجا في قوة الإرادة والإقبال على الحياة والانطلاق من جديد.

أهل درعا الذين شكلوا صمام أمان طيلة عقود في وجه العدو الإسرائيلي يجمعون أن من حملوا السلاح ضد الوطن هم في الدرك الأسفل من السلم الاجتماعي ومن المطلوبين للقضاء بجنح وجرائم موصوفة فكانوا لقمة سائغة بيد مشغليهم لتدمير مقدرات الوطن بشكل ممنهج بالتوازي مع القتل والتقتيل بحق أبنائه بعد أن طفحت جيوبهم بملايين الدولارات المغمسة بدماء الأبرياء.

المهندس بدر الشرع يعود بذاكرته إلى ما قبل الأزمة حيث “كانت بلدة الغارية الشرقية تتمتع كما الوطن بالأمن والأمان الذي لا يقدر بثمن والأهالي يتنافسون بين بعضهم البعض بتعليم أولادهم حيث كانت نسبة التعليم مرتفعة في البلدة والكثير من أبنائها تخصصوا بفروع علمية كالهندسة والطب وغيرها” واليوم بعد تطهير المحافظة من رجس الإرهاب “فإن الواقع التعليمي جيد جداً في البلدة التي تزدهر وتنهض من جديد بفضل تضحيات الشهداء الأبرار والمصالحات المحلية التي كان للعقلاء فيها الدور الكبير في إعادة من ضل الطريق إلى جادة الصواب”.

ويبين الشرع أن “القلة القليلة من أبناء البلدة اتبعوا طريقاً ظلامياً وانخرطوا في مؤامرة ممنهجة استطاعت أن تغرر بهم وهذا ليس بالمستغرب فهم من ضعاف النفوس ولا انتماء وطنيا لديهم وحملوا السلاح ضد الوطن” مشيراً إلى المعاناة التي عاشوها حيث “شارك الإرهابيون المواطن بلقمة عيشه غصباً وضيقوا الخناق ونشروا الرعب في المنطقة وبعد دخول الجيش عادت الحياة من جديد والعافية تأتي بالتدريج حسب الإمكانيات المتاحة ونحن نعيش اليوم واقعا ينعم بالأمن والأمان منذ طرد الإرهابيين من المنطقة” .

وهما يمرحان ويلعبان بالقرب من بستان زيتون على أطراف بلدتهم من دون خوف أو توجس من اعتداء أو مضايقة من أحد المرتزقة الإرهابيين قال الطفل محمود زين المحمود الذي عاد مع ذويه من الخارج بعد عودة الأمان: “أريد أن أكمل دراستي في المدرسة والبقاء في سورية ولن أغادرها مجدداً” في حين يصر قريبه عبد الله النصار المحمود على التكلم أمام الكاميرا ويعبر بكلمات تنضح بالصدق عن محبته لوطنه وبلدته ومدرسته التي يريد إكمال تعليمه فيها.

وخلال تجوالنا في البلدة زرنا منزل عمر بركات الزعبي أحد وجهاء الريف الشرقي وبالكرم المعتاد وحسن الاستقبال كانت لنا محطة في داره وبالحفاوة التي تميز أبناء حوران وبتأثر باد على وجه رجل خبر الحياة وبعد سنوات عاشها في الخارج بعد بدء الأحداث في سورية يقول: “عندما عدت إلى بلدتي الغارية الشرقية ودخلت منزلي عادت لي الروح وحسبت أنني لم أغادر وطني أبداً “مؤكداً أن ما حصل في مدينة درعا أولاً وما تبعه من أحداث لم يأت عفو الخاطر بل كان مخططاً له من قبل جهات وقوى خارجية للاعتداء على بلدنا الرائع والقوي والحمد لله وصلنا إلى الأمن والأمان الذي نحن عليه بفضل الله اولا وقائدنا الرئيس بشار الأسد ثانيا وأدعو الجميع إلى العودة لحضن الوطن فالوطن غال.

المواطن جميل إبراهيم الرفاعي من أهالي البلدة يلفت إلى أن ما حصل كان مخططاً له منذ البداية لتدمير المنطقة وإعادة رسم خريطتها بما يتناسب والشكل الحديث للسلوك الاستعماري الإمبريالي الصهيو أمريكي وكانت البداية تدمير العراق ومن ثم بقية الدول تباعا تحت مسمى (الربيع العربي) الذي لم يجلب للعرب وبلدانهم غير الدمار والدماء وهدفه الرئيس القضاء على أي بادرة باتجاه التلاحم العربي ضد كيان العدو الإسرائيلي وأمريكا والقوى الرجعية .

ويبين الرفاعي أن بعض الذين خرجوا في مدينة درعا وغيرها “كانت لهم مطالب وحققتها الدولة وزادت على ذلك كثيرا لكن أكثرهم كان مدفوعاً من دول وأنظمة أجنبية وإقليمية وتم تقديم الدعم المالي وغيره لزعزعة الاستقرار وضرب الوطن العربي وخاصة سورية لأنه لم يرق لأعداء الوطن قوة الشعب السوري واعتماده على ذاته وحالة الاكتفاء والتطور والأمان التي عاشتها سورية لذلك بدؤوا بالعدوان عليه”.

ويضيف الرفاعي: “سنعمل جميعا لاستكمال عودة الحياة الجميلة إلى سورية ونتمنى أن يتم تطوير القوانين والمعاملات الإدارية والخدمات في الدوائر الحكومية” متمنياً “على جميع الموظفين ورؤساء البلديات وغيرهم أن يكونوا عوناً للمواطنين لقضاء أمورهم الخدمية وتقديمها بشكل ميسر وسهل وأن نكون يداً واحدة لتخطي هذه الأزمة في ظل نعمة الأمن التي نعيشها باتجاه تحقيق خطوة أهم وهي إعادة الإعمار وإزالة السلبيات وتطوير الإيجابيات وهي كثيرة”.

وفي ظل ظروف قاسية عاش الجميع وسلاح الإرهاب وبطشه مسلط على رقابهم وأرزاقهم ومحاصيلهم وكانت الطامة الكبرى هي وقف العملية التعليمية والتأثير أحيانا في مجرياتها وفرض مناهج غريبة عن تاريخنا وتطلعنا لبناء دولة متقدمة وهذا ما يؤكده مختار البلدة موسى القادري ويضيف: ” لن يغيب عن ذاكرتي أبدا أن الإرهابيين اقتحموا إحدى مدارس البلدة مدججين بالأسلحة وروعوا الطلاب واعتدوا على الكادر التدريسي والإداري فكان خوف التلاميذ لا يوصف إضافة إلى أنهم كانوا يقتلون كل من يقف بطريقهم ويعترض على تصرفاتهم” معبراً عن قناعته الكاملة بأن “ما حدث كان مخططاً له بشكل مسبق بانتظار اللحظة المناسبة للإنقضاض على البلد من خلال مهاجمة نقاط الجيش والمدن والبلدات وتدمير بناها التحتية والمؤسسات الخدمية”.

رئيس مجلس البلدة نضال الرفاعي الذي رافقنا في جولتنا رسخت الأحداث رؤيته وأكدت قناعته حول ما أبتليت به سورية قبل ثماني سنوات مؤكداً أن “تلك الأحداث كانت مفتعلة ومسبقة التدبير من قبل أمريكا ومن يدور في فلكها حيث استغلوا في البدايات ضعاف النفوس لحمل السلاح ضد مواطنيهم وبلدهم لكن بعد قدوم الجيش وطرد الإرهابيين عادت الأيام تعج بالخير والبركة وعادت نسبة كبيرة من المهجرين بفضل جهود القيادة الحكيمة والصابرة ومسيرة المصالحات المحلية واليوم نسعى جميعا لإعادة إعمار البلد “لافتاً إلى أن أهل البلدة كغيرهم من المواطنين السوريين الذين هجروا بفعل الإرهاب وبعد عودتهم تأكدوا وثبتت قناعاتهم بأن المرجع والحضن الدافئ هو سورية وأن الحياة التي عشناها قبل الأزمة غير موجودة في أي دولة مهما علا شأنها وهم مصرون على إعادتها أفضل مما كانت”.

عدنان الأخرس


تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب:

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم 0940777186 بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

في شهر رمضان.. (المقطعة) سيدة الأكلات الشعبية بدرعا

درعا-سانا تتعدد أنواع المأكولات التراثية على المائدة الحورانية في الشهر المبارك ولا سيما مأكولات البياض، …