S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
لندن-سانا
قال الكاتب البريطاني جوناثان اوين أن عائلات الضحايا العراقيين الذين تعرضوا لممارسات وحشية وانتهاكات جسيمة ارتكبها بحقهم الجنود البريطانيون خلال فترة الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق قد ينتظرون عقوداً طويلة من الزمن قبل أن يشهدوا تحقيق العدالة وإنصاف أقاربهم وأولادهم الذين قضوا تحت التعذيب أو قتلوا بشكل مباشر على يد القوات البريطانية.
وفي إشارة واضحة إلى فشل التحقيقات التي تزعم الحكومة البريطانية اجراءها بشأن ارتكاب قواتها انتهاكات خطيرة ترقى إلى مستوى جرائم حرب أوضح اوين في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية أن فريق الادعاءات التاريخية العراقية الذي يتابع 140 حالة منفصلة حول انتهاكات ارتكبها عسكريون بريطانيون خلال فترة الاحتلال الامريكي للعراق لم يحقق أي نتيجة حتى الآن منذ إنشائه من قبل وزارة الدفاع البريطانية عام 2010 وهو يعاني منذ سنوات عدة من نقص في عدد الموظفين كما أنه متأخر جداً في الأعمال والتحقيقات التي كان عليه اجراوءها.
ولفت اوين إلى أن عائلات العراقيين الذين تقدموا بدعاوى قضائية ضد القوات البريطانية على أمل أن تتحقق العدالة في يوم من الأيام وتجري محاسبة الجنود والمسؤولين البريطانيين الذين قاموا بقتل وتعذيب أولادهم وأقاربهم يمكن أن ينتظروا سنوات طويلة قبل أن يتمكن فريق الادعاءات التاريخية العراقية من إكمال تحقيقاته.
وأشار اوين إلى أنه وبالاستناد إلى وثائق اطلع عليها فإن فريق التحقيق المذكور قد يستغرق ما يقرب من 50 عاماً لاستكمال عمله على جميع القضايا المتعلقة بانتهاكات القوات البريطانية في العراق.
ولفت اوين إلى أن هذا الفريق ومنذ انشائه تمكن فقط من إكمال أربعة تحقيقات في قضايا قتل غير مشروع وأربع قضايا تتعلق بسوء المعاملة وعلى هذا المعدل فإن الأمر سيستغرق نحو 47 عاماً للتحقيق في جميع القضايا.
ورفعت ضد القوات البريطانية عدة دعاوى بسبب قتل مدنيين عراقيين وقيامها بالتعذيب والاعتداءات الجنسية والجسدية بحق المعتقلين العراقيين.
