الشريط الإخباري

أردوغان في مواجهة مع الداخل

«عليكم ألا تتحدثوا عن الغلاء» بهذه العبارة وبّخ رئيس النظام التركي مؤيدي حزبه «العدالة والتنمية» خلال حديثه أمام أحد التجمعات الشعبية التركية، وهي عبارة تختصر الكثير من العقلية السياسية التي يتعامل بها نظام أردوغان مع شعبه، تلك السياسة التي بدأت بالانفضاح أمام الرأي العام التركي عموماً ومؤيدي حزبه خصوصاً.

أردوغان ادّعى بوجود «متآمرين» في الداخل والخارج على نظام حكمه وعلى الشعب التركي يقفون وراء الأزمة الاقتصادية التي بدأت تداعياتها تتضح في الشارع التركي بشكل جليّ مع انتشار صور طوابير الناس أمام منافذ بيع المواد الأساسية بسبب ارتفاع أسعارها في السوق التركية إلى حدٍ كبيرٍ, بينما بدأ الشعب التركي يعي أن ادعاءات أردوغان آنفة الذكر منفيةٌ جملةً وتفصيلاً وأن أحد أبرز أسباب ما يعانيه هذا الشعب اقتصادياً في الوقت الحالي هو سياسات أردوغان الداخلية والخارجية.

دلائل شتى تكشف مدى زيف ادعاءات أردوغان, ففي الوقت الذي يتّبع فيه سياسة التقشف بوجه شعبه بعد التضخم الذي أصاب الليرة التركية, يمارس على الجانب الآخر سياسة البذخ على مخصصات قصوره الرئاسية في استغلالٍ لموارد الدولة التركية, الأمر الذي فضحته صحيفة «زمان» التركية مراتٍ عدة من خلال رصد ميزانية البلاد, إضافة إلى بذخه على مؤسسة الرئاسة التي يقودها, ناهيك عن دعمه الإرهاب في سورية خصوصاً والمنطقة عموماً.

أردوغان الذي استثمر بالإرهاب في سورية والمنطقة استثمر أيضاً في قضية اللاجئين والمهجرين السوريين في تركيا وحاول استغلال هذه القضية ودفعها بوجه أوروبا حين صرخ بأن على أوروبا أن تدفع المال مقابل منع المهجرين السوريين من الوصول إلى القارة العجوز.

واليوم يجد رئيس النظام التركي نفسه أمام شعبه وجهاً لوجه للمرة الأولى منذ تسلمه سدة السلطة في تركيا ليجد أن حزبه أصبح في وضعٍ حرجٍ وخصوصاً مع اقتراب الانتخابات المحلية في البلاد, حيث بدأت استطلاعات الرأي تحذر من تآكل شعبية هذا الحزب الذي فضح أمام الرأي العام التركي بأنه حزب «إخونجي» يقدّم مصالح تنظيم «الإخوان المسلمين» الإرهابي على حساب مصالح الدولة والشعب التركي العليا.

بقلم: أديب رضوان

 

انظر ايضاً

لعبة أمريكية مكشوفة

تجتر الولايات المتحدة الأمريكية مجدداً إجراءاتها القسرية أحادية الجانب ضد سورية وبعض الشركات الخارجية التي …