الشريط الإخباري

برلمان الأطفال بدرعا… تجربة في عامها الثالث

درعا-سانا

يقف عمر ذو الإثني عشر عاما بكل جرأة أمام حشد كبير من رفاقه ومسؤولين حكوميين ليسأل مدير عام كهرباء درعا حول واقع الكهرباء في المحافظة ومتى وكيف تحل مشاكل الانقطاع المتكرر ويطلب توضيح أسباب ارتفاع قيم فواتير الكهرباء.

وفي نفس الجلسة تطالب يارا أسعد زميلة عمر في برلمان الأطفال مديرية التربية بإعادة تفعيل الصفحات الطليعية على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف التعرف على نشاطات الوحدات و تشير أسيل عودة إلى ضرورة تعيين مدرسين من خريجي معلم صف بدل المعلمين الوكلاء أما فرح ابو عرة ذات الأحد عشر عاما فتطالب وزارة التربية بتزويد المدارس بدليل المعلم حتى يتمكن المعلمون من التحضير الجيد للمنهاج الحديث.

هذه عينة من أطفال درعا الذين قدموا مطالبهم للمسؤولين عن كل القطاعات الخدمية في المحافظة مطالبين بالإسراع في ترميم وصيانة الطرقات وإنهاء الازدحام على المخابز و ترميم المدارس وزراعة باحاتها بالأشجار المثمرة وإعادة ترميم معسكر زيزون للطلائع و توفير مياه الشرب للبلدات والقرى التي تعاني شحا في المياه .

كل ذلك وعبر منبرهم “برلمان الاطفال” الذي جمع أكثر من مئتي طفل و طفلة من تلاميذ التعليم الأساسي مرحلة أولى من مدارس مدينة درعا أطلق الأطفال العنان لتساؤلاتهم المتعددة المرتبطة بالعملية التربوية و القضايا التي تهمهم كأطفال و الواقع الخدمي لدرعا .

برلمان الأطفال في درعا تجربة بدأت عام 2016 تنطلق في البداية عبر انتخابات ضمن الوحدات الطليعية و المناطق بحيث يتم انتخاب ممثلين عن كل وحدة للأطفال من سن عشر سنوات حتى سن 12 سنة.

نضال النصر الله رئيس مكتب الثقافة و الريادة و المشرف على برلمان الأطفال في فرع درعا لطلائع البعث قال إن هذه التجربة أسهمت كثيرا في تعزيز الحوار لدى الأطفال والتركيز على صقل شخصياتهم لافتا إلى أن تركيبة برلمان الأطفال في مدينة درعا تتألف من 200 طفل و طفلة مناصفة بين الذكور و الإناث حيث بلغ عدد المدارس التي شاركت في انتخابات البرلمان 17 مدرسة ومشيرا إلى أن هناك طموحا بتوسيع قاعدته لتشمل مدارس مناطق ازرع و الصنمين و بصرى و نوى.

ولفت مشرف برلمان الأطفال في درعا إلى أنه سبق الانتخابات دعاية انتخابية مكثفة قام بها الأطفال المرشحون للبرلمان وشارك بها أهالي الأطفال تضمنت حملات على صفحات مواقع التواصل ولافتات في المدارس تتحدث عن البرامج الانتخابية لكل طفل منوها بأن الجميع أخد فكرة إنشاء البرلمان على محمل الجد وهو يعكس مدى الوعي بين الأطفال والمجتمع المحلي لدور هذه التجربة في صقل الأطفال.

وبين النصر الله أن الانتخابات تجري بشكل سنوي ويتم انتخاب برلمان جديد كل سنة موضحا أن هذه التجربة أتاحت الفرصة أمام الأطفال لحل كثير من المشاكل التي تتعلق بهم كتلاميذ و بالواقع الخدمي حيث لمسنا تجاوبا من المستويات الأعلى لمطالبهم .

ويحضر في كل جلسة مديرو الدوائر الخدمية للرد على تساؤلات الأطفال والبعض يطرح فكرة طموحة لعقد برلمان أطفال سورية من كل المحافظات السورية تحت قبة مجلس الشعب السوري و بحضور أعضاء الحكومة.