الشريط الإخباري

إنتاج الحرير في الساحل السوري.. مهنة عريقة تعود تدريجياً

اللاذقية-سانا

صناعة وإنتاج الحرير الطبيعي في سورية مهنة موروثة طرأت عليها تغيرات أدت لتراجعها مع ظهور الحرير الصناعي الذي غزا الأسواق وأصبح منافسا قويا للحرير الطبيعي فضلا عن القطع الجائر لأشجار التوت التي تعد مصدر الغذاء الرئيسي لليرقة ولا سيما في الساحل السوري.

وأمام هذه التغيرات أطلقت الحكومة السورية في العام 2017 مشروعا تنمويا للحفاظ على هذه المهنة التقليدية العريقة وعملت على توسيع رقعة المساحة المزروعة بأشجار التوت وزيادة الدعم المادي لتبلغ 2000 ليرة سورية لكل كيلو شرانق سيتم تطبيقه على مدار خمسة أعوام بعد أن كان 300 ليرة سورية للكيلو الواحد وشكلت اللاذقية نقطة الانطلاق لهذا المشروع التنموي.

وحول بدايات المشروع قال المهندس ريان معلا رئيس شعبة النحل والحرير في مديرية الزراعة باللاذقية لمراسلة سانا: “تمكنا من جمع 35 علبة بيوض حتى نهاية 2016 عن طريق مربيي الحرير وفنيي المشروع في مركز وادي قنديل تحتوي كل علبة على 20 ألف بيضة وتم إعداد غرفة خاصة لتوفير ظروف مثالية لإنجاح عملية التفقيس التي تستغرق من 10 إلى 15 يوماً”.

وأضاف معلا أن تربية دودة الحرير من المشاريع المجدية اقتصادياً إذ يتم توزيع البيوض مجاناً ولا يتحمل المزارع أي تكاليف إضافية وكل ما هو مطلوب منه قطف أوراق التوت التي تحتاجها اليرقات موضحا أن كل علبة بيوض تحتاج تقريبا من 500 إلى 600 كغ من أوراق التوت خلال دورة حياتها ومساحة تصل إلى 20 مترا مربعا.

وأشار معلا إلى أن الجمعية تتولى مهمة إرشاد المزارعين حول كيفية العناية بدودة الحرير والبقاء على اتصال لمتابعة عمل المزارع وتقديم الاستشارات عن طريق الهاتف أو الزيارات الميدانية اذا اقتضت الحاجة وصولاً إلى مرحلة الشرنقة وتحتاج 3 الى 4 أيام حتى تنضج وتتم عملية القطف كما تمت إقامة دورة تدريبية بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية حول كيفية حل الشرانق وإنتاج خيوط الحرير وتصميم 6 دواليب خشبية خاصة لحل الشرانق بالاعتماد على الدولاب الأثري الموجود في دير ماما.

وفي الآونة الأخيرة تعاقدت وزارة الزراعة لاستيراد جهاز حل آلي تم تركيبه في مستودع بالهنادي وقام فريق من الخبراء الصينيين بتدريب المهندسين على عمليات التشغيل والحل.

ويعزو المهندس معلا الأمراض التي تتعرض لها دودة الحرير إلى إهمال المربي بالدرجة الأولى حيث ينبغي أن يحافظ عليها مفرودة عن بعضها بعيدة عن الهواء والماء لأن الكثافة والتلامس يتسببان بأمراض فطرية بما أن جلدها رقيق جداً تؤدي إلى تلف الإنتاج بأكمله لافتا إلى تخصيص ارض بمساحة 10 دونمات في مشتل الهنادي لزراعة 5000 غرسة توت خلال عام 2018 وهناك 5 دونمات في وادي قنديل مزروعة مسبقا وهي كافية لتربية علبة بيوض واحدة.

وينوه معلا بأن هذه المشاريع توفر آلاف فرص العمل بمردودية عالية حيث تقتصر متطلبات تأسيس مشروع تربية دودة الحرير على 8 إلى 10 شجرات توت كبيرة وغرفة دائمة مجهزة بطريقة مناسبة وعلبة بيوض واحدة ويمكن لمن يمتهن هذه الحرفة ويتمتع بالخبرة والقدرة على المتابعة إنتاج موسم كل شهرين ونصف.

يذكر أن هناك نوعين للحرير أبيض واصفر حسب السلالة وفي سورية السلالة الصفراء انقرضت كما يعد الحرير الطبيعي أساس صناعة أقمشة البروكار والدامسكو والأغباني التي اشتهرت بها سورية عبر التاريخ.

رشا رسلان