الشريط الإخباري

سوتشي والنهايات المحتومة- صحيفة تشرين

قمة سوتشي التي عقدت مؤخراً جددت ثوابت الحل النهائي للأزمة في سورية بالالتزام بوحدة البلاد وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها ومواصلة مكافحة الإرهاب فيها.

عناوين تطلقها الدول الضامة لعملية أستانا (روسيا وإيران وتركيا) في كل اجتماع عادي أو قمة لها لكن ما يميز الأخيرة التي ضمت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني إضافة لرئيس النظام التركي رجب أردوغان أنها جاءت بعد متغيرات مهمة على الساحة السورية منها الإعلان الأمريكي عن الانسحاب من سورية وعزم أردوغان على إقامة «منطقة عازلة» وتراجعه إلى إمكانية -استخدامه اتفاق أضنة لحماية حدود تركيا كما يدعي-.

بيان القمة أكد رفض أي وقائع جديدة على الأرض بذريعة مكافحة الإرهاب والمقصود هو رفض إقامة أي «منطقة عازلة» يحاول أردوغان الترويج لها أو حتى إمكانية دعمه للإرهابيين الذين يتبناهم في إدلب.

سيادة سورية وسلامة أراضيها التي أكد عليها الرؤساء الثلاثة تعني أن «المنطقة العازلة» أصبحت من الماضي وأن الوضع الحالي في إدلب غير مقبول ولايمكن لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي أن يسرح ويمرح في ربوع المحافظة، وأن الحسم ضده سيتم بأسرع وقت ممكن.. وباعتبار تركيا هي الضامن للمجموعات الإرهابية فهذا يعني إقراراً علنياً من رئيس النظام التركي بفشله في احتواء تلك التنظيمات الإرهابية، وأنه لابد في النهاية من أن تكون إدلب في عهدة الجيش العربي السوري صاحب كلمة الفصل في أي شأن يكون فيه الوطن في خطر، وهذا ما أوضحه البيان بالإشارة إلى عزم الدول الثلاث على التعاون من أجل القضاء النهائي على تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» ومن يرتبط بـ«القاعدة» أو «داعش» والمجموعات الإرهابية الأخرى المدرجة على قائمة مجلس الأمن للكيانات الإرهابية.

إيران استبقت القمة بإعلان ضرورة حل المشكلات المفتعلة على الحدود بين سورية وتركيا وذلك بضرورة بسط سيادة الدولة السورية على جميع الأراضي السورية ونشر الجيش العربي السوري على الحدود وهذا الحل العقلاني نادت به كذلك روسيا أكثر من مرة في رسائل ضمنية إلى أردوغان، الذي سيحاول كما هي العادة الالتفاف على نتائج القمة وتفريغها من مضامينها وسيقوم بحملة تسويف ودفع الأمور إلى القمة المقبلة أوائل نيسان المقبل الأمر الذي لن تقبله روسيا وإيران وسورية ولابد من حسم الأمور وضرب الإرهاب في أوكاره قبل نقله بوساطة أمريكية إلى مكان آخر من العالم.

بقلم… جمال ظريفة

انظر ايضاً

الرئاسة الفلسطينية تدين استخدام الولايات المتحدة “الفيتو” لمنع حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة