الشريط الإخباري

علي السرميني فنان رسم على حطام طيران العدو الإسرائيلي ملاحم النصر

دمشق-سانا

على حطام طائرات العدو الإسرائيلي (الفانتوم) التي أسقطتها الدفاعات الجوية السورية في حرب تشرين التحريرية عام 1973 رسم الفنان التشكيلي الدكتور علي السرميني (مدينة القنيطرة) بلوحات تفيض بالأحاسيس الوطنية المليئة برسائل التمسك بالأرض والسيادة مصورة إجرام كيان الاحتلال الإسرائيلي.

وشغل الفنان السرميني في سبعينيات القرن الماضي الرأي العام الروسي والعالمي عندما افتتح ضمن صالة المعارض الفنية في دار القوميات بموسكو معرضاً كرس عدداً من لوحاته للجولان السوري المحتل ومدينة القنيطرة التي دمرها العدوان الإسرائيلي فكانت في مقدمة معرضه لوحة (القنيطرة على أشلائهم) وهي ثلاثة أعمال رسمت بتقنية إبداعية عالية أهداها القائد المؤسس حافظ الأسد لشخصيات سياسية كبيرة في الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة الأميركية لإيصال رسالة للعالم مفادها بأن “الفن في سورية جزء من منظومة النضال ضد العدوان”.

وعن الدافع الذي أجج مشاعره لإنجاز هذه الأعمال الثلاثة قال السرميني في حديث لـ سانا: “استفدت من تجربة فنانين فيتناميين استخدموا حطام طائرة الفانتوم إبان العدوان الأمريكي على بلادهم لصنع تماثيل وحلي وأساور ففكرت بأن أرسم القنيطرة الشهيدة على حطام جناح طائرة (فانتوم4) أسقطتها دفاعاتنا الجوية في حرب تشرين التحريرية” مبيناً أن هذه الفكرة كسرت تقليدية اللوحة الخاضعة لمنطق الرسم على سطوح قماشية أو ورقية أو خشبية.

وعن إلية الوصول إلى العالمية اعتبر السرميني أن الفن السوري عندما يعبر عن ذاته الفنية وعن القضايا التي تتعلق بالوطن والإنسان يصل إلى العالمية والأهم هو الوصول إلى البعد الإنساني مؤكداً أن الفن بكل أنواعه ليس لغة محلية وإنما مشاريع إنسانية.

ويستعيد الفنان السرميني مرحلة البدايات فيقول: “عملت ضمن إطار التجريب القريب من الإنطباعية وفي مرحلة دراستي العليا في ألمانيا استفدت هناك من التعبيرية فظهرت عبر لوحات وعجينة معينة في تضاد بين الألوان الباردة والحارة وبين المدرسة التعبيرية الألمانية وتقنياتها فأنجزت عدة أعمال من الزجاج المعشق ومادة المينا”.

وحول تجربته مع مادة (المينا) باعتباره أول من أدخلها إلى سورية يقول: “استخدمت هذه المادة لأعبر عن المجتمع والأمه ومعاناته ولا سيما أننا أصحاب قضية لذلك شعرت بأهمية تطويع هذه التقنية واخضاعها لواقع أمتنا وأقمت لها العديد من المعارض الخاصة علماً أن المينا لا تتأثر بعوامل الطبيعة”.

أكثر من 40 عاماً في العمل الأكاديمي وطلاب الفنان السرميني ينهلون منه العلم ليأخذ بيدهم بحنان الأب وحرفية المعلم فهو من أسس كلية الفنون الجميلة في حلب وشغل عمادتها بدمشق لسنوات لينقل خبرات جيل الرواد الذي تتلمذ على يديه إلى الجيل الحالي.

وأكد السرميني أن التعليم الأكاديمي الفني بصورته الحالية قادر على إنتاج وتخريج أجيال تشكيلية مبدعة لها بصمتها الخاصة على أن تتمتع ببذور الموهبة والثقافة والتعليم الأكاديمي إضافة إلى وجود العامل السيكولوجي والاجتماعي والنفسي لصقل المواهب الجديدة.

وعن رأيه بطلاب كلية الفنون الجميلة وتحديداً زمن الحرب قال السرميني: “الكلية لم تتوقف عن تخريج دفعات من الطلبة الموهوبين إضافة لكونهم امتلكوا أدوات لم يمتلكها الجيل القديم من الفنانين ويتميزون بالمثابرة والتجريب والتعلم الجديد لامتلاك تكنيكات تواكب عصرهم”.

يذكر أن الفنان علي السرميني من مواليد حلب عام 1943 تتلمذ في المرحلة الإعدادية والثانوية على أيدي الفنانين الرائدين غالب سالم وفاتح المدرس تخرج من كلية الفنون الجميلة بدمشق بتقدير امتياز ثم أوفد إلى ألمانيا وحصل على درجة الدكتوراه من الأكاديمية العليا للفنون الجميلة ببرلين وهو من مؤسسي نقابة الفنون الجميلة إضافة لعضويته في لجان النصب التذكارية العليا والمقتنيات وبينالي مهرجان المحبة واتحاد الفنانين التشكيليين العرب.

وشارك السرميني في بيناليات عربية وعالمية وفي جميع المعارض الجماعية بوزارة الثقافة واتحاد الفنانين التشكيليين وحصل على الجائزة الأولى لمعرض جامعة دمشق عام 1968 وكرم في مناسبات عدة آخرها يوم الثقافة سنة 2017 وأعماله مقتناة في المتحف الوطني بدمشق وفي مؤسسات عامة وضمن مجموعات خاصة داخل سورية وخارجها.

رشا محفوض

 

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب:

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم 0940777186 بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

وفاة الفنان التشكيلي علي السرميني عن عمر 76 عاما

دمشق-سانا غيب الموت الفنان التشكيلي القدير الدكتور علي السرميني الذي وافته المنية صباح اليوم عن …