الشريط الإخباري

شركة اسمنت الرستن تستأنف إنتاجها بزخم قوي بعد خلاصها من الإرهاب

حمص-سانا

رغم كل ما كابدته شركة اسمنت الرستن من ظروف قاسية واعتداءات متكررة من قبل الإرهابيين طيلة السنوات السبع الماضية تمكنت الشركة من استئناف العملية الإنتاجية فيها بزخم قوي من جديد عقب عودة الأمان والاستقرار للمنطقة في صيف العام الماضي وإجراء صيانات جزئية في أقسامها وآلاتها.

الشركة التي تأسست في ستينيات القرن الماضي أقلعت مجددا بهمة إدارتها وكوادرها الفنية والعمالية العالية وحرصهم وحماسهم على مواصلة مسيرة العمل والإنتاج بالوتيره ذاتها التي كانت عليها قبل الأحداث قادرة على إنتاج كمية تقدر ما بين 350 و400 طن من مادة الاسمنت يوميا حسب مديرها العام المهندس سمير ظباطح الذي عبر عن أمله في تصريح لمراسل سانا بدعم الشركة على تسويق وتصريف إنتاحها خلال هذه الفترة ولا سيما مع حلول فصل الشتاء والظروف الجوية التي تنحسر فيها أعمال الإنشاء والبناء والإكساء فضلا عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه المنطقة التي عانت لسنوات جراء الإرهاب مشيرا في الوقت نفسه إلى مساعي أهلها الحثيثة لتجاوز الآثار والتداعيات السلبية للظروف التي عصفت بهم خلال الفترة الماضية.

وأوضح مدير الشركة أن سعر طن الاسمنت المنتج لدى الشركة حاليا 44500 ليرة سورية وهو قاصر عن منافسة نظيره المنتج لدى الشركات الخاصة كالفيل والبادية والجمل مشيرا أن لدى إدارة الشركة والفنيين فيها رؤية ومقترحا من شانه تخفيض سعر إنتاجها حتى 43000 ليرة للطن الواحد من خلال إضافة مادة طبيعية رخيصة ومتوافرة محليا وتمت مؤخرا مراسلة المؤسسة العامة للاسمنت بخصوص هذا الموضوع وبانتظار كسب موافقتها.

وأضاف المهندس ظباطح إن من الأساليب التي من شانها استقطاب المقاولين والتجار وتشجيعهم على استجرار إنتاج الشركة تأمين وسائط نقل لشحن الاسمنت إليهم أو تقديم تسهيلات في عملية النقل بما يخفض أسعار المنتج عليهم على غرار ما تفعله بعض شركات الاسمنت الخاصة فضلا عن البيع بالتقسيط أو إلى أجل محدد وفق ضمانات تكفل حقوق الشركة.

وكشف المدير العام لشركة اسمنت الرستن التي يعمل فيها حاليا نحو 160 عاملا أن عروضا متعددة قدمها مستثمرون من القطاع الخاص بغية استثمار الشركة وتشغيلها لحسابهم من خلال تأمين مواد ومستلزمات الإنتاج والقدرة على تصريفه مع منح الشركة قسما من الإيرادات والأرباح وفق الحد الأدنى مما تجنيها الشركة حاليا.

غزوان عواد المدير المالي والإنتاجي في الشركة أوضح أن مخزون الاسمنت في المستودعات يصل حاليا إلى 5000 طن وفي حال استمرت وتيرة التصريف على هذا المنوال ستواجه الشركة خلال الفترة المقبلة تحديات وصعوبات تسويقية مشيرا إلى أن هناك مقترحات لتخطي هذه التحديات تتمثل في إيجاد وتأمين وسائط نقل لشحن الإنتاج للأماكن التي يرغب فيها التجار والمقاولون تشجيعا لهم في استجرار اسمنت الشركة الذي يجري حفظه حاليا بحاويات مستوفية لمعايير التخزين ما يضمن سلامته لمدة عام.

وبالنسبة لعمليات إنتاج وصناعة الاسمنت قال عواد إن هناك دراسة تمت مراسلة الجهات الوصائية ممثلة بوزارة الصناعة والمؤسسة العامة للاسمنت بها تتعلق بإضافة مادة البوزولانا بنسبة 7 بالمئة والمنتجة محليا من مقالع في محافظة السويداء ورخيصة الثمن كونها طبيعية وهي تحافظ على المواصفات القياسية السورية في تصنيع الاسمنت وتخفض من سعر إنتاجه بما لا يقل عن 1500 ليرة سورية للطن الواحد ما يجعله منافسا في السوق فضلا عن إكساب المنتج الصلابة المطلوبة ولا سيما ان لدى فنيي وعمال الشركة تجربة وخبرة في كيفية إضافتها وخلطها أثناء تصنيع الاسمنت بنسبة 7 الى 8 بالمئة كما أن المطحنة والآلات الموجودة في الشركة لا تسمح بأكثر من ذلك في الوقت الذي بمقدور معامل الاسمنت الحديثة والخاصة إضافة هذه المادة بنسبة تصل إلى 20 بالمئة .

الجدير ذكره أن إدارة وعمال شركة اسمنت الرستن استطاعوا وبمبادرات وأساليب بسيطة حماية منشآت وآلات الشركة من أي تعديات أو أعمال نهب أو تخريب من قبل التنظيمات الإرهابية التي سيطرت على المنطقة لعدة سنوات من خلال استيعاب الظرف لتجنب تخريب المنشأة المهمة رغم محاولات الاستفزاز التي كان يقوم بها الإرهابيون تجاه كوادر الشركة التي عملت بهدف زيادة درجة الأمان على إنشاء حائطي حماية سريين لمستودعات الشركة والفرن يخفيان أي معالم لهذه المستودعات بارتفاع نحو 5 أمتار ولا سيما أنها تحوي قطع تبديل وصيانة لمختلف آلات وتجهيزات الشركة تقدر قيمتها بمئات ملايين الليرات.

عبد الله الشيخ