الاقتصاد التركي بين تهديدات ترامب وسياسات أردوغان الفاشلة

دمشق-سانا
في وقت حمل فيه نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض فائق اوزتراك سياسات رجب طيب اردوغان الفاشلة المسؤولية في تجرؤ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تهديد تركيا بشكل متكرر تؤكد وسائل إعلام تركية أن ترامب أراد من خلال تهديده هذا إنهاء “شهر العسل” مع النظام التركي تلبية مصالح واشنطن في المنطقة على حساب التحالف مع أنقرة .

تهديد ترامب الجديد بتدمير الاقتصاد التركي والذي جاء على خلفية الصراع بين الجانبين على بسط النفوذ وحماية الإرهابيين في المنطقة يذكر بالأزمة التي نشأت بين واشنطن وأنقرة العام الماضي بعد اعتقال أنقرة للقس الأميركي أندرو برانسون ما انعكس على الاقتصاد التركي وتسبب بانخفاض كبير في العملة التركية وتدهور الاقتصاد التركي خلال أيام قليلة فقط.

وعلى وقع صدمة الشارع التركي بتهديد ترامب أكد اوزتراك أنه لولا الأزمة المالية والاقتصادية الخطيرة التي تعانى منها تركيا وسببها أساسا سياسات أردوغان الفاشلة لما تجرأ ترامب على تهديداته ضد تركيا في كل مرة مذكرا الجميع كيف رضخ اردوغان للتهديدات الأمريكية الصيف الماضي عبر فرض عقوبات اقتصادية فأخلى أردوغان سبيل القس برانسون في تشرين الأول الماضي.

تهديدات ترامب أصابت الاقتصاد التركي بشكل مباشر ما يؤكد هشاشة هذا الاقتصاد إذ انخفضت الليرة التركية بنسبة 6ر1 بالمئة ووصلت إلى 53ر3 مقابل الدولار أمس حيث بدأت مخاوف الأتراك من حصول تدهور آخر وسريع لعملة بلدهم على غرار ما حدث إبان أزمة احتجاز أنقرة للقس برانسون.

الأزمة الناشئة بين واشنطن وأنقرة تأتي بعد أسابيع قليلة من رفض أردوغان استقبال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون في أنقرة اثر خلافات بين البلدين كما تزامنت مع زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى منطقة الشرق الأوسط والتي كانت تهدف إلى فرض الرؤى الأمريكية على حلفاء واشنطن حيال الكثير من الملفات والقضايا.

وكانت واشنطن فرضت عقوبات بحق وزيرين تركيين ورفعت الرسوم الجمركية على صادرات المعادن التركية العام الماضي ما ساهم بانخفاض قيمة الليرة التركية إلى مستوى غير مسبوق وجعلها تفقد نحو40 بالمئة من قيمتها آنذاك وذلك على خلفية قضية احتجاز انقرة للقس برانسون .

نوال جليس