شجرة الميلاد وبابا نويل.. مظهر واحد يجمع الشعوب على المحبة والسلام

دمشق-سانا

الأعياد فرح ومحبة يحمل الناس فيها أمنية السلام وينقلونها من قلب إلى قلب ويعد عيد الميلاد من أهم المناسبات التي تحتفل بها معظم شعوب العالم لتصبح شجرة الميلاد والشموع والسعادة المرتبطة بوجه بابا نويل المحبب في هذه الفترة من كل عام مظهرا واحدا يجمع الشعوب.

بابا نويل أو “سانتا كلوز” شخصية في غاية اللطف ارتبطت بعيد الميلاد ولها رصيد وافر من الحب عند الجميع وخاصة الأطفال الذين ينتظرون قدومه ليلة الميلاد ليحضر لهم الهدايا.

الرجل العجوز السمين ضحوك دائما يرتدي بزة يطغى عليها اللون الأحمر أطرافها بيضاء وتغطي وجهه لحية طويلة ناصعة البياض ويتميز بصوت جرسه الرنان وكيس الهدايا المليء بكل ما هو جميل ليطبع البسمة على وجوه الأطفال ويبعد الحزن والتعاسة عن عيونهم البريئة.

وتقول حكايات الأطفال إن سانتا رجل طيب يعيش في القطب الشمالي مع زوجته السيدة كلوز وبعض الأقزام الذين يصنعون له هدايا الميلاد والأيائل التي تجر له مزلاجته السحرية التي يستخدمها ليوزع الهدايا على الأطفال أثناء هبوطه من مداخن مدافئ منازلهم أو شقوق أبوابها الصغيرة أو نوافذها المفتوحة.

ورغم تعدد الروايات حول حقيقة بابا نويل إلا أن أغلبها يميل إلى أنه هو القديس نيكولاس الإغريقي الذي ولد عام 280 ميلادي وعرف بكرمه المستوحى من رسالة السيد المسيح وبمساعدته للفقراء والمحتاجين وكان من عادته أن يترك كيسا من الذهب داخل الجوارب التي تعلق على المدخنة لتجف وكان يحرص على أن يبقى الأطفال بأحسن سلوك ويوزع عليهم الهدايا ليشجعهم على فعل الخير.

وبدأ الاحتفال بشخصية سانتا كلوز التي تم استلهامها منه في القرن السابع عشر في هولندا بشكل خاص ثم امتدت هذه العادة إلى العالم أجمع تخليدا لذكرى رجل وهب حياته لفعل الخير ومساعدة الفقراء والأطفال.

ولا تقل شجرة السرو المضاءة أهمية عن بابا نويل في الدلالة على عيد الميلاد حيث تعد من أكثر تقاليده جمالا ويسارع الناس الى تزيينها بأضواء واكسسوارات يرمز كل منها إلى معان روحانية مختلفة في منازلهم والشوارع ويحرصون على إظهارها في غاية الروعة.

وتتنوع الروايات حول الأصل الدقيق لشجرة عيد الميلاد لكن معظمها يرجح أن الألمان أول من استخدمها في الأعياد بينما عرفتها أمريكا عام 1776 وتم تزيين أول شجرة في مدينة ستراسبورغ الفرنسية سنة 1605 بالتفاح الأحمر والورود وأشرطة من القماش.

ويقال إن الراهب الألماني مارتن لوثر الذي توفي عام 1546 هو أول من أدخل الإضاءة إلى شجرة الميلاد لكنها لم تصبح حدثاً شائعاً إلا بعد أن أدخلتها الملكة شارلوت إلى بريطانيا ومنها انتشرت في كندا وأستراليا والولايات المتحدة وغيرها لتصبح شجرة الميلاد صبغة مميزة ترمز إلى العيد في كل العالم وتحمل في أعلاها نجمة تدل على الأمل والإنسانية.

ورغم اختلاف رموز العيد من بلد إلى آخر حسب عادات وتقاليد الشعوب تبقى شجرة الميلاد وسانتا كلوز والنجمة والجرس والشموع وجوارب الهدايا هي ما تجتمع عليه كل الشعوب عموما.

وفي سورية تجتمع الفرحة بعيد الميلاد هذا العام مع بهجة الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري على الإرهاب وإعادته الأمن والاستقرار ليشهد العديد من المدن والبلدات احتفالات مميزة تجلت فيها رموز الميلاد المجيد بإضاءة أشجار العيد وحضور شخصية بابا نويل لتعود البسمة إلى شفاه الناس.

مي الناعمة