الشريط الإخباري

عندما تحين لحظة الحقيقة!-صحيفة الثورة

تتضح يوماً بعد أخر التكتيكات الأميركية-التركية العدوانية تجاه سورية ليتبين أن ما يثار إعلامياً عن تباينات بين البلدين ما هو إلا محاولة مكشوفة لذر الغبار في عيون الشعب التركي أولاً والدول والقوى المعولة على تركيا والمناهضة لسياساتها وأطماعها العدوانية.

يأتي الإعلان عن تأجيل العدوان التركي المبيت على شمال شرق الفرات بعد اتصال بين الرئيسين الأميركي والتركي ليكشف الستار عن حقيقة التنسيق بين كلا الدولتين الداعمتين للتنظيمات الإرهابية في سورية لإطالة أمد الحرب الإرهابية على الشعب السوري وخاصة في المنطقة المحاذية لتركيا من خلال دعم تنظيمات إرهابية أوغلت في سفك الدم السوري ومنها (الجيش الحر وجيش الإسلام).‏

يحاول رئيس النظام التركي مسح نحو ثماني سنوات من دعم الإرهاب في سورية و الإيغال في ارتكاب أبشع الجرائم بحق شعبها كسرقة كنوزها الأثرية ومواردها الباطنية ومعدات و مكنات مصانعها عبر الإيحاء للعالم بأنه قادر على القضاء ما تبقى من تنظيم داعش الإرهابي والفصائل الأخرى وتساعده إدارة ترامب لشن عدوان جديد على الأراضي السورية.‏

المصالح الأميركية – التركية تتقاطع ليس فقط في سورية وإنما في المنطقة وهذا لا يعني وجود تضارب بينها أو بمعنى آخر أهداف مختلفة وهنا تبرز الانتهازية الأميركية بموازاة العدوانية والأطماع التركية في سورية.‏

النظام التركي يعلم بدعمه لمكونات إرهابية تورط فيها عدد من السوريين لا يمكن أن يفضي الى القضاء على تنظيمات إرهابية أخرى كـ ( داعش والنصرة ) التي حظيت وما زالت تنعم بالدعم التركي بل يفتح الباب أمام خلق صدام مع مكونات سورية أخرى تعتبرها تركيا خطرة على أمنها على الرغم من ولاء هذه الميليشيات إلى الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية، الامر الذي يصب في نهاية المطاف باستمرار حالة عدم الاستقرار في المناطق المحاذية للحدود السورية التركية.‏

الحكومة السورية والجيش السوري لم يكونا في يوم من الأيام غافلان عن النوايا العدوانية التركية وعلى علم ودراية بأوهام أردوغان وينطلقان في ترتيبهما لإعلان النصر الكامل على الإرهاب من مبدأ إعادة سلطة القانون إلى كامل التراب السوري مهما طالت المعركة أو تطلبت من تضحيات ووقت، وهذا الموقف دائماً يؤرق الدول الداعمة للإرهاب ويدفعها لإعادة النظر بكل توجهاتها العدوانية و لوحظ ذلك بوضوح من خلال سحب القوات الأميركية من سورية.‏

وفي نفس الوقت يجب الأخذ بعين الاعتبار الموقفين الروسي والإيراني الرافضين بشكل قاطع لأي مساس بوحدة التراب السوري وهو أيضاً ما يدفع النظام التركي إلى إعادة النظر في حساباته المرة تلو الأخرى.‏

الكرة الآن مع استمرار ولاء وعمالة (جيش الإسلام والجيش الحر) الإرهابيين للنظام الأردوغاني في ملعب الميليشيات والقوى السياسية الكردية ذوات الأحلام الانفصالية بعد تلقي الرفسة الأميركية والمنتظر منها أن ترجح مصلحة الشعب السوري ووحدة التراب الوطني ورغبة الغالبية العظمى من أبناء سورية في المنطقة المحاذية للأراضي التركية على الأفكار المريضة والهدامة وتعمل مع الحكومة السورية على إفشال مخططات أردوغان العدوانية.‏

الدولة السورية فتحت كل الأبواب للمصالحة الوطنية وقطارها لاعلان النصر في هذه الحرب يسير بتسارع على إيقاع صمود وتضحيات الشعب السوري وفي الملمات والحروب والمؤامرات على الدول وبينها يطفح على السطح احتمال ضياع البوصلة وبروز أمراض الانتهازية والانعزالية…الخ، ولكن الخطأ القاتل والذي لا يغتفر أن يستمر من وقع في شر هذه الأعمال على ركوب رأسه الذي لن يجد حسماً يحمله عندما تحين لحظة الحقيقة .‏

بقلم.. أحمد ضوا

انظر ايضاً

بغداد–دمشق المطلوب اقتران الإرادة بالعمل… بقلم: أحمد ضوا

حظيت مباحثات السيد الرئيس بشار الأسد مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني