الشريط الإخباري

الغرب لا يرى لا يسمع – بقلم: عبد الرحيم أحمد

يتساءل المرء عن سبب تجاهل الغرب للهجمات الكيماوية التي شنتها المجموعات الإرهابية ضد أهالي مدينة حلب الأسبوع الماضي وتسببت بإصابة ما يزيد عن مئة مواطن من أطفال ونساء ورجال!!.. فهذا الغرب الذي كاد يجن جنونه مع كل اتهام توجهه المجموعات الإرهابية ضد دمشق بأنها استخدمت السلاح الكيميائي ضدها، لا يرى لا يسمع!!

يحاول المسؤولون الغربيون تبرير تغاضيهم عن إجرام الإرهابيين بعبارة مفضوحة تكشفهم وتعريهم أكثر مما تبرر لهم، بأنه «ليس لديهم معلومات مؤكدة وأن المعلومات المتوافرة هي إعلامية»، ويتناسى هؤلاء أنه في جميع الاتهامات التي وجهت للحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية هي بالأساس معلومات إعلامية تم بثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.‏

ورغم ذلك شن هذا الغرب الاستعماري أكثر من عدوان ضد سورية بحجة استخدامها هذا السلاح بمجرد توجيه الإرهابيين الاتهام للحكومة السورية وبث مقاطع فيديو ثبت فيما بعد أنها مجرد تمثيليات. لكن اليوم وكما في كل مرة على مدى سنوات الحرب تبلع الدول الغربية ألسنتها وتصم أذنيها وتلتزم الصمت عندما تطالب الحكومة السورية إدانة استخدام الإرهابيين للسلاح الكيماوي وغاز الكلور ضد المواطنين السوريين.‏

هل نستغرب مواقف الدول الغربية هذه أم نستنكرها باعتبارها اتجار بدماء السوريين وآلامهم؟؟.. في الحقيقة يجب ألا نستغرب لأن تلك الدول وبكل أسف هي التي صنعت الإرهابيين وسلحتهم بمختلف أنواع الأسلحة الفتاكة ومنها السلاح الكيماوي وهي من يأمر التنظيمات الإرهابية بشن تلك الهجمات!!‏

لذلك يجب ألا نستغرب محاولات تلك الدول تجميل أدواتها من المجموعات الإرهابية وتبرير قتلها للسوريين، ولا محاولاتها إلباس الإرهابيين وقطاع الطرق ثوب المعتدلين المطالبين بالحرية، ويجب ألا نتفاجأ أيضاً بمحاولات تلك الدول تشويه تحرك الدولة السورية لحماية مواطنيها من الإرهاب وتجريمها جراء محاربتها الإرهاب وتطهير مناطق واسعه منه.‏

الغرب لايريد أن يرى أو يسمع، وإعلامه أيضاً ينظر بعين السياسة ومن زاويتها فقط.. فلا يرى ما تمارسه حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وأهلنا في الجولان المحتل، ولا يسمع صراخ أطفال اليمن الذين يُقصفون كل يوم بسلاحه ويفتك بهم الجوع تحت الحصار!!.. الغرب لم يعد يرى ما يجري في ليبيا التي دمرها، ولا الصومال ولا افغانستان. فهو لا يريد أن يسمع أو يرى سوى ما يصلح للابتزاز السياسي ويخدم مصالحه.‏

صحيفة الثورة