ماي تبدأ حملة مكثفة لاقناع البريطانيين باتفاق بريكست

لندن-سانا

بدأت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم حملة مكثفة لإقناع أعضاء البرلمان في بلادها بالتصديق على اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي اعتبرته “أفضل اتفاق ممكن” و”الوحيد المتاح”.

وكان قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ/27/ وافقوا أمس على اتفاق بريكست الذي يوضح شروط خروج بريطانيا من الاتحاد إضافة إلى البيان السياسي الذي يحدد شكل العلاقة المستقبلية بين الجانبين .

وأفادت فرانس برس بأن ماي ترأست اجتماعا لحكومتها لرص صفوفها بعد استقالة عدد من اعضائها مؤخرا احتجاجا على الاتفاق قبيل قيامها بالمرافعة أمام النواب البريطانيين دفاعا عن هذا الاتفاق في وقت لا تبدو فيه موافقتهم الضرورية لوضع الاتفاق حيز التنفيذ محسومة .

بدوره وصف النائب البريطاني ووزير الخارجية السابق بوريس جونسون الاتفاق بأنه “كارثي ومذل” للمملكة المتحدة ويبقيها خاضعة لتأثير الاتحاد الأوروبي فيما أعلنت المعارضة العمالية برئاسة جيريمي كورببن وعدد من اعضاء حزب المحافظين عزمهم على التصويت ضد الاتفاق ما يحرم ماي من غالبيتها التي تقتصر على عشرة مقاعد.

بدورها هددت رئيسة الحزب الوحدوي الديمقراطي أرلين فوستر التي تعارض الاتفاق بشكل قاطع بأن تسحب دعمها للحكومة إذا تم تمرير الاتفاق منتقدة منحه الوضع الاستثنائي لإيرلندا الشمالية لتجنب حدود فعلية مع جمهورية إيرلندا .

من جهته حذر وزير مكتب رئاسة الحكومة البريطانية ديفيد ليدينغتون في مقابلة مع صحيفة هاندلشبلات الألمانية من مغبة رفض الاتفاق وقال: إنه “في حال رفض الاتفاق سيكون رد فعل الشركات التجارية والأسواق سلبيا وليس هناك ما يضمن أننا سنجد سبيلا للخروج من هذا الوضع”.

في المقابل انتقدت صحيفة /ذا صن/ المؤيدة لبريكست ما اعتبرته /استسلاما/ أمام الاتحاد الأوروبي في حين اعتبرت صحيفة /ديلي تلغراف/ أن الاتفاق لا يعكس حقيقة تصويت البريطانيين في استفتاء 2016 وأكدت صحيفة /ديلي ميل/ أن ماي وبهدف استرضاء بعض النواب وعدت بترشيحهم إلى مجلس اللوردات وهي الغرفة العليا في البرلمان التي يشغل أعضاؤها مناصبهم مدى الحياة ويستفيدون من تقديمات كثيرة.

وكشف مصدر أوروبي ان ماي اعترفت امام محاوريها الأوروبيين ” بأنها لا تملك أكثرية برلمانية مؤيدة للاتفاق في هذه المرحلة” مشيرة في الوقت ذاته إلى نيتها إقناع نواب حزبها عبر تحذيرهم من أن نصفهم سيخسرون مقاعدهم في الانتخابات التشريعية التي قد تجرى بعد تصويت سلبي على الاتفاق.

ورجحت الصحف البريطانية أن يتم التصويت على الاتفاق في البرلمان البريطاني في ال12 من كانون الأول القادم .