الشريط الإخباري

(البروكار).. سفير الإبداع الدمشقي إلى العالم

دمشق-سانا

من ورشة صغيرة قبل أكثر من 150 عاماً وعلى أنوال خشبية يدوية نسج طوني مزنر مع ولده قطعة بروكار كهدية للملكة إليزابيت في حفل زفافها ليؤسس فيما بعد في عام 1890 معملاً حديثاً مازال يعمل في دمشق نقل فيه صناعة البروكار من شكلها اليدوي إلى الشكل الآلي من خلال تحويل الأنوال الخشبية اليدوية إلى الأنوال الآلية.

ويحسب لعائلة مزنر وبعض العائلات الدمشقية الأخرى المحافظة على هذه الحرفة التراثية التي تعود إلى خمسة آلاف عام أيام طريق “الحرير” وطرق التجارة قديماً حسب الابن الياس مزنر لافتاً إلى أن الوثائق المكتشفة في مملكة “إيبلا” التي تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد أشارت إلى أن صناعة النسيج كانت ركناً أساسياً في ازدهارها كما أشارت الكتابات في الوثائق الهيروغليفية إلى أن الحرفيين السوريين هم سادة صناعة النسيج منذ الألف الرابع قبل الميلاد وأن المنسوجات السورية قد انتشرت في أكثر مناطق العالم منذ فجر التاريخ.

والبروكار كما يوضح مزنر لنشرة سانا-سياحة ومجتمع اسم مركب من “البرو” أي الحرير و “الكار” أي المهنة ويصنع منه الألبسة والفساتين وأغطية الطاولات وهو مطلوب بكثرة من زوار دمشق كهدية قيمة يحملونها إلى بلدانهم.

وعن طريقة إنجاز القطعة بين مزنر أنه يتم إنجاز الرسم الذي سينسج على القماش على شكل ثقوب على ألواح كرتونية ترتكز على طرف النول وتسمى “جاكار” وهي ألواح متحركة مرتبطة بسنانير ومن المهم معرفة عدد الثقوب في كل سم2 وحين يدور النول فإن المكوك الخاص بالخيوط العادية يمر عبر طبقات الخيوط أما مكوك الخيوط الذهبية فإن مروره يرفع السنارات بعدد الثقوب وهكذا تتكرر العملية لنحصل على قماش البروكار المميز مؤكداً أنه لا يمكن إنتاج أكثر من 3 أمتار من القماش في اليوم الواحد.

وتعتبر نقشة طيور الجنة “العاشق والمعشوق” التي زينت فستان الملكة إليزابيت كما يوضح مزنر من أشهر الرسومات والنقشات في البروكار التي تقدم للعروس قبل الزفة تليها نقشة الشاعر عمر الخيام والسلطان صلاح الدين ونقشة البندقية ونقشة الخيط العربي ذات الصفة الدمشقية.

وحول الصعوبات التي تواجه هذه الصناعة يقول ابراهيم الأيوبي أحد الحرفيين في صناعة هذه الأقمشة: “نعاني ارتفاع أسعار المواد الأولية وقلة العاملين فيها كما أن أغلب الورشات أغلقت بعد الحرب وتوقف السياحة لأن معظم الزبائن من السياح الأوربيين”.

ويختم مزنر بالقول: إن البروكار من أهم الصناعات الدمشقية التقليدية التي تمثل إرثاً حضارياً يجب الحفاظ عليه وتعليمه للجيل الناشئ لافتاً إلى أن حرفة البروكار كانت ضمن الحرف التي ساهمت في ترشح دمشق كمدينة مبدعة على مستوى العالم.

انظر ايضاً

البروكار الدمشقي.. نسيج الملوك في معرض دمشق الدولي

دمشق-سانا اقترن اسم البروكار بمدينة دمشق منذ أكثر من ألف عام وينفرد بصناعته حرفيون مهرة، …