الشريط الإخباري

مواطنو الحسكة يرفضون تداول السلع التركية المهربة وتحذيرات من مخاطرها الصحية

الحسكة-سانا

أمام أحد المحال التجارية في مركز مدينة الحسكة يقف الحاج أبو محمد ليشتري بعض المواد الغذائية والمنظفات فيسأل البائع عن أصناف المنتجات السورية بالإسم رافضا شراء السلع التركية التي حاول البائع إقناعه بها.

أبو محمد يمثل شريحة واسعة من أبناء محافظة الحسكة الذين لا يثقون بالمنتجات التركية أو غير التركية التي تدخل بطرق غير نظامية إلى أسواق المحافظة ولا يشترونها إلا اضطرارا وتجدهم يطلبون المنتج المحلي باسمه وماركته لثقتهم به وبمواصفاته.

وارتبط وجود المنتجات التركية في أسواق محافظة الحسكة بوجود المجموعات الإرهابية خلال العام 2013 وسيطرتها على الطرق التي تربط الحسكة بالمحافظات الأخرى وفرضها حصارا مطبقا لمنع وصول الغذاء والدواء إلى أهلها فقام بعض المهربين انذاك بتهريب هذه المواد وبيعها في الأسواق مستغلين حاجة الأهالي لها ومع سيطرة ميليشيا “قسد” خلال العام 2015 على المنافذ الحدودية بدأت هذه المنتجات تغزو الأسواق رغم الرفض الشعبي لها واعتبار ادخالها مساهمة بدعم الارهاب ومن يدعمه.

المنتجات التركية المهربة بحسب المعنيين غير خاضعة للرقابة الصحية وخاصة الزيوت والسمون والمربيات والعصائر واللحوم المجمدة والمعلبات والسكاكر وتجمعها صفتان أساسيتان السعر المنخفض نسبيا والمخاطر الصحية.

وخلال جولة على المحال التجارية ولقاء بعض المواطنين في مدينة الحسكة أكد الجميع ثقتهم بالمنتج الوطني الذي يخضع للفحوصات والتدقيق الصحي قبل
عمليات التصنيع وصولا إلى يد المواطن وأنهم يفضلونه على غيره من المنتجات الموجودة في الأسواق.

المدرسة فاطمة خليل تؤكد أنها لا تشتري سوى المنتجات المحلية ولا سيما الغذائية منها وتروي كيف تعرضت عائلتها منذ عامين لحالة تسمم غذائي عندما اشترت مادة الفروج المجمد ذي المنشأ التركي وتكرر حالات التسمم الغذائي لدى بعض أقاربها وأصدقائها ممن يستهلكون هذه المواد.

أما المواطن كنعان ابراهيم فيكشف لنا أن لديه بعض الأقارب يعيشون في تركيا ويقولون له عندما يتواصل معهم ان المنتجات التي تصنع لتهريبها إلى شمال سورية ممنوع بيعها للمواطنين الأتراك لكونها ذات مواصفات رديئة وتصنع بمواد مكررة أو مجهولة المصدر ودون رقابة صحية محذرين إياه من استهلاكها.

البائع أبو سليمان يشير إلى أن المنتجات المحلية تأخذ دورها في أسواق المحافظة منذ العام الماضي مع إعادة فتح الطرق التي تربط الحسكة بالمحافظات الأخرى بفضل بطولات الجيش العربي السوري وهي مطلوبة من قبل المواطنين لجودتها.

بدوره يرى البائع عارف زكريا أن بعض المهربين يستغلون ظروف الحرب فيدخلون منتجات لا تخضع للرقابة الصحية بغض النظر عن مخاطرها.

وحول واقع وجود المنتجات التركية في أسواق الحسكة يوضح مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك أغناطيوس أغناطيوس أن للمحافظة منافذ حدودية مفتوحة مع شمال العراق وهي خاضعة لميليشيات “قسد” وعبر هذه الحدود والمنافذ تدخل المواد المهربة ومنها التركية إلى أسواق المحافظة محذرا من المخاطر التي تنطوي عليها هذه المواد وخاصة الغذائية منها التي لا تتوافر فيها الشروط الصحية وتستخدم فيها مواد غير صالحة للاستخدام البشري.

من جهته أكد مدير فرع المؤسسة العامة السورية للتجارة عمر حمو توافر مختلف المواد الغذائية وغير الغذائية في صالات البيع التابعة للفرع البالغ عددها 14 صالة منتشرة في مدينتي الحسكة والقامشلي إضافة إلى المجمع الاستهلاكي مشيرا إلى أن المواد المعروضة في هذه الصالات إنتاج سوري حظي على مر السنين بثقة المستهلكين وأن أسعار المواد الموجودة تنخفض عن مثيلاتها في الأسواق بمعدل يتراوح بين 15 و 25 بالمئة.

نزار حسن

انظر ايضاً

التجارة الداخلية تدعو إلى الإبلاغ عن أي تجاوز للأنظمة والقوانين من قبل دوريات حماية المستهلك

دمشق-سانا دعت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك الفعاليات التجارية والاقتصادية