الشريط الإخباري

(أغنيات لها) مجموعة مترجمة للشاعر الفرنسي بول فرلين يكسر فيها كل القيود

دمشق-سانا

(أغنيات لها) مجموعة شعرية للشاعر الفرنسي بول فرلين كتبها بعد أن توقف عن الكتابة لسنوات ليتوج أميرا للشعراء في فرنسا أواخر القرن 19.

ويعلن فرلين في المجموعة المترجمة الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب انعتاقه من كل قيد أدبي أو أخلاقي منذ القصيدة الأولى فيها فشعره كان صورة عن حياته حيث طلق زوجته المتيم في عشقها من أجل صداقته بالشاعر رامبو لينهي هذه الصداقة بطلقتين كادتا توديان بحياة رامبو ليسجن عامين ويكتب أجمل أشعاره في سجنه ويتوقف عن الكتابة قبل أن يطلق مجموعته الساحرة (أغنيات لها).

ويبدأ فرلين خروجه عن المألوف برفض عنونة القصائد ويكتفي بأرقام لاتينية من 1 حتى 25 ليتغنى بامرأة مخادعة مثنيا على خداعها..
“أنت بلا فضيلة أبدا.. إنك تمتلكين أكثر ما في الخداع من فطنة.. فهلا حصلت على عنايتك اللطيفة”.

ويعلن تمرده في الكتابة والعشق ويضرب عرض الحائط بقيم الطيبة والوفاء وكل المعاني الروحية التي اتخذها العاشقون عنوانا للحب ويحب تلك المرأة دون أن يدرك صفاتها طالما أنها جميلة..
“هل أنت سمراء أم شقراء
هل عيونك سوداء أم زرقاء
هل أنت وديعة أم قاسية…
وفية أم غير وفية..
أليس الأمر سواء فعلا…
طالما كان جمالك..
كفيلا بتحقيق أمنيتي الغالية”.

كما يسخر من كل القيم الفلسفية والأخلاقية التي يتباهى بها أبناء الطبقة البرجوازية تاركا شرطين أساسيين للحب هما كسر الأعراف والعادات إضافة إلى الدفء كما في قصيدته رقم17 التي قال فيها “لم أعد أنتمي إلى تلك العقول الفلسفية ولست تتباهين بامتلاك مبادئ أخلاقية هناك شرطان رائعان للمحبة ألا يكون ثمة حدود أو أعراف غبية أن تكوني دافئة”.

وسواء كنا مع الشاعر أم ضده فالمجموعة التي ترجمها الدكتور عادل داود كانت نبراسا لمعظم رموز الشعر في العالم وربما نهل من معينه شاعرنا الكبير نزار قباني ما يتلاءم مع مجتمعنا العربي ليحرك فيه دوافع التحرر والنهضة.

تقع المجموعة في 100 صفحة من القطع الصغير ويذكر ان المترجم عادل داود من مواليد حلب وهو أستاذ مساعد في قسم اللغة الفرنسية جامعة البعث وله عدد من الكتب المترجمة إضافة الى مقالات في الدوريات السورية جسور ثقافية والآداب العالمية.

بلال أحمد