الشريط الإخباري

ناجون من السرطان يتشاركون قصة شفائهم

دمشق-سانا

تقبل المرض وإرادة الشفاء ودعم الأهل والفريق الطبي عوامل أجمع عليها ناجون من السرطان ساعدتهم في معركتهم ضد المرض والانتصار عليه والمضي بحياتهم ليشاركوا بها كقصة تحد ونجاة ضمن ندوة نظمتها اليوم الجمعية السورية لمكافحة السرطان.

يوسف كيوان الذي اكتشف إصابته بسرطان المعدة بالمصادفة ليبدأ بعدها رحلة العلاج الجراحي والكيماوي دون أن يتوقف عن مواصلة حياته وعمله مدرسا للغة الانكليزية قال خلال الندوة التي نظمت بمجمع الشام الطبي التابع للجمعية: “كنت أرفض كلمة مريض واستمريت بعملي رغم نصيحة الأصدقاء بالتوقف لكن على العكس مزاولة مهنتي ساعدتني في امتلاك معنويات قوية ورغبة بالشفاء”.

وتتشابه قصة كيوان مع وجدان سلامة التي شخص لديها سرطان الثدي مبكرا ما شكل لها بداية صدمة كبيرة لكنها كما توضح سرعان ما استعادت قوتها وقررت مواصلة حياتها من أجل طفليها الصغيرين وتواجدت في صيدليتها بعد يومين من عملية استئصال الثدي.

من أجل أطفالها أيضا تحدت شيرين حمد سرطان هودجكين الذي شخص لديها بالمرحلة الثالثة وقالت: “شعرت في البداية بضيق كبير لكنني لم أستسلم وقررت أن أحافظ على قوتي من أجل أولادي” معتبرة أن دعم الزوج والأهل والمحيط الاجتماعي من أكثر الأمور تأثيرا على مريض السرطان.

مسرة لم تنتصر على السرطان فقط بل وضعت قائمة نصائح من تجربتها لكل مريض ليتجاوز العلاج بنجاح وهي الثقة بالطبيب وبالنفس والذهاب إلى جلسات العلاج الكمياوي بمعنويات عالية وتناول غذاء متوازن وصحي وامتلاك ثقافة طبية وعدم تصديق الاعتقادات الخاطئة كعلاج السرطان بالأعشاب الطبية وغيرها مع زيادة النشاطات الاجتماعية وممارسة الرياضة.

المرض بات ورائي شفيت وتزوجت وأنجبت طفلين كما يقول حسن الذي شخص لديه السرطان عام 2009 وخضع للجراحة والعلاج الكمياوي لمدة ستة أشهر مشيرا إلى أن ثقة المريض بطبيبه ودعم الأخير له يسهم في رفع نسب الشفاء.

بدورها رأت فتون مدني أن توفير العلاج الكيماوي مجانا في سورية رفع الكثير من الأعباء المادية والنفسية عن المرضى.

طبيب الأورام في مجمع الشام الطبي الدكتور محمد الشريف يرى أن الحالة النفسية للمريض ودعم محيطه له عوامل مهمة جدا لرفع نسب الشفاء لكن الأهم الكشف المبكر والتطور المتسارع الذي تشهده طرق العلاج حيث توصل العلم اليوم لأدوية تصحح المورثات التي تحمل الخلل الذي سبب السرطان.

ومن تجربته يبين طبيب الأورام الدكتور مالك حميدي أن مرضاه الذين يتمتعون بمعنويات عالية كانت لهم فرص أكبر بالشفاء معتبرا أنه من الطبيعي أن يصاب الشخص بالصدمة عند التشخيص لكن مع الوقت يجب أن يواجه ويتقبل وضعه.

مدير الصحة النفسية في وزارة الصحة الدكتور رمضان محفوري يشير إلى أن هناك اضطرابات كثيرة كالقلق والخوف من الموت والمرض بعد الصدمة والاكتئاب ترافق المصابين بأمراض مزمنة عموما والسرطان بشكل خاص نتيجة الهواجس المرتبطة به لدرجة أن كثيرا من الأشخاص لا يستطيعون لفظ اسمه ما يبرز ضرورة الاهتمام بالحالة النفسية للمريض وتوفير مجموعات دعم له.

ولفت محفوري إلى أن مرضى السرطان يشعرون نتيجة الضغط النفسي بآلام جسدية لا علاقة لها بالمرض كالغثيان والصداع وآلام الجسم مؤكدا ضرورة دعم هؤلاء المرضى والتواصل معهم بشكل جيد ومنعهم من العزلة وتحفيزهم على مواصلة العمل.

مديرة مجمع الشام الطبي الدكتورة ندى نعمان أوضحت أن هدف الندوة تشكيل مجموعة دعم تضم ناجين من السرطان لترسيخ فكرة أنه داء قابل للشفاء ويمكن الانتصار عليه بقوة الإرادة مشيرة إلى أن الجمعية شاركت بحملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي عبر توفير فحوص مجانية في مجمعها وإقامة جلسات وندوات توعية.

يذكر أن جمعية مكافحة السرطان تأسست عام 1964 للمساهمة في دعم الجهود الصحية والمتخصصة في تقديم المشورة الصحية والمساعدة في تقديم العلاج للمصابين بالأورام.

دينا سلامة

 

انظر ايضاً

مستجدات التشخيص الشعاعي لسرطان الثدي في مؤتمر رابطة الشعاعيين السوريين

دمشق-سانا يركز المؤتمر السادس عشر لرابطة الشعاعيين السوريين الذي انطلقت أعماله اليوم في فرع نقابة …