الشريط الإخباري

بعد هدوء العاصفة… أهالي بلدتي دير مقرن وكفير الزيت يستجمعون قواهم-فيديو

ريف دمشق-سانا

هدأت العاصفة لكن معاناة اهالي بلدتي دير مقرن وكفير الزيت لم تنته فالسيل الجارف الذي داهمهم جعل منازلهم فارغة إلا من الجدران والأرضيات.

طمي وركام وسيول وبحيرات في شوارع البلدتين أكوام من الطين جبلت بمفروشات منزلية غطت الأراضي الزراعية.. هذا ما تراه للوهلة الأولى لكن الآلام أكبر من ذلك بكثير خاصة عندما نرى مراسم عزاء هنا واخرى هناك بعد وفاة عدد من ابناء القرية في العاصفة المطرية التي ضربت المنطقة.

عمال البلدية والصرف الصحي والكهرباء والمياه والهاتف استنفروا بشوارع البلدة لإعادة الامور الى ما كانت عليه لكن العمل يحتاج الى تضافر جهود الجميع لإنجازه بأسرع وقت والإسهام بعودة الاهالي المنكوبين الى بيوتهم.

وكان محافظ ريف دمشق المهندس علاء منير ابراهيم وأمين فرع ريف دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي المهندس رضوان مصطفى يرافقهما مديرو الخدمات والمؤسسات الخدمية اطلعو امس على واقع هذه المناطق المتضررة من السيول واستمعوا من الأهالي وأصحاب المنشآت إلى الأضرار التي لحقت بهم ومقترحاتهم لمنع حدوث هذه الكوارث مستقبلا حيث اشار المحافظ إلى أن العمل جار بالتعاون مع أصحاب المنشآت الصناعية والمنازل لتعزيل وتنظيف بلداتهم مؤكدا أن المحافظة وضعت جميع إمكانياتها وآلياتها فى خدمة المواطنين.

سانا جالت في البلدتين ورصدت اضرار العاصفة المطرية التي ضربت المنطقة ليل الجمعة الماضية ولعل أكثرها ألما خسارة الأرواح حيث تحول حفل زفاف حضرته عائلة الطفلة أسيل الخطيب من أهالي دير مقرن إلى مأتم.

والدها استعاد تفاصيل ذلك اليوم بصعوبة: “كنا عائدين من حفل أحد الأقرباء ومعنا طفلتي ذات الأربع سنوات ورغم أنني أمسكت بها جيدا لكن السيل كان أقوى مني وجرفها بعيدا دون أن أتمكن من انقاذها”.

الشاب محمد أحمد سرور 36 عاما الذي رفض الانتظار بمنزله لتهدأ العاصفة وبقي ساعات طويلة يساعد في انقاذ الناس جرفه السيل فجأة ولم يتمكن أحد من الإمساك به ليجدوه بعد ساعات مفارقا الحياة على أطراف البلدة حسب والدته التي بينت أن رحل مخلفا وراءه ثلاثة أطفال.

العاصفة المطرية التي لم يشهد لها أهالي بلدة كفير الزيت مثيلا منذ عام 1961 حسب أحد معمريها العم ابي سليم هندية الذي بين أن الأضرار التي لحقت بعائلته كبيرة جدا ومنزله صورة مصغرة عن منازل البلدة فالسيل فاجأهم ودخل بيوتهم وغادرها محملا بجميع محتوياتها تاركا بقايا الطين والتراب والأوحال في الغرف والأراضي.

الشاب وسام عليا لم يرغب باستعادة تفاصيل تلك الليلة فرغم أنه ساعد في إنقاذ عدد من أبناء بلدته قبل أن يجرفهم السيل لم يتمكن من إنقاذ صديقه الذي فارق الحياة تاركا أثره الطيب على حد تعبيره.

ومن بلدة دير مقرن لا تزال رئيفة سلوم تبحث عن مأوى لاسرتها بعد أن دمر منزلهم بالكامل ولم يبق لهم أي مكان يذهبون اليه أو مؤنة يقتاتون منها أو ثياب يرتدونها.

سكان البلدتين يرون أن حلولا بسيطة كانت خففت معاناتهم وأضرارهم بشكل كبير حيث لفت /مشهور محي الدين/ إلى ضرورة تعميق مجرى السيل وتوسيعه بحيث يستوعب الأمطار المتساقطة فيما دعا آخرون إلى بناء جدران استنادية وفتح مجار لتصريف للمياه.

وشهدت دمشق وريفها يوم السبت الماضي هطولات مطرية غزيرة أدت الى توقف حركة السير في عدد من الطرقات كما توفيت طفلتان وشاب في وادي بردى بريف دمشق وتضرر العديد من المنازل بالمنطقة جراء السيول الجارفة.

سكينة محمد