الشريط الإخباري

وزير بريطاني: لا يمكن تصديق الرواية السعودية بشأن مقتل خاشقجي

لندن-سانا

أكد وزير شؤون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دومينيك راب أن الرواية التي قدمها النظام السعودي بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول لا يمكن تصديقها ويجب محاسبة المتورطين في هذه الجريمة.

ونقلت وكالة فرانس برس عن راب قوله في حديث مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي): “هناك علامة استفهام جدية بشأن الرواية التي أعطيت.. لا أعتقد أنه يمكن تصديقها والحكومة البريطانية تريد أن ترى أشخاصاً يحاسبون”.

وبعد إنكاره لأسبوعين أقر النظام السعودي أمس بأن الصحفي الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة واشنطن بوست الاميركية وينتقد ولي عهد نظام آل سعود محمد بن سلمان قتل بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول في الـ 2 من تشرين الأول خلال ما وصفه عراكاً بالأيدي لكن تفسيره هذا قوبل بانتقادات وتشكيك كبيرين من قبل دول كبرى ومنظمات دولية طالبته بإجابات ولا سيما بمعرفة ما حل بجثته.

وأكد مسؤولون في الأجهزة الأمنية التابعة للنظام التركي أن خاشقجي قتل على أيدى فريق أمني سعودي جاء خصيصا إلى تركيا لاغتياله بينما أكدت وسائل إعلام تركية بينها صحيفة صباح وجود تسجيلات بالصوت والصورة تؤكد تعرض خاشقجي للتعذيب قبل قتله في القنصلية.

بدورها طالبت فرنسا على لسان وزير المالية برونو لو مير الرياض بإجراء تحقيق مستفيض وشفاف لاجلاء الحقائق كاملة بشأن الجريمة وقال: إن “تقدما قد حدث الآن بعد أن اعترفت السلطات السعودية بالحقائق وقبلت بعض المسؤولية ومع ذلك يجب الكشف عن كل الملابسات”.

وربط لو مير في حديث للقناة الثالثة في التلفزيون الفرنسي العلاقات مع النظام السعودي بالطريقة التي ستعلن بها الحقيقة والنتائج التي يتم التوصل إليها.

وفي هذا السياق تناولت صحيفتان اميركيتان الرواية التي أعلنها النظام السعودي حول مقتل خاشقجى والتي تتناقض مع تصريحات مسؤولين سعوديين سابقة حول مغادرته القنصلية حيا حيث أكدت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها أن الرواية السعودية “تبعث حقا على السخرية وتثير العديد من الأسئلة حول النوايا المبيتة للرياض من وراء اصدار مثل هذا الاعتراف الساذج “.

وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان متلهفا للحفاظ على العلاقة التي تجمعه بولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان والقائمة بالأساس على صفقات السلاح المربحة لواشنطن إلا أنه بعد أن قال أمس إن الرواية السعودية “موثوقة” عاد اليوم ليقول إنه غير راض عنها في أسلوب ابتزاز متواصل وواضح.

ولفتت الصحيفة إلى أنه بموجب الرواية السعودية فإن أوامر صدرت في الرياض بجلب المعارضين السعوديين المقيمين بالخارج وهو ما دفع نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيري لإرسال فريق لجلب خاشقجي من تركيا وطبقا لما ورد في هذه الرواية فقد اشتبك خاشقجي مع الفريق المكلف اختطافه وانتهى الأمر بمقتله وقد تكفل متعهد محلي بدفن جثته التي من المرجح أنها قطعت ونقلت داخل حقائب.

وأشارت الصحيفة إلى الثغرات التي تشوب القصة السعودية حيث لا تزال العديد من الأمور مبهمة وغير واضحة للمجتمع الدولي الذي لا يزال يرفض أخذها على محمل الجد.

ولفتت الصحيفة إلى أن ما ترمي اليه الرواية السعودية هو اقناعنا بأن ابن سلمان الذي يروج لنفسه على أنه الرجل الاصلاحي لا يمكن أن يقترف مثل هذه الجريمة البشعة رغم ان هذه الممارسات ليست بالغريبة عنه فهو قد سبق له أن سجن العديد من أقربائه من العائلة المالكة وهو من اختطف رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري كما امر بشن عدوان على الشعب اليمني وعاقب أحد المدونين بنحو ألف جلدة بسبب أفكاره.

بدورها وصفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في افتتاحيتها مزاعم الرياض بشأن طريقة قتل خاشقجي بأنها “حكاية من نسج الخيال يصر ترامب على مجاراتها”.

وأشارت الصحيفة إلى أن إعلان ترامب عن تصديقه لهذه الخزعبلات يظهر نواياه المخزية القائمة على مساعدة ودعم محاولات النظام السعودي ولا سيما ولي عهده ابن سلمان للتهرب من المساءلة الجادة في هذه الجريمة.

 

انظر ايضاً

كالامار: تقرير المخابرات الأمريكية حول مقتل خاشقجي مخيب للآمال

جنيف-سانا انتقدت مقررة الأمم المتحدة المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء أنييس كالامار تقرير المخابرات …