الشريط الإخباري

انتشار دودة اللوز الشوكية في حقول القطن بالحسكة

الحسكة-سانا

يعاني فلاحو محافظة الحسكة خلال الموسم الحالي من العوامل الطبيعية ولا سيما الجفاف الذي أثر بشكل سلبي في إنتاجهم من محصولي القمح والشعير وأدى إلى خروج مساحات زراعية شاسعة من دائرة الإنتاج وإلحاق أضرار مالية بالمزارعين الذين حاول البعض منهم التعويض عبر التوجه إلى زراعة القطن حيث زادت المساحة المزروعة به العام الحالي ثلاثة أضعاف قياساً بالمساحة المزروعة العام الماضي.

ومع نمو محصول القطن بدأت تظهر عليه عوارض إصابة المحصول بدودة اللوز الشوكية التي أخذت بالانتشار الواسع في معظم حقول القطن بالمحافظة وتهدد الإنتاج وتكبد الفلاحين خسائر فادحة على الرغم من قيام البعض منهم بمكافحة المساحات المصابة ولكن دون جدوى.

مراسل سانا التقى عدداً من فلاحي المحافظة للوقوف على واقع محصول القطن وتأثير دودة اللوز فيه، حيث بينوا أن أهم أسباب انتشار هذه الآفة هي بذور القطن مجهولة المصدر الموجودة في الأسواق التي استخدمها الأهالي في الزراعة وتحوي بيض هذه الحشرة إضافة إلى الأجواء الدافئة التي كانت سائدة بداية زراعة المحصول والتي ساعدت في فقس البيوض وانتشار الحشرة في الحقول يضاف إليها عدم وجود مبيدات حشرية فعالة قادرة على القضاء عليها.

ويشير الفلاح عكلة السعد من ناحية أبو راسين في ريف المحافظة الشمالي إلى أن جميع الأراضي المزروعة بالقطن مصابة بشكل كبير بالحشرة التي كانت تتغذى على الأزهار والآن تتغذى على جوز القطن، مبينا أنه قام برش حقله أكثر من مرة بالمبيدات الحشرية دون جدوى فالمبيدات الموجودة في الأسواق بحسب رأيه ذات فعالية ضعيفة إضافة إلى أنه لا فائدة من مكافحة الحقل إذا كانت الحقول المجاورة مصابة.

ولفت السعد إلى أن دودة اللوز تصيب مواسم القطن بشكل دائم ولكن كانت تبقى دون العتبة الاقتصادية بسبب توفير مديرية الزراعة الأعداء الحيوية والمصائد الهرمونية والمبيدات الحشرية الفعالة، إضافة إلى توفير بذار القطن المعقم من قبل فرع إكثار البذار ومع دخول سنوات الحرب على الإرهاب لم تعد كافة الخدمات متوفرة ليتوجه الفلاح إلى الأسواق لتأمين حاجته من المبيدات والبذار ذات الجودة السيئة.

أما الفلاح سعدون كمال من ريف مدينة رأس العين والذي قام بزراعة ما يقارب 100 دونم بمحصول القطن فيوضح أن نسبة الإصابة لديه تقارب 90 بالمئة خرجت عن الإنتاج ما دعاه إلى بيع المحصول إلى مربي الأغنام لاستخدامه كمادة علفية، مبيناً أن غالبية الفلاحين بالمنطقة حذوا حذوه بهدف التعويض ولو بنسبة بسيطة عن خسائر زراعة القطن وتكاليف عمليات الري التي قاموا بها.

ويشير كمال إلى أنه لا فائدة من مكافحة المساحات المصابة بدودة اللوز بعد أن دخلت جوزة القطن التي أصبحت تؤمن لها الحماية من المبيدات الحشرية، داعياً مديرية الزراعة لمساعدة الفلاحين خلال الموسم القادم.

من جهته بين رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة المهندس رجب سلامة أن المساحة المزروعة بمحصول القطن للموسم الحالي تبلغ 5 آلاف هكتار وجميع الحقول المزروعة بالقطن مصابة بالدودة بنسب إصابة تتراوح بين 3 و11 بالمئة متجاوزة بذلك العتبة الاقتصادية وأن بؤرة الإصابة متركزة في مناطق شمال المحافظة ولاسيما رأس العين وأبوراسين وتل براك.

ولفت المهندس سلامة إلى أن نسبة الإصابة ستؤثر سلبا في الإنتاج وتخفضه بنسب تتراوح بين 40 و80 بالمئة، مبيناً أن مخابر مديرية الزراعة التي كانت تنتج الأعداء الحيوية لدودة اللوز خارج الخدمة نتيجة الظروف الأمنية الأمر الذي زاد من انتشار الدودة يضاف إليها استخدام الأهالي بذور قطن مجهولة المصدر في زراعة الأراضي ووجود مبيدات حشرية ضعيفة الفعالية لا تؤثر بشكل فعال في الدودة.

انظر ايضاً

زراعة الحسكة: تحسن واقع الثروة الحيوانية في المحافظة

الحسكة-سانا شهد واقع الثروة الحيوانية تحسناً كبيراً في كل مناطق محافظة الحسكة بعد توفر مساحات …