الشريط الإخباري

مشاركون بمؤتمر صناعة المحتوى الرقمي العربي: ضرورة وضع استراتيجية لإدارة المعرفة

دمشق-سانا

ناقش المشاركون في المؤتمر الوطني الثاني لصناعة المحتوى الرقمي العربي خلال جلستهم الأولى اليوم على مدرج مكتبة الأسد الوطنية بدمشق أبرز القضايا المتعلقة بالمحتوى الرقمي “العلمي والتعليمي والبحثي” ودوره في تطوير قطاع التعليم العالي في سورية.

وأكد المشاركون ضرورة النهوض بالمحتوى الرقمي البحثي السوري ووضع استراتيجية لإدارة المعرفة على المستوى الوطني وترقية التقنيات المتوافرة وتوطين التقانات العالية والحديثة وتبني سيناريو تنموي للعلم والتقانة والابتكار يكون أداة لتنسيق وتوجيه الأنشطة العلمية والتقانية في سورية ومساعدة صناع القرار في هذا المجال.

واستعرض الدكتور محمد نجيب عبد الواحد عضو مجلس أمناء الجامعة الافتراضية السورية الواقع الحالي لقطاع التعليم العالي في سورية وضرورة توفر محتوى تعليمي ومناهجي رقمي “مؤازر” يدعم منظومة التعليم بشكل عام إضافة إلى التوجهات العالمية الحديثة في هذا المجال وكذلك الأدوار الجديدة للجامعات السورية لجهة إعادة بناء رأس المال البشري والبنية التحتية الاجتماعية والمادية والتغيرات الجذرية الحاصلة في سوق العمل وحتمية مواكبتها.

ومن مركز الدراسات والبحوث العلمية تحدث الدكتور آصف دياب عن عمق المحتوى المعرفي العربي السوري والمشهد الراهن لهذا المحتوى وكذلك مفهوم المحتوى الرقمي البحثي، مؤكداً ضرورة الحث على التعمق بالعلوم الحديثة والدقيقة والتحفيز على الرقمنة في كل المجالات.

بدورها لفتت الدكتورة فاطمة بدر نائب رئيس الجامعة الافتراضية السورية إلى أن المحتوى الرقمي الموجود في الجامعة متنوع ويشمل النصوص بأشكالها والمحتوى التفاعلي الالكتروني مع الطلبة إضافة إلى الأنظمة الخدمية والتفاعلية في الجامعة.

من جهته لفت الدكتور ميلاد السبعلي المدير التنفيذي لمجموعة غلوبال لورننغ المتخصصة في مجال تكنولوجيا التعليم إلى المتطلبات التي يجب توفيرها من أجل تأسيس صناعة سورية احترافية للمحتوى الرقمي التفاعلي ذي استخدامات التعليمية والتدريبية والتسويقية المتعددة وذلك بالتوازي مع ضرورة فهم الاتجاهات المعاصرة المتعلقة بهذا المجال والتقنيات والتطبيقات الحديثة التي يمكن استعمالها من أجل تحضير الموارد البشرية المتخصصة المطلوبة والتي هي المحرك الأساسي لهذه الصناعة.

وفي الجلسة الثانية تركزت مداخلات المشاركين حول آلية تطبيق مفهوم الحكومة المفتوحة والبيانات الحكومية المفتوحة ومدى فائدة المحتوى الرقمي في تنفيذ مشروع الإصلاح الإداري.

وناقش المشاركون خلال الجلسة مجموعة من الصعوبات التي تتطلب حلولا سريعة في إطار السعي لنشر المحتوى الرقمي ومنها النقص الشديد بالكوادر التقنية ولاسيما “مهندسي المعلوماتية” وقلة ورشات العمل المتعلقة بشرح مفاهيم البيانات الحكومية المفتوحة وإيجاد آلية لتدقيق المحتوى الرقمي ومتابعته بشكل دوري.

وزير الاتصالات والتقانة الدكتور علي الظفير أوضح أن الوزارة تعمل على دعم المحتوى الرقمي من خلال تجهيز البنى التحتية والتمكينية التشريعية إلى جانب عملها على مشروع قانون “حق الوصول إلى البيانات” الذي سيكون جاهزاً مع نهاية العام الحالي وقانون “حماية البيانات الشخصية” الذي ما يزال العمل جارياً على إعداده.

بدورها بينت وزيرة التنمية الإدارية الدكتورة سلام سفاف أهمية تطوير المحتوى الرقمي لتنفيذ المشروع الوطني للإصلاح الإداري لأنه يعد وسيلة آمنة تضمن تطبيق البرنامج التنفيذي للمشروع بآليات الكترونية وذهنية جديدة مقدمة اقتراحين للارتقاء بالمحتوى الرقمي “إحداث وحدة تنظيمية لتطوير المحتوى الرقمي الخاص بالجهة العامة وإحداث مسلك وظيفي خاص بمطوري أنظمة المعلومات مرتبط بسلم أجور ونظام حوافز خاص”.

وخلال محاضرته أوضح رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي الدكتور عماد الصابوني أن تعريف الحكومة المفتوحة هي التي تكفل للعموم اجراء رقابة فعالة على أعمال الحكومة ويتطلب تحقيقها ارادة سياسية واضحة لأن الممارسات الحكومية الجديدة تفضي الى تغييرات جوهرية في العمليات الحكومية.

من جهتها أشارت مديرة الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة في وزارة الاتصالات المهندسة فاديا سليمان إلى أن الاستراتيجية الوطنية للحكومة الالكترونية شملت موضوع “ترحيل جميع البيانات الحكومية من الصيغة الورقية إلى الصيغة الإلكترونية”، لافتة إلى أن الحكومة الالكترونية تقدم خدمات داعمة للمحتوى الرقمي الحكومي من خلال “مركز خدمات المعلوماتية والشبكة الحكومية الآمنة لتبادل المعلومات والخدمات والشبكة الحكومية المغلقة المعزولة عن الإنترنت”.

العميد المهندس عبدالرحمن عبدالرحمن من وزارة الداخلية أوضح أن الوزارة تملك عبر اداراتها وفروعها بنوك معلومات رقمية مهمة وحساسة تخص بيانات المواطنين وجزءاً كبيرا من أنشطتهم “السجل المدني والسجل الجنائي إضافة إلى حركات السفر ومخالفات السير” ما يسهم في بناء محتوى رقمي حيوي على مستوى الحكومة.

وكان المؤتمر الوطني الثاني للمحتوى الرقمي العربي افتتح أمس في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق تحت عنوان “المحتوى المعارفي السوري.. البناء.. الإدارة.. الاستثمار”.

ويناقش المشاركون في المؤتمر على مدى يومين عدة محاور هي المحتوى الرقمي “العلمي والتعليمي والبحثي” والمحتوى الرقمي الحكومي والمحتوى الرقمي الثقافي والإعلامي والمحتوى الرقمي الاقتصادي والتجاري.

ويأتي المؤتمر انطلاقاً من ضرورة وضع استراتيجية وطنية للنهوض بصناعة المحتوى الرقمي كفرصة اقتصادية واستثمارية مهمة لسورية الجديدة تسهم في بناء اقتصاد المعرفة في مختلف القطاعات التعليمية والعلمية والثقافية والحكومية والاقتصادية.

هيلانة الهندي

انظر ايضاً

الصحة العالمية تحذر من أسوأ موسم لحمّى الضنك في أميركا اللاتينية

جنيف-سانا حذّرت منظمة الصحة العالمية من أسوأ موسم لحمّى الضنك في منطقة أميركا اللاتينية والبحر …