الشريط الإخباري

مال الأعراب وبنادق الإيجار … لهاث ما قبل النهايات – صحيفة الثورة

واهمٌ إلى حد الحماقة من يظن أن الإدارة الأميركية ذات مصداقية، وانها يمكن أن تفي بوعد قطعته، عبر تاريخ علاقاتها مع العالم لم تفعل ذلك، حتى مع الأصدقاء، وليس لها أصدقاء، بل تبّع يمضون في ركبها ينفذون ما تأمر به حتى بمجرد إيماءة منها،وعلى هذا النهج الذي يزداد وضوحا وصراحة يمضي ترامب، صحيح انه أكثر الرؤساء الأميركيين تناقضا كما يبدو في ظاهر الأمر، لكن ذلك ليس إلا من ضرورات السياسة الخارجية الاميركية، فلا جديد فيما يقوم به إلا المباشرة الفجة والسرعة بالانقلاب على ما صرح به .‏

المشهد المعقد الذي يلف المنطقة كلها على الرغم من وضوح النهايات والغايات عند محور المقاومة ومكافحة الإرهاب، يبدو أنه (المشهد) حتى الآن غير واضح المعالم بالنسبة للإدارة الاميركية، فتارة تعلن إدارة ترامب أنها سوف تنهي احتلالها لبعض المناطق في سورية، وما يكاد صدى تغريدات ترامب يصل مداه إلى أبعد من واشنطن حتى يعود ليكتب من جديد: لقد أجلنا الأمر .‏

ويسارع الأعراب للتبرع بما يكفل استمرار هذا الاحتلال والعدوان ، مئات ملايين الدولارات يدفع بها إلى خزائن الولايات المتحدة الأميركية وتحت ذريعة المساهمة بالاستقرار في المناطق الشرقية، وتظهر خيوط اللعبة أكثر وضوحا حين تعلن بعض الجهات أن الولايات المتحدة تعمل جاهدة على النفخ بنار إقامة إمارات متقطعة شرقي الفرات، وفي سبيل إحياء الفكرة بدأت منذ فترة قصيرة بضخ المزيد من المعدات والسلاح لبعض القوى التي وقعت بالفخ، ومع أنها (القوى) ترى المشهد كاملا، وتعرف ان النتيجة الحتمية هي بالعودة إلى حضن الدولة الوطنية السورية، ولايمكن لأي قوة مهما كانت أن تجعل واقع التقسيم في سورية حقيقة، والأمثلة كثيرة، فالجغرافيا التي ظن الكثيرون أنها محصنة بالدعم الصهيوني للعصابات الصهيونية، ومعه مال الأعراب، ونفوذ وقوة وسطوة الولايات المتحدة، تهاوت أمام إرادة الجيش السوري الذي يستعد لوضع النهايات المعروفة للإرهاب على امتداد الجغرافيا السورية .‏

واقع على ما يبدو أصاب ممولي الإرهاب بالعمه والعته، فإذا بهم يعودون من جديد إلى الحماقات نفسها بمجرد إيماءة من المشغل الأميركي، والغريب في الأمر نفسه أنهم لايرون أن النتيجة الحتمية لكل ما يقومون به، هي الهزيمة، قد ينجحون قليلا بإطالة وجود بعض القوى الإرهابية من خلال تمويلهم للبنادق المأجورة، لكنهم بالنهاية وبنادقهم سوف يكونون خارج إطار الفعل والواقع، فما رسخه الميدان السوري جيشا وشعبا لايمكن هزيمته, وليس في جعبة الحاوي الأميركي ما يقدمه، بل يرمي بآخر أوراقه ليحلب الضرع الأخير للأبقار التي قال عنها ذات يوم لابد من ذبحها بعد حلبها، وليس هذا ببعيد .‏

ديب علي حسن